الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

2019 / 12 / 1
الادب والفن


ليس لديها أطراف . لا آذان كي تسمع بها ، ولا أنف أو لسان، ولا جذع. لديها فقط عيون ضعيفة البصر.
تجلس في الظل. لكن دون مؤخرة تجلس عليها. لا تقف ولا تجلس لكنها موجودة فحسب . يستشعر وجودها كلب الراعي الألماني المدرَّب الذي يمر كل يوم مع صاحبه الكاتب قرب مكان تواجدها.
يتوقف الكلب، يتشمم الهواء بحذر . يقف صاحبه الأعمى النحيل الأنيق دون حركة. أصبحوا ثلاثة كائنات فوق الرصيف النظيف الذي تشغل حديقة جميلة إحدى ضفتيه. يرغب الكلب في الذهاب خلف الرائحة. يمنعه الرجل الأعمى. بينما تستغل هي الفرصة، تسرق من الكاتب يديه وأذنيه وأنفه ولسانه ومؤخرته. تفعل ذلك بخفة بالغة . أثار ذلك غضب الكلب ، واندفع للهجوم، لكن اللجام كان قوياً، وبدا صاحب الكلب جاهلاً بكل شيء.
ارتخى لجام الكلب بعد انتهاء عملية السرقة. وصار الكلب فجأة طليقاً في الشارع، فأخذ يبحث عن صاحبه باجتهاد، قادته الرائحة إلى داخل الحديقة . وجد عيني صاحبه الجامدتين فوق العشب، ووجد الكلمة مستلقية تعرض للشمس جسدها الجديد. حمل الكلب لها لجامه تعبيراً عن الطاعة. فانطلقت خلفه بعيونها المشرقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة