الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الناس لم يعودوا على دين ملوكهم !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
2019 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية
كل من يأتي ويسرق او يغتصب السلطة في غفلة من غفلات الزمن إلا ويفرض آيديولوجيته الفكرية وعقده النفسية على الناس دون مراعات من اي نوع الى رأيهم ، واحترام خياراتهم وتطلعاتهم في طريقة العيش حسب ما يريدون دون املائات من احد ، لكن للحياة دورة والناس تتغير معها … فلم تعد تقبل ان تكون قطيعاً لكل من هب ودب يفرض عليها نمط الحياة ونوع الحكم والفكر الذي يتبناه الحاكم … لقد تغيرت الناس وفهمت الواقع جيداً ، وفارق الوعي بين اليوم والامس بات واضحاً ، وماتعيشه اليوم ليس كما كان بالامس !
ففي تغيير مفصلي في الحكم كما حصل بعد 2003 كان المفروض اجراء استفتاء شعبي على شكل الحكم ونظامه السياسي لا ان يُفرض من الخارج وبتاثير هذا او ذاك من الناس او الدول ، فلم تعد هذه الامور تنطلي على احد ، واليوم ليس كالأمس فيجب على السياسيين ان يعوا هذه الحقيقة قبل فوات الاوان ، كما حصل ويحصل الان فقد تركوا الامور على الغارب حتى وصلت الى نقطة الانفجار ، ولم تعد الترقيعات تنفع مع ثوب مهترئ ممزق لعبت به الاهواء والامزجة !
فمأساتنا الحالية في العراق واضحة وهي تدخل الدين في السياسة ورجاله المتلفعين بهالة من القداسة المزيفة لخداع البسطاء والسذج … وهي المصيبة القديمة الحديثة التي واجهت كل شعوب الارض ولاتزال ، لكن الدول المتحضرة ادركت كما سياسيوها هذه الحقيقة فبنوا جداراً سميكاً بين الدين والدولة ، وانتهت مأساتهم ونالوا حريتهم واستقلالهم وتوجهوا الى العلم والتقدم …
اما نحن فلا نزال نتوهم بان الدين هو الحل وانه هو الدنيا والاخرة وبدونه سنمشي عراة ونسائنا سيرقصن في الشوارع ويعم الفساد والفجور وكأن الضابط والناظم لكل القيم في الحياة الدين والدين وحده … الا يعرف من يهمه ان يعرف باننا شرقيون وقبليون قبل ان نكون مسلمين ؟ نحن القيم والاخلاق والنخوة على العرض ، وكل قيم الشرف والرجولة تنبع منا ، ومن دواخلنا ولم يزرعها فينا فلاح !!
نحن بالتأكيد لانريد الغاء الدين او تهميشه ولكن الزج به في اتون معترك السياسة وافاعيلها هو الخطأ وهو المشكلة بعينها !…فليكف من يريد الاعتداء على قيمنا المتأصلة ويحفظ نفسه اولا ، ويكف عن الزج بانفه فيما لايعنيه ، وقبل هذا وذاك ان يكفوا عن سرقة اموالنا واموال اجيالنا وليبدءوا اولا باصلاح وتنظيف انفسهم من الداخل وينتشلوها من إثم الغرق في اموال الفقراء من العراقيين التي نهبوها باسم الدين قبل ان يخنقهم ! وكفى مزايدة فاللعبة قد انتهت وانكشف كل شئ وبان ! فالكل عرف ان الدين بات غطاءً للفساد والنهب والسرقة وسوء الادارة ، وإلا اين كان الدين وقيمه عندما تقاسمتم الحصة الاكبر من الكعكة بينكم وبين اهلكم واقاربكم واصدقائكم تاركين الفقراء والمحرومين والمعوزين خلف ظهوركم ؟… اين كان الدين عندما قتلتم اكثر من اربعمائة من شبابنا ؟ اين الدين وقيمه عندما سرق اللصوص اكثر من ترليون دولار من اموال وثروة الشعب وبعثروها هنا و هناك دون ضابط او رقيب ؟ !!
العراق اليوم على مفترق طرق اما ان نكون او لانكون وسياسة ادارة البلد حسب اهوائكم وقناعاتكم لم تعد مقبولة فسلطة الزعيم المستبد اصبحت من الماضي ، فالشعب يريد ان يشارك في الحكم مشاركة حقيقية ولا يريد من يفكر عنه ويرسم له شكل الحياة التي يراها هو ، ويعطيه من الفتات ومن فضلات الموائد … كفاكم ما سرقتموه من مال سحت وتمتعتم انتم واهليكم ولا تزالون … ترفسون قيم الدين متى شئتم ، وتستدعونا متى اقتضت الضرورة !
لا نريد ان تعيدوا نفس المأساة للعراقيين بحماقاتكم واخطائكم ، فلصوص الامم المتحدة متأهبون لوضع العراق تحت البند السابع وسرقة نفطه والاكتفاء باطعامنا الرز الفيتنامي الرخيص والطحين المغشوش وكأننا بهائم … هذا لن يكون ولن يعاد … فاليقظة اليقظة يا احرار وشرفاء العراق ! وليخسأ التاريخ إن كان يريد ان يعيد نفسه … فقد بلغ السيل الزبى !!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر