الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف سيكون مستقبل العراق عام 2020؟

عامر هشام الصفّار

2019 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يسأل الكثيرون عن مستقبل العراق السياسي بعد حالة الحراك الشعبي والأحتجاجات العامة التي عمت العاصمة بغداد وبقية محافظات جنوب العراق ومنذ شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي.... وبعد كل الذي جرى من تصدي بالعنف من قبل جهات معينة ضمن تشكيلات الدولة والسلطة الحاكمة لأحتجاجات الشعب وسقوط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى وخاصة في مدن بغداد والناصرية والنجف.. وهي مدن مأهولة بالسكان وتكاد تشكل نصف عدد سكان العراق الذين تزيد فيهم نسبة الشباب في العمر.. وهم الشباب أنفسهم اليوم والذين يتواجدون في التظاهرات في الساحات العامة، حيث عانى هذا الشباب الأمرين من حالة الركود الأقتصادي والتدهور.. وزيادة نسب البطالة وسوء الخدمات والمحسوبية، وأنتشار الفساد المالي في البلاد مما ترك آثاره السلبية الأجتماعية المتوقعة والمرصودة.
وعليه يصبح من الحق أن نسأل عن مستقبل العراق سياسيًا.. كيف سيكون عليه والعام المقبل على الأبواب..؟ بل وكيف ستترك تفاعلات السياسة الدولية آثارها على الوضع العراقي؟..
لابد لنا أولاً من التأكيد على أن هناك دولاً عديدة مهتمة بتطورات الحال العراقي لأسباب متعددة منها الأقتصادي ومنها الجيوبولتيكي البحت.. ولكل دولة أسبابها في أهتمامها بالحال العراقي لما يشكلّه أستقرار العراق السياسي من أهمية على أستقرار الأمن في منطقة الشرق الأوسط كلها، وفي التوصل الى صفقة القرن المنتظرة بين اسرائيل والدول العربية.
وعليه فمن المهم معرفة حال الدول ذات العلاقة المباشرة بالوضع العراقي ومحاولة قراءة وضعها السياسي والأقتصادي لنقدّر ونستنتج بالتالي مدى تأثيرها في الحال العراقي الداخلي.. فإذا نظرنا الى أيران مثلاً سنرى أن قوانين العقوبات الأقتصادية الأميركية وخروج أميركا الذي سبقه من الأتفاقية الدولية للحد من أمتلاك أيران للسلاح النووي.. كل ذلك وما يتعلق به قد خلق حالة من عدم الأستقرار في أيران دفعها لأن ترتب أوضاعها السياسية والأقتصادية بالشكل الذي يسمح لها بالحفاظ على الدولة والنظام من الأنهيار.. وهنا كان العراق الدولة الأهم في هذه المعادلة الصعبة ولأسباب لا تخفى على القاريء النبيه. وعليه فأن التدخلات الأيرانية في الشأن العراقي المستقبلي ستستمر وتتواصل ضمن أطر زمنية وأساليب تحددها القيادة الأيرانية. أما بالنسبة للسعودية فأن الأقتصاد السعودي اليوم ليس في الحال الأفضل ولا هو أحسن من سنوات قليلة مضت، وذلك بعد ما يزيد على 5 سنوات من حرب في اليمن وبعد عقود التسليح الباهظة والعقود التجارية التي أرتبطت بها المملكة دولياً، مما حدا بقيادتها الى محاولة طرح نسبة معينة من أسهم شركة أرامكو السعودية النفطية للبيع. أن عدم ترتيب البيت الخليجي سيضيف الى مجموعة العوامل المعرقلة لأن تقوم السعودية بدور ما في العراق.. ولكنها مع ذلك ستحاول أن تكون بالمرصاد لأية فرصة سانحة لها في الساحة العراقية مما يجعلها منافساً قوياً لأيران وبالتالي ستحاول السعودية بشكل أو بآخر من عرقلة وتعطيل ما تبغي تحقيقه أيران في العراق وذلك لتضاد الأهداف وأختلاف الرؤى.
أما بالنسبة لأميركا فسيكون العام المقبل 2020 هو عام انتخابات الرئاسة الجديدة للبلاد وعليه وعلى الرغم من محاولات عزل الرئيس الأمريكي الحالي ترامب، فأنه سيحاول جهده على أن يتم أنتخابه لقيادة أميركا لدورة رئاسية ثانية وبالتالي سيتفرغ كلياً لحزمة السياسات التي يبغي تنفيذها وتحقيق النتائج المتوخاة منها بعد ذلك... وعليه فلا أتوقع أن تبادر أميركا حاليًا بأية مبادرة مهمة في الحال السياسي العراقي وفي حال الشرق الأوسط بصورة عامة... وستترك الأمر لمفاصل أخرى صديقة لها لتلعب دوراً آخر أقل وضوحاً للظهور وكأن هناك أستجابة من نوع ما للحراك الشعبي العراقي دون أن يكون هناك خلال عام 2020 أي تغيير مشهود ومهم على صعيد الواقع السياسي العراقي نفسه.... وعليه فمن الممكن أن يستمر الوضع الحالي العراقي والشرق أوسطي دون تغييرات جوهرية تذكر خلال العام المقبل والذي سيشهد حسب رأيي مصالحة خليجية بدأت بوادرها مؤخرا أضافة الى إنهاء حرب السعودية واليمن... وتطوير الوضع السياسي حتى يكون مؤهلاُ لمرحلة ما بعد الأنتخابات الأميركية في نوفمبر 2020....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يستطيع بايدن ان يجذب الناخبين مرة اخرى؟


.. القصف الإسرائيلي يدمر بلدة كفر حمام جنوبي لبنان




.. إيران.. المرشح المحافظ سعيد جليلي يتقدم على منافسيه بعد فرز


.. بعد أدائه -الضغيف-.. مطالبات داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب ب




.. إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية وتوسع استيطانها في الضفة الغ