الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط عادل عبد المهدي بداية النهاية ... استقالة ملغومة موجهة لاكبر حلقة فوضى في العراق

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2019 / 12 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


المرحلة الراهنة التي تمر بها الثورة العراقية بسقوط عادل عبد المهدي ليست المشهد الاخير بل هي الخطوة الاولى في تهديم النظام المشوه الذي شكلته امريكا وربيبتها ايران ؛ على ان استقالة عادل عبد المهدي ملغومة وتدل على حقده ونفسه الخبيثة اذ انه قالها صراحة ان استقالته جاءت تلبية لطلب المرجعية بينما المرجعية لم تطلب منه ذلك خاصة وانها هي من جائت به لرئاسة الوزراء لكنه اراد ان يخلط الاوراق في قضية تولي الحكم في العراق وهكذا يمهد لولاية الفقيه في العراق كما انه قدم استقالته الى البرلمان لا لرئيس الجمهورية لانه يعرف ان البرلمان هو حلقة الفوضى الاكبر في النظام السياسي المشوه ذلك ان من نقاط الضعف في الدستور الكسيح عدم تحديد صلاحيات البرلمان في تعيين رئيس الحكومة او اقالته وهكذا يتضح لنا خبث عادل زوية والمنظومة السياسية برمتها ؛ كما ان الكثير من العراقيين يعتقدون ان المرجعية لا تتدخل في السياسة باعتبار ان وظيفتها الارشاد الديني ومن يعتقد هذا لا نلومه لان القناعة مسألة نسبية تتفاوت من انسان الى اخر فهناك من يفكر مثل هتلر يحلم بغزو الاوطان والسيطرة عليها وهناك من يفكر مثل اينشتاين همه الاوحد ابتكار شيء لم يصل اليه احد من قبل خدمة للانسانية وهناك من يرى الحياة ملونة مثل دافنشي وهناك من يصبغ الحياة بلون الدم مثل حكومات الاحزاب العميلة لايران وذيولها في العراق ؛ وهكذا فان سقوط المجرم عادل عبد المهدي ليس بالامر المهم لان من يصبغ حياة العراقيين بلون الدم من الذيول كثيرون وان ما يسمى سقوط حكومات انما هي وجوه تتغير فقط لان النظام الفاسد لم يتغير لذلك اسقاط النظام هو هدفنا الرئيس وهو الغاء وحل ما يسمى برلمان وما يسمى دستور كتب في دهاليز الرذيلة وحل كافة الاحزاب وميليشياتها الارهابية واغلاق كافة وسائل الاعلام التابعة لها ويلحق بها مرتزقتها واقلامها الماجورة ، وتشكيل مجلس سيادي وحكومة مؤقتة من ستة اشهر الى سنة تعمل على تمشية امور البلد ولا يحق لها اتخاذ اي قرار مصيري يتعلق بالعراق لان ذلك ليس من شانها وانما من شان المجلس السيادي المكون من الثوار كما ويتم تشكيل لجنة قانونية من فضلاء اساتذة القانون المشهود لهم بالنزاهة وهم كثيرون لكتابة دستور الدولة الجديد وكتابة قانون انتخابات نزيه وعادل ولا يسمح لكل من شارك في ما يسمى بالعملية السياسية المسخ بالاشتراك في الانتخابات ؛ كما وتشكل محاكم خاصة لمحاكمة قيادات واعضاء الاحزاب وعناصر الميليشيات واعضاء الحكومات بما فيها درجات المدراء العامين ومعاونيهم والدرجات الخاصة ؛ من خلال ذلك يتضح ان الطريق طويل وشائك خاصة وان المنتفعين من الذيول الذين ستتضرر مصالحهم لن يستسلموا بسهولة من اجل الحفاظ على مصالحهم ، لكن العراقيون رجال المهامات الصعبة خاصة وان القضية استعادة وطن وبنائه على اسس صحيحة لذلك فان خيار الانتصار هو الخيار الوحيد الذي لابد ان يتحقق بالاعتماد على اعظم قوة هي الشعب العراقي الذي يواصل الثورة التي اتسعت رقعتها وعمل ويعمل على طرد الغزاة الايرانيين والقضاء على ذيولهم من اجل عراق قوي مستقل ، ولن تستطيع امريكا وربيبتها ايران ايقاف الثورة لمنع تحربر العراق مهما كلفنا ذلك فالعراق اغلى من كل شيء وما تضحيات الشباب بارواحهم الا دليل على حب العراق وسموه في نفوسهم وشعارهم هو ((نموت عشرة نموت مية اني قافل على القضية)) ومهما بلغت خسائرنا المادية من اجل العراق فهي نقطة في بحر خسائرنا اذا بقت ايران تحتل وطننا .
ان هذه الانتفاضة المباركة تمتلك اهم عامل للنصر هو وحدة الشعب الذي عملت امريكا وايران وذيولها على تمزيقه وجعله طوائف واثنيات وقوميات لكنه حطم كل ما بنوه واسسوا له لان ما بني على باطل فهو باطل ، فقد ضاق هذا الشعب الاصيل ذرعا بجرائمهم وممارساتهم الارهابية وفسادهم وتسلط ميليشياتهم عليه حتى فقد حريته وكرامته وارضه وثرواته وتضاعفت متاعبه وتفاقمت الأزمات حتى اوشك العراقي على الضياع فخرجت جموع الشباب ثائرة محققة نبوئة (الجواهري)* مثلما تصدت مدينة الفلوجة الصغيرة للقوات الامريكية المحتلة وهزمتها شر هزيمة باعتراف الامريكان انفسهم وهكذا واجه الثوار قوات الحكومة وميليشياتها وميليشيات ايران بصدور عارية فاحدثت خللا في توازنها وافقدتها قواها العقلية بحيث لم يعد فيها مسؤول قادر على صياغة جملة مفيدة اذ وجهت الجماهير الثائرة ضربات قاضية لسيدتهم ايران وملاليها وذيولها في العراق بهذه الثورة وهدموا ما بنته في ستة عشر عاما من ركائز سياسية واقتصادية مشبوهة ومليشيات ارهابية ومنابر للتجهيل الممنهج ومرجعيات دينية كل ذلك هدموه في ستة ايام، لم يستخدموا لذلك اية اسلحة وانما هتافات مدوية بصوت واحد ( بالروح بالدم نفديك يا عراق ) و ( ايران بره بره بغداد تبقه حره ) ولم تترك ممارسات القمع الاجرامية للمجرم عادل عبد المهدي وحكومته العميلة امام الشعب العراقي سوى مواصلة الثورة الشعبية حتى استرداد الوطن واسقاط النظام ومحاكمة الفاسدين والمجرمين وما كان من هذا الامعه الا ان وجه خطابات مهينة وتهما باطلة اضافة الى استخدام القوة العسكرية وقتل مئات الثوار وجرح الالاف اسوة بمن سبقه من الخونة والعملاء في حكم البلد حذو النعل بالنعل ، من جانبها منحت المرجعيات الدينية بركاتها للحكومة العميلة واعتبرتها الجهة الشرعية التي ينبغي على الثوار انتظار ما تجود به عليهم من مكارم وهذا يتقاطع تماما مع مطالبتهم باسقاط النظام وتقديم الجميع للمحاكمة بدء من ولادة العملية السياسية المشوهة وبرلمانها المزور ودستورها الملغوم وقضائها المسيس ، ما اكد حقية ان المرجعيات الدينية تتستر على الفساد والفاسدين الامر الذي منح الثورة مشروعيتها ودفع كل فئات الشعب للاشتراك فيها والانضواء تحت لوائها ووسع من حجم الدعم والاسناد الشعبي لها والتفاف الشعب حولها بكل دياناته ومذاهبه وقومياته وفئاته السياسية والاجتماعية بل ان الثوار رفضوا جميع الحلول الترقيعية التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي روج لها ذيول ايران واحزابها للابقاء على الحكومة وهكذا فان ما يسمى حكومة واحزاب وميليشيات ومراجع دينية لن تتنازل عن السلطة حتى لو اضطرت الى اغراق العراق ببحر من الدم وهذا ما حصل ويحصل خاصة وسط الصمت والتعتيم الاعلامي العالمي ازاء كل الجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب العراقي كما وان ملالي طهران سيقاتلون الثورة بشراسة من اجل الاحتفاظ بالعراق الذي يشكل بالنسبة لهم الحلم التاريخي اضافة الى حقدهم عليه فهو انهى امبراطوريتهم وسفه احلامهم وان هؤلاء مجتمعين سيقاتلون دفاعا عن مكاسبهم ، وقامو من خلال خطاباتهم بتخويف الثوار من انتقال السلطة الى الطرف الاخر !!! لاذكاء الطائفية التي يعتاشون عليها من جانب ومحاولات بائسة اخرى للتخويف بتذكير الثوار بامريكا التي ستقف ضد هذه الثورة وهذا ما يدركه الثوار جيدا فكان حافزا اكبر لمواصلة الثورة وتوحد الشعب لذي زادته هذه الخطابات الجوفاء التحاما الامر الذي حفز الشعوب الايرانية للثورة ضد حكم الملالي الارهابيين ، اذ ان ايران عملت على تصدير ثورتها الارهابية الى العراق خلال اربعين عاما ففشلت بينما صدر العراق لها ثورته في اربعين يوما ، وبرغم الحرب النفسية التي وجهت نحو الثوار والجميع يعلم خطورتها وتاثيرها لكنها جوبهت بتماسك اكبر بين الشعب العراقي الذي تغلب عليها ؛ فالعراقيون من الشعوب التي تصدت للمحتل البريطاني الدولة الاعظم حينها وقامت بالعديد من الثورات ضدها وفي مقدمتها ثورة العشرين التي زعزعت عرش بريطانيا وهذه الثورة هي امتداد لثورة العشرين ذلك ان نجاح الثورة المؤكد وتشكيل حكومة وطنية مستقلة سينهي وجود امريكا في العراق ويوجه ضربة موجعة لكل مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية ويفرض عليها التعامل مع العراق معاملة الند للند ان ارادت بناء علاقات حقيقية معه وستظل هذه الدولة العظمى في حيرة من امرها ازاء الثورة العراقية لذا تراها تعمل على تحصين دويلات الخليج من تاثيرها وتضع مصدات امام نيرانها لكي لا تصل الى عروشها التي تاتمر بامرها بدليل التعتيم الاعلامي العالمي على مجريات الثورة لعراقية وانتهاكات حقوق الانسان فيه .
نقول للجميع نحن مدركون لطبيعة الصراعات الدولية بشان منطقة الخليج ونعرف جيدا اهمية لعراق الدولية وحرص الجميع على تدميره والسيطرة عليه .

(*) سينهض من صميم اليأس جيلٌ
مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيد
يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى
ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي