الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمال سبتي ...في ظل شيء ما

سحر مهدي الياسري

2006 / 5 / 26
الادب والفن


أني
نائم أبدا
خذلت
تركت وحدي
أسمع كلمات غامضة
صديقي شاكر
هذا ما كتبه كمال سبتي ذات يوم من عام 1983 فجعت وأنا أقرأ له ديوان ظل شيء ما...لقد خط موته قصيدة قبل ثلاث وعشرون عاما. أفزعني موته وحيدا,لم اعرفه جيدا قبل وفاته لم أقرأ لتجربته الشعرية لبعده عن وطنه وربما خطئي انا التي لم تتواصل على الانترنيت الا منذ زمن قريب
وحدي من يأتي أليّ؟
والمرأة الاولى ..........أضعت قلبها
في زحمة الماشين
من يأتي أليّ؟
وحدي
لم يأتك أحد أيها الشاعرالغريب وكان الموت أفترسك لأيام ولا من يعلم وبريدك تملئه الرسائل ولا من يرد وهاتفك يرن.....يرن ...يرن
أعواما بقيت لكل من يأتي
أنا ماعدت سورا شاخصا
بل أنني ريح
جسدك غاب كأنه ريح...لا أثر ..لا حزن ..لا غربة ... لا نظرة عتاب
وتوقف المسافر أبدا ..لكن روحك في الكلمات لاتزال تصدح بالنشيد
أنت لست مسافرا
كيف قدر لك أن تكون هنا
المدينة أبعد مما ترى
أنت لست مسافر
توقفت الرحلة الاخيرة لسندباد الشعر..وقدر للمسافر أبدا أن لا يرحل الا الى مدينة قبور صامتة ..من ذا يسمع هناك عويل قصائدك
وما مر
من قال يأتي
من قال في الليل
يصحبنا النعش صوب الجنوب ؟
أبكتني هذه القصيدة كثيرا ونعشك محمولا صوب الجنوب ...حيث تيبست الاهوار واغتيل النخيل وأصدقاؤك يريدون تحقيق نبؤتك ليحملوا جسدا هده الرحيل صوب الجنوب .........حيث الحزن بلا حدود ......حيث الحنين بلا حدود
وحده
والكلمات
وكتاب نازف بالموت فوق المائدة
فقدناك ولم نعلم ان بيننا نبي هذا العصر نثر نبؤاته وصراخه المرير ولم نسمع ندائه الى ان أستنزف الموت نبؤاته وحيدا ..ولا أحد يسمع
الليل يعرفني يعرف غربتي
أذ لا دليل أليك
ها وحدي أسافر عنك
كي أبقى أسافر فيك
قد ناموا وخلوني وحيدا
طيعا للمارة الغرباء
قد ناموا وكل الليل في عينيّ
يرقب ميتتي
يا رسول الكلمات المفجوعة والحكايا المريرة قد نمنا جميعا وتركناك وحيدا ...طفلا طيعا للموت ...بلا وصايا وداع في أقصى القرى الغريبة ..وأنت تنزف أحلامك ولا من يلملم بعض النزف
لا شيء أكتب
قد أعددت صورة موتي المسعور
أعددت أشتهائي
لثلاث وعشرون عاما تعد لموتك ..ما أصعب ما فعلت أيها الشاعر ..لم تعلمنا ماذا أستكشفت في أرض الموتى لتكون أرض أشتهائك
كنا نسمع الاحباب يبكون
فمر الطائر المجروح
أسمعنا الحكايا ....وأختفى
مر طائر الجنوب الحزين صاح بنا ..سرد لنا فصول الحكايا ..غاب عطر الكلمات المتوهجة بالحنين ..شذا المدن المغيبة ..غاب عازف قيثارة الروح ..لكنك يا سيدي لا زلت وشما في الذاكرة لن تمحوه أي ريح..أي موج ...لن يغيبه أي أفق لأنك أخيرا توحدت في أفقك صوب الجنوب حيث أشعلت قلبا ونثرته فوق رماد العتبة

هل يجيء
شاعر مر كطيف قرب عيني وغاب
دون أعرف شيئا
دون أن أبكي قليلا عنده
هل يجيء
بكيتك أيها الشاعر الغريب كثيرا بكيت غربتنا وأنا الجنوبية المتضرمة بالحنين مثلك لم أعرفك لم أتجلى هذه النبؤات الاعند رحيلك الابدي عنا وحزن شاكر عليك وأختفاؤه عن كل أصدقاؤه .بحثت عن كتب هذا الشاعر الذي ادمى قلب أصدقاؤه وأهله بحثت في سوق المتنبي في بغداد في زيارتي الاخيرة عن أي شيء عن كمال سبتي أخبرني الباعة أشعل موته نار شراء كتبه لم يبق الا في ظل شيء ما ..أبحرت في الكلمات وسافرت في آفاق ....وآفاق ...ومدن فتحها كمال لنا جميعا وجروح نشرها عله يجد من يشفيها ..ورحيل لايتوقف ..هجر ..فقراء..عميان ..سكارى..نداءات متصلة ..مقابر ..أهل ...قصائد لا يحدها مدى
كان الفتى
قد سار ليلا حاملا تاريخه النبوي
يوقفه التراب
متسائلا
من ذا !!!تقول الريح طفلي
دعه يكمل ما بدأ
لكن ملاك الموت لم يدعك تكمل ما بدأت .. وأختار أن ينقض عليك وحيدا ..وكل الصور ..المدن ..الاحبة ..تغادر عينيك ..ولا أحد يغلق جفنيك المندهشتين بالموت
لمغني القلعة السهران ’لليل
وللابواب
للطعنة زاد الليل
للشاعر قد غادرنا
أفتح عينيّ..وأبكيك
تركت آثار دموعي على كل حرف كتبته وانا أرثيك بقصائدك ..فتحت عينيّ السومريتين بأتساع وبكيتك ووطني بكل فجيعتني بك وبوطني
أنثالت بذكراتي كل صور شعراء المنفى في الداخل والخارج بلا تبجيل سوى ابتسامة مبهمة من ملاك الموت
عند نبأموتك
هجرت الانترنيت هزني هذا الموت المتوحد بعيدا عن مرج طفولتك ..وقصائدك لم تتم ..لم تزل
وأعادني ديوانك ظل شيء ما الى مدينتي بلا قلوع ولكني مستكينة اني عند ما يأتي الموت ستكون روحي فوق ثرى العراق فوق النهرين والنخيل وشخصا ما يغلق جفنيّ
لن يبعدني عن العراق أي شيء

مهما كان ارضا للفجيعة
اعذرني صديقي الجنوبي شاكر
اني جددت أحزانك
لا منأى لنا عن الالم
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال