الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفخ الإيراني ..العراق ساحة معركة.. والعراقيون وقودها!!

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 5 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


لا شك أن إيران كانت (المستثمر) الأكبر للاحتلال الأميركي في العراق من حيث إطاحته بنظام صدام حسين الذي كان يعتبر بحق أنه الرادع الأساسي لمطامع إيران الإقليمية إزاء الخليج العربي..
وقبله استفادت من احتلال أفغانستان من حيث خلاصها من نظام طالبان المعادي لجمهورية الخميني الإسلامية والنقيض الفعلي لها..
إلا أن الأمر الذي لم ينتبه إليه الكثيرون هو الفخ الإيراني للجيش الأميركي في العراق.. فبعد ثلاث سنوات من (الاستثمار) الإيراني لهذا الجيش وتنفيذه واقعاً ونتائج لكل ما يخدم الأجندة السياسية الإقليمية لإيران من حيث فتح أبواب العراق الجنوبية أمام المخابرات الإيرانية وقواتها الخاصة، وتحقيق وصاية إيرانية شبه كاملة على الحكومة والبرلمان العراقيين.. يجد هذا الجيش نفسه بجحافله التي تتجاوز المئة والخمسين ألف جندي تحت مرمى النيران الإيرانية.. وأنه قد وقع فعلاً في شرك (نجاد) الذي اعتبر أن الظرف الدولي والإقليمي الحالي هو الأنسب لتمرير مشروعه النووي وتحقيق مكاسبه الإقليمية في كامل المنطقة.. شاء الأميركيون أم أبوا؟..
وشاء عرب الخليج أم أبوا؟!..
وشاء (القانون الدولي) أم أبى؟!!..
الفخ الإيراني للقوات الأميركية تمثل بمهادنة لثلاث سنوات داخل العراق تناغم خلالها النظام الإيراني مع كل تكتيكات الاحتلال.. ولم تشهد تلك الفترة أية تعارضات بين الطرفين بدءاً من حل الجيش العراقي.. وتشكيل لجنة الاجتثاث سيئة الصيت.. مروراً بمجلس الحكم الانتقالي الذي كان عبارة عن (ديكور) لما يفكر به بريمر.. وصولاً إلى الفيدرالية التي ستحول العراق إلى ثلاثة كانتونات متناحرة..
لم يعن الأميركيون هذا الفخ إلا حين بدأت أوار الحرب الأهلية في العراق تأكل شرائح واسعة من الناس ترافق ذلك مع عمليات تهجير قسرية لا تخدم بشكل حقيقي مصالح الأميركان.. لأن هذه الحرب ستقود إلى إقليم جنوبي منفصل سينتمي جغرافياً ومذهبياً ومن ناحية ديموغرافية إلى (لإمبراطورية الفارسية) مجدداً!!..
والأميركان الذين أتوا من أقاصي الأرض لتحقيق مصالحهم في السيطرة على كامل الشرق الأوسط ومنابعه النفطية وجدوا أنفسهم يقدمون مكتسباتهم على طبق من ذهب لحكام إيران..
وهذا الأمر الذي ستحققه الحرب الأهلية العراقية لإيران!!!..
هذه الحرب مع تصاعد المقاومة الوطنية (مع الفارق بين السببين) هما اللذان سيفشلان المشروع الأميركي.. إنما لصالح المشروع الفارسي!!..
وهي مفارقة نادراً ما شهد التاريخ نظيراً لها.
إذ كيف يتحول جيش أعتى قوة في العالم إلى رهينة عند دولة مثل إيران تعتبر بالمقاييس الاستراتيجية لا تعادل جزءاً بسيطاً من القدرات العسكرية الأميركية..
حكام طهران ماضون في التصعيد ولا يبدو أن هناك من سيردع مطامحهم التوسعية.. إذ أن إدارة بوش لن تغامر بحياة عشرات الآلاف من جنودها في العراق.. إذا (أفتى) الإيرانيون بمقاومتهم!!.
ومن ناحية ثانية فإن السلاح الإيراني قادر على بعثرة هذه الجحافل في العراق.. ودول الخليج أيضاً حيث مصالح أميركا الاستراتيجية..
واللغة السياسية التي يستخدمها اليوم قادة طهران هي أنهم سيردون على الأميركان في العراق أولاً متذرعين أن العراقيين لن يستطيعوا ردع القوات الأميركية إذا أرادت مهاجمة إيران من العراق..
بالطبع تناسى الإيرانيون أن الشعب العراقي تحت الاحتلال.. ولو أنه قادر على ردع الجيش الأميركي لكان قد طرده من البلاد أولاً..
ولا بأس لحكام طهران أن تكون الأرض العراقية هي ساحة المعركة القادمة مع الأميركان!!..
ولا بأس أيضاً إن كان الشعب العراقي بأطفاله ونسائه وباقي المدنيين الأبرياء فيه... وقوداً لهذه الحرب!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -