الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضخم الصحافة الإقتصادية

عادل مرزوق الجمري

2006 / 5 / 26
الصحافة والاعلام


"الرأسمال الرسمي"، "السندات المالية"، "معدلات فوائد الإقراض"، العلاقة بين "المخاطرة والمكافأة"، "صناديق الإستثمار في أسواق المال"، "أقساط التأمين التقاعدية"، وبالطبع، ماذا تعني بالضبط زيادة "مؤشر نيويورك"؟. مصطلحات معقدة، وجداول أكثر تعقيد.
هل تلعب الصحافة دور ناقل المعرفة و"الجاهل" بها. لاشك أن الصحافة المهتمة بالشؤون الإقتصادية والتجارية هي مطلب وطني لأي دولة تسعى لمواكبة المنظومة الإقتصادية العالمية، كما أن دخول الإستثمارات الدولية إلى أي دولة دون وجود صحافة إقتصادية رائدة وأجهزة مجتمعية قادرة على التعامل معها وتفعيل نجاحاتها هو "مطب مجتمعي"، له أثاره السيئة.
الصحافة المهتمة بالإقتصاد تسعى إلى إنتاج المقالات "الشفافة" و"العميقة الإطلاع"، والتي تأتي بفرح الوصول إلى قمة منحنى الإقتصاد، ومفاهيم الرأسمال الوطني. الصحافة في بعدها الإقتصادي تهتم بأن تعلم القارئ بمكانة دولته المالية بالتحديد، لا أن تربكه في بيانات مالية معقدة، ومصطلحات لم يسمع بها من قبل!!
تزداد الجداول والمؤشرات، ولا يدرك القارئ حقيقة علاقته بهذه الجداول المعقدة، كما أنه يحس بحالة من الإشمئزاز حين يقرأ كلمة "التضخم الإقتصادي" خاصة دون أن يدرك ما معنى هذا التضخم؟، والأهم من ذلك، ما المشكلة بالنسبة له حين يعاني إقتصاده من هذا التضخم؟!!.
يعتقد البعض أن التوسع المثير في السنوات الماضية في أخبار الإقتصاد في البحرين أوجد خبرة عميقة وواسعة لا يمكن مضاهاتها في التعامل مع الصفحات الإقتصادية. وأن الوسائل التقنية في يومنا الحاضر سمحت لنا أن نعمل أكثر، وبصورة أفضل وأسرع.
لكن الحقيقة، أننا لا زلنا نجد صعوبة كبرى في تأسيس صحافة إقتصادية إيجابية، ومن دلالات هذا الضعف والتقصير تشابه الأخبار الإقتصادية بين الصحف بنسبة تزيد عن 75%، بمعنى أن صحافتنا تفتقر إلى الخبر الإقتصادي الذي تنتجه الصحيفة نفسها، وإلا فلماذا يكرر المحررون الإقتصاديون في شتى الصحف أخبارهم، وفي بعض الأحيان بنفس الصياغة والصور.
كما لا زالت طبقة عريضة من البحرينيين تعبر عن جهلها بمحتوى الأخبار الإقتصادية، سواء في صعوبة المصطلحات، أو شح المعلومات التوضيحية، ناهيك عن ضعف القابلية على قراءة الملحقات الإقتصادية، أما الأهم، فهو ندرة التحقيقات الإقتصادية المرتبطة بشكل مباشر بالحياة المعيشية للناس.
من جهة أخرى، لا زالت بيانات مؤسسات المال والإقتصاد خاضعة للضغوطات السياسية والإدارية، ما يفقدها المصداقية، هذه المؤسسات عاجزة عن التواصل من الشارع، بمعنى أنها لم تخلق وعياً حقيقياً نحو أهميتها ودورها التنموي، وعليه، لا نلوم طبقة عريضة من "الجمهور" حين تستخدم بعض أوراق الصحف لتنظيف النوافذ، أو لإفتراش وجبات الطعام!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي