الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنبكي على العراق دما

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2019 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بلد تبكي عليه القلوب قبل العيون لما آلت إليه أوضاعه , فكان ومازال بين مطرقة الجلاد وسطوة الحكام الظلمة , وبين مجتمع لايعرف ماذا يريد وماهي مصلحته وكيف يتعامل مع مستقبله ومصيره , فصار شعباً كالنائم يسير في ليلة ظلماء , وما نراه من مواقف سياسية لاترقى أن تكون احتواء لأي أزمة التي بدأت تضيق على الواقع السياسي وتحركه وفق الأهواء والأجندات ناهيك عن الاستهداف المباشر لضرب الواقع السياسي برمته بعيداً عن استهداف رموز الفساد بشخوصهم الذين عاثوا في الأرض فساداً ومزقوا وحدة شعبه وسرقوا رأيه , حتى أمسى بلا وطن يدافعون عنه وينتمون له , وما نشاهده يومياً من حلقات التأمر على العراق وشعبه ضمن سلسلة كبيرة من المواقف المعادية والتي تريد أن تعيد معادلة ظالمة كانت تحكم 40 عاماً بالحديد والنار وما شهدناه من سلوك في بعض التظاهرات التي شهدتها مدن العراق وتحولت بالبعض منها من سلميتها وحملت أجندات عبرت عن هذا التأمر , والذي وصل حد إزهاق أرواح الأبرياء وبدم بارد , والهدف هو ضرب أركان الدولة وإنهاءها ،حيث عانى هذا البلد من ويلات الحروب , ومن الحكام الظلمة الذين حكموه لسنين طوال واحكموا قبضتهم على هذا الشعب وخنقوا حياته وانهوا وجوده حتى أمسى شعبأ يجهل مصيره ودوره في أي مستقبل قادم وعلى طول فترة حكم البعث وما جاء بعده من أحداث عكست فشل الحكم السياسي وإدارته في البلاد .
العراق الذي يقبع اليوم ضمن الدول العشر الأسوأ في مجال الفساد على مستوى العالم، وفقا لمنظمة الشفافية العالمية، إذ حل في المرتبة 166 من أصل 176 دولة. وربما لا يكون مفاجئا أنه بين الدول العشر الأسوأ عالميا كانت هناك خمس دول عربية أخرى هي سوريا واليمن والسودان وليبيا والصومال. العامل المشترك بين هذه الدول الست هو عدم الاستقرار السياسي، والحروب والنزاعات الداخلية، إضافة إلى غياب الشفافية والمساءلة والرقابة الحقيقية ، كل الحكومات التي تعاقبت على العراق منذ غزو 2003 رفعت شعار محاربة الفساد، وأعلنت أنها تدعم عمل هيئة النزاهة التي أنشئت منذ عام 2004، ومنحها الدستور العراقي المجاز في 2005 استقلالية وصلاحيات واسعة، بحيث لا تخضع إلا لمساءلة مجلس النواب. لكن على الرغم من ذلك فإن العراقيين لم يروا نتائج حقيقية ومقنعة، بل استمرت شكاواهم من استشراء الفساد الذي جعل بلدا غنيا مثل بلدهم يعاني من انتشار الفقر والعوز، ومن نقص في الضروريات مثل الدواء، وتردٍ مريع في الخدمات، والأدهى من ذلك أن ملف الفساد تداخل حتى مع حرب الإرهاب التي بددت خلالها مليارات الدولارات في بعض مناقصات الأسلحة الضخمة وعقود الأعمار والاستثمار إلى ملفات الكهرباء التي استنزفت ميزانية البلاد وأرهقتها .
العراق الجديد يعيش اليوم أحداث وتقلبات سياسية خطيرة جعلت منه ساحة صراع للآخرين ،لذلك ينبغي لسياسينا أن يعوا أن "حبل الكذب قصير" ومهما حاولوا التغطية على فشلهم في بناء الأسس المتينة للمشروع الوطني وبناء مؤسسات الدولة العراقية ،فلن يفلحوا ابداً لان الشعب العراقي ربما يتناسى ، ولكن لن ينسى من استغفله ، وجعله محطة اختبار لتجاربه ، من اجل كرسي هو في الأساس مبني على الرمال ، لا على أساس الإدارة الصحيحة للدولة ومؤسساتها ومشروعها الوطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو