الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصوم في حضيرة الايجاد

خالد حسن يوسف

2019 / 12 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


# خصوم في حضيرة الايجاد.

رفض الصومال وجيبوتي لرئاسة كينيا لمنظمة الايجاد، قاد لانتخاب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، لرئاستها، إذ ظلت كل من إثيوبيا وكينيا خلال السنوات الماضية تسيطران على المنظمة، في حين أن هناك مؤشرات كانت قد تجلت قبل إنعقاد المؤتمر ١٣ للإيجاد ما بين ٢٨٢٩ نوفمبر ٢٠١٩ في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وجاءت على خلفية رفض المنحى الذي سارت عليه لسنوات طويلة واستئثار البعض بها.

" ووفقا لمصادر دبلوماسية كانت هناك منافسة قوية بين السودان وكينيا وأوغندا وجيبوتي على رئاسة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.وكانت هناك خلافات ومناقشات حادة، خيث اعتراضت بعض دول على مقترحات المقدمة وهددت بالانسحاب من الكتلة.

وفي مساء اليوم الجمعة انتهت القمة الرئاسية بعد مناقشة عدة ملفات منها إصلاحات في هياكل المنظمة وأختيار القيادة العليا للمنظمة حيث فازت السودان الشقيقة بقيادة المنظمة في السنوات الأربعة القادمة بعد أن تنازلت الدولة جيبوتي لصالح السودان لتنحصر المنافسة بعدها بين كينيا والسودان وذهبت معظم الأصوات لصالح السودان."(١)

الصومال،جيبوتي وإثيوبيا، هم مؤسسي إيجاد، وليس معنى ذلك أن التأسيس كان حكرا على هذه الدول، بل أنها كانت الأكثر فاعلية في ظل مبادرة التأسيس عام ١٩٨٦، والهدف من إنشائها كان بيئيا وليس سياسيا، فالعنصر الصومالي القاطن في القرن الافريقي كان الأكثر تعرضا لموجات الجفاف المتكررة.

وبحكم توزع الصوماليين في جيبوتي،الصومال،كينيا وإثيوبيا، جاء خيار التقارب الطبيعي بين تلك الدول، وبالنسبة لجمهورية الصومال الديمقراطية والتي لم تكن علاقاتها جيدة مع إثيوبيا وكينيا، كان خيارها تلبية مصلحة القومية الصومالية والتعاون بشأن ذلك مع دول الجوار.

حاليا الصومال وجيبوتي لا يجنون مصالح من عضويتهم في المنظمة، وفي المستقبل يستحسن أن ينسحبوا منها، فكلاهما فقدا مكانتهم الريادية وأصبحا عرضة لتحالف الإثيوبي- الكيني تجاههم، وسيطرتهم على الايجاد لاسيما منذ مؤتمر عام ١٩٩٦ المنعقد بكينيا، إذ أن مقر المنظمة رغم أن وجوده في جيبوتي إلا أنه فعليا واقع في أديس أبابا، وذلك نظرا لسيطرتهم على إدارة الايجاد ومناصبها القيادية وكم التحالفات القائمة بين الطرفين .

ورغم ذلك فإن جيبوتي كانت لعبت دورا بارزا في ظل مظلة الايجاد عام ٢٠٠٠ واستطاعت أن تجمع الفرقاء الصوماليين وممثليهم فيما عرف بمؤتمر عرتا للمصالحة الصومالية، ومنه جاءت فيما بعد انطلاقة الحكومات الانتقالية التي عرفها الصومال فيما بعد وأسست للعملية السياسية الجارية منذ ذلك الحين.

إريتيريا انسحبت من المنظمة بعد نزاعها مع اثيوبيا وجيبوتي والصومال، دولة جنوب السودان أخر أعضاء المنظمة، وفي ظل مصالحتها مع إثيوبيا والتطبيع بين الدولتين عادت مبدئيا إلى عضويتها، وعلى المستوى السياسي حدث بعض التقارب بينها والصومال ومحادثات لم تسفر عن شيئ يذكر مع جيبوتي، بينما تتأرجح علاقاتها مع السودان ما بين التدهور والتواصل مجددا.

ومأخذ إريتيريا على المنظمة أنها وقعت تحث سيطرة إثيوبيا، إلا أن ذلك لم يكن بحديث العهد وظل ماثلا خلال السنوات الستة الأولى من عمر الدولة الاريتيرية، ومنذ إنهيار الدولة الصومالية سيطرت أديس أبابا على الايجاد.

كينيا كانت مجرد عضو شبه مغمور ومع سقوط الصومال اكتسبت حضورا في الايجاد، وفي ظل تحالفها مع إثيوبيا اكتسبت حضور وسط المنظمة، وعملت جنبا إلى جنب معها لتكريس السيطرة المشتركة، ورغم أنها تقلدت منصب الأمانة العامة سابقا، إلا أنها أرادت مجددا السيطرة على منصب رئاسة المنظمة.

أوغندا من أواخر الأعضاء في الايجاد ودورها مرهون بتواجد قواتها في الصومال، ودعمها السابق للمعارضة الجنوبية سابقا، ورغم علاقاتها مع الفرقاء الجنوبيين السودانيين إلا أنها لا تعير هذا الملف إهتماما كبير، ورغم تمتعها باستقرار سياسي، فرغم ذلك أن حضورها السياسي في الايجاد ثانوي مقارنة مع مثيله في تجمع دول شرق افريقيا.

السودان نال العضوية منذ التأسيس إلا أنه ظل دوما الحاضر الغائب، حيث كان انضمامه خلال الفترة الانتقالية في عام ١٩٨٦، ومع قدوم حكم الجبهة الاسلامية القومية وصولا إلى المرحلة الإنتقالية الراهنة، ظلت البلاد في ظل واقع عدم إستقرار سياسي ونزاعات مع دول الجوار وقد إنعكس على دور السودان إقليميا.

دولة جنوب السودان عضويتها بالمنظمة مقرونة باستقلالها وصراعاتها الداخلية، وحتى الأن لم يتيح لها الواقع السياسي أن تلعب دورا هاما خلال سنوات عضويتها القصيرة، وقد استفادت من جهود الايجاد لحلحلة أزمتها إلى حدا ما.

وخلال رحلة الايجاد الطويلة لم تستطيع الدول الأعضاء العمل على تحقيق حد معقول من البرنامج التأسيسي لها، والمثمتل في مواجهة التصحر والكوارث الطبيعية، ومن ثم قفزت تحايلا إلى طور التنمية، بينما لا زالت تمثل دولا تشهد الصراعات السياسية والمسلحة فيما بينها.

فالدول الأعضاء لم تستطيع تحقيق مجرد تقارب في حركة التنقل فيما بينها، والتعاون الجمركي، وضمان سلامة وأمن المواطنيين، وتقوم إثيوبيا بخرق الهدف الأساسي وهو المحافظة على البيئة والطبيعة، إذ تمارس حجبها مياه نهري النيل الأزرق وشبيللي عن كل من السودان والصومال، دون النظر إلى حاجاتهم وأمنهم المائي، كما أن الصراع السياسي على المناصب والتحالفات الجانبية بين الدول يؤكد عدم وجود تجانس فيما بينها.


١ المصدر: اختتام مؤتمر ١٣ لمنظمة ايغاد IGAD في أديس أبابا، عبدالرحمن حسن، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٩، Djiboutawi.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -