الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس كل ما يقال صحيحا .

محمد بلمزيان

2019 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ليس غريبا أن تتباين المقاربات من شخص لآخر، وفق اختلاف المرجعيات والخلفيات التي ينطلق منها كل طرف، وليست بالضرورة جميع تلك المقاربات جاهزة لإعطاء دروس لإثراء تجارب تلك الإنتفاضات والثورات، بقدرما قد يكون بعضها ليس لغرض استكناه وتحليل ميكانيزماتها الداخلية والعوامل الموضوعية والذاتية التي أسهمت في ميلادها، لكنها قد تكون بعضها معدة خصيصا لإشاعة الضباب وتضليل الرأي السائد أو تسميم الإجواء حتى . فقد نقرأ بعض التقارير التي تتحدث عن بقعة أرضية وهي بعيدة جغرافيا وغير متاحة للقاريء أن يشاهد بأم عينه ما يجري على الأرض، وبالتالي قد يكون ضحية أخبار وتقارير زائفة أو مضللة وغير حقيقية ، تخدم طرفا دون آخر في ساحة الصراع، وهذا ما تنهض به قنوات إعلامية عملاقة وبكل لالغات خدمة لأجندة سياسية معروفة ومخطط لها بدقة متناهية، تستهدف تقويض جملة من المفاهيم وإحلال مفاهيم وقيم أخرى بل و( حقائق) في شكل حروب إعلامية هادرة تأتي على الأخضر واليابس، وتحطم كل ما قد يبدو بديهيا لتزرع مزيدا من الشك والتررد لدى قاعدة عريضة من القراء والمشاهدين .
لقد أصبحنا عرضة صباح مساء لقصف حقيقي من قبل قنوات إعلامية بأخبار وتقارير، قد لا تستقيم كلها حول ما يجري في خضم الصراعات والحروب المفتوحة في مناطق شتى من العالم، وأحيانا قد تصدق بما لا يدع مجالا للشك ومن خلال بلاتو بعض تلك القنوات التي تستدعي إليها جمهرة من المحللين السياسيين والخبراء الدوليين أو هكذا يوصفون من خلال بروفيلات يتفنن مقدموا برامجها النقاشية المعروفة، بأنها عين الحقيقة ولا توجد حقيقة أخرى على وجه البسيطة، لكن أحيانا تسقط ورقة التوت عن عورة بعض المتخفين وراء ستار هذه الصفات ( الأكاديمية) بمجرد أن تعطى لهم الكلمة، فتكتشف حجم الإنحياز المريب والدفاع المحموم لهذا الطرف أو ذاك، فيسقط في مستنقع مليء بالأشواك، فتضيع الفرصة عن المشاعد أو القاريء البسيط معرفة حقيقة ما يجري هناك أو هنالك وهو يعيش بعيدا جغرافيا، وتتقاطر عليه قصاصات الأنباء من كل حدب وصوب، ولا تسعفه ثقافته ومعرفته البسيطة من فك طلاسم ذلك الصراع السياسي والتطاحن الجاري على قدم وساق، وفق منطق السيادة للأقوى وسياسة الأرض المحروقة.
انتباتني هذه الملاحظات وهي تكاد أن تكون قاعدة تسري على الكثير إن لم نقل كل القنوات الفضائية المهيمنة على المشهد الإعلامي الإقليمي والدولي ، وكيف تتناول مجريات أحداث ، آثرت عدم ذكرها وهي كثيرة، وكيف يصل النقاش أحيانا الى حد تسفيه الآراء وتغييب الحقائق ، والإفراط في الإنحياز والسقوط في التحليل الذاتي بعيدا عن الوقوف على مسافة واحدة بين الأطراف المتصارعة بغية أن يقف المتابع لتلك البرامج على حقيقة الواقع الجاري ضمن حلقة الصراع،حيث يتحقق لديه إشباعا معرفيا كافيا حول القضية المطروحة للنقاش بعيدا عن المناوشات والأطراف المباشرة التي تحاول كل على حدة في تضليل الفضاء وتشويه الصورة، حينما يتحول الجاني الى ضحية والعكس صحيح، كل ذلك قد ( يتأكد) لدى البعض بمجرد الإكثار من الصراخ وتقديم حزمة من ( الحجج) أو الأحاجي سيان، ليصير بعد ذلك أول الضحايا المعرضين للإفتراس هو المشاهد المكسين وهو يصدق كل ما يتفوه به المتحدث بلغة كلماتها مستقاة بعناية فائقة لتنغرس عميقا في ذهن القاري / المشاهد، لتحويله الى رقم قابل للتدوير ضمن معادلة الصراع القائم كخدعة محبوكة أبطالها يختفون دائما وراء ستار( المحللين والخبراء والدكاترة ) . إن لم تستحي فقل ما شئت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو