الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوالف حريم - جورج مرة أخرى

حلوة زحايكة

2019 / 12 / 3
كتابات ساخرة


سوالف حريم
جورج مرة أخرى
لا أعرف لماذا جورج جارنا -الذي كان- يلح على ذاكرتي؟ فكما قلت لكم سابقا فإنني أتذكر "راس العبد" الذي كان يشتريه لي بكثرة ممّا جعلني أحيانا "أخمش" قليلا من القطعة ثم أخرج لأعطيها لأحد الأطفال من أبناء الأقارب والجيران.
أمّا في الليلة الماضية وفي هذا الصقيع الذي يغزونا جافا دون مطر، فقد تذكرت العمّ جورج عندما كان في أيام البرد والصقيع يجمع قطع الأخشاب ويوقدها ليتدفأ بها، يرتدي معطفا طويلا من بقايا الجيش الأردني، ويمد يديه تجاه الموقد العفويّ غير الثابت في مكان واحد، وإن كان للكوخ الخشبيّ الذي بناه بجانب الورشة نصيب كبير فيه، كان يجلسني بجانبه داخل "الكبّوت الجيشي"، ليقيني شرّ البرد، وعندما أمدّ يدي الصغيرتين تجاه نار الموقد، كان يفرح بي كثيرا فيلتقط إحدى يديّ ويبوسها ضاحكا وسعيدا. أمّا عندما كان يغلي ابريقا من الشّاي اللذيذ على الموقد، فقد كان يخصني بكأس قبل أن يخصّ نفسه.
وعندما أتذكر العمّ جورج الذي كان في منتصف الثلاثينات من عمره، أتساءل إن كانت له ابنة من جيلي، فيراني بديلة لها عندما يبتعد عنها، أو أنه لم تكن عنده بنات ويحلم بأن تكون له طفلة بريئة مثلي، لكنه في الأحوال كلها كان أبا حانيا ذا قلب رقيق، فطوبى له. وطوبى لمن يعرف من قرائي "جورج" ليدلني عليه إن بقي حيّا؛ كي أكرمه وأرد له شيئا من فضله عليّ. ولأزور قبره وأضع عليه باقة ورد إن كان ميّتا، وفي كلتا الحالتين سأتعرف على أسرته الكريمة.
3-12-2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير