الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسمها أمركة.. مسبتها أمركة..!!

عادل مرزوق الجمري

2006 / 5 / 28
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ليست مطاعم "الوجبات السريعة" صناعة أمريكية، ولا الملاهي، ولا حتى الأفلام السينمائية، وعليه، ليست هذه "العولمة" أمريكية كما يذهب أصحاب التعريفات البسيطة أو "الساذجة"، الأمريكييون أنفسهم "مستهلكون" لهذه العولمة، وإن كان ثمة "شركات كبرى" تتحكم بهذه اللعبة العولمية، فإن تلك الشركات العملاقة لا تُعَرِف نفسها بأنها "أمريكية"، بل بأنها شركات "متعددة الجنسية"، مقرها "الولايات المتحدة".
قبل ظهور "ماكدونالدز"، كانت "سندويشات السمك" و"البطاطا المقلية" تباع في بريطانيا. وكانت حدائق وملاهي "تيفولي" في "كوبنهاغن" الأشهر قبل "ديزني لاند"، والتي إستعملها الأمريكي "والت ديزني" كنموذج أساسي لأول حديقة ملاهي أنشأها في أناهايم بولاية كاليفورنيا، وكانت "فرنسا" و"إيطاليا" قبل الولايات المتحدة أكبر دولتين مصدرتين للأفلام السينمائية.
يذهب الباحث الأمريكي "ريتشارد بلز" في رده على تلك الهواجس والأوهام "حول إختفاء اللغات، والتقاليد القومية، وتدمير "الهوية" الفريدة لكل بلد تحت ثقل العادات والحالات الذهنية الأمريكية" إلى أن مجمل "العلاقات الثقافية بين الولايات المتحدة وبقية بلدان العالم، لم يكن لها في أي يوم، طوال المئة سنة الماضية، جانب وحيد فقط. بل على العكس، كانت الولايات المتحدة، ولا زالت تلعب دورها كبلد يستهلك التأثيرات الثقافية والفنية الأجنبية، بنفس القدر الذي كانت تصوغ فيه وسائل ترفيه العالم وتحديد أذواقه"
أمريكا وطن المهاجرين هي في تكونها الثقافي منتج "عالمي" صنعه هؤلاء المهاجرون، وليس هو بمثابة التطور المتسلسل لإنسان محدد، فيما يتقاطع مع الحال الثقافية لمرضى القوميات والأحلام الكبرى كالألمان، أو المسلمين، أو مؤخراً عبر الموضة العتيقة، والقادمة من الجديد، والمتمثلة في إعادة حطام "القومية العربية".
المشكلة، هي أن شتى الحضارات العالمية شاركت ولازالت تشارك في صياغة هذه العولمة، ماخلا "العرب". لذا، تجدهم أناس مشغولين بأمراضهم العقلية التاريخية في توهم أن مجمل المظاهر العولمية هي محاولة لطمس الهوية الثقافية العربية، وأن مقتضيات السياسة العولمية الجديدة حين تعصف بالدول العربية الرجعية ليست سوى "مؤامرة" أمريكية، يصنعها اللوبي الصهيوني "الوهمي"!!.
ومن هنا، كان "تأثير المهاجرين على الولايات المتحدة هو ما يفسر سبب شعبية ثقافتها طوال هذه المدة الطويلة، وفي أماكن مختلفة من العالم. انتشرت الثقافة الأميركية عبر العالم لأنها دمجت الأساليب والأفكار الأجنبية ضمن ثقافتها بالذات.
يعلق "ريتشارد بلز" قائلاً" إن ما قام به الأميركيون بصورة لامعة أكثر من منافسيهم خارج الحدود كان كناية عن إعادة تغليف المنتجات الثقافية الآتية من الخارج، وثم إعادة إرسالها إلى بقية أنحاء الكرة الأرضية. لهذا أصبحت ثقافة "العولمة" توصف، رغم كون هذا التوصيف تبسيطياً، على أنها ثقافة "أميركية"!!.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي