الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قط سيامى إسمه -ريكو-

رامى جلال

2006 / 5 / 26
الصحافة والاعلام


للدكتور عمرو عبد السميع سلسلة مقالات لطيفة بعنوان "زوال إعلام البرافدا".. والبرافدا, كما هو معلوم, هى أشهر صحيفة في العهد السوفيتى, أما عندنا في مصر فقد إختزلنا إعلام "البرافدا" إلى إعلام "البِرا"!! (البِرا كما هو معروف هى حمالة الصدر). وإذا كان إعلام البرافدا إعلاماً موجهاً لخدمة المصالح العليا للنظام الحاكم, فإن إعلام البِرا أيضاً إعلاماً موجهاً لخدمة المصالح العليا "للجالسون على الهواء".. ففي إعلام البِرا يختلى المذيع بالضيفة- على الهواء- ليغازلها ويقول لها أنه يحب الشفايف الرفيعة "إللى بتعرف تبوس" ثم يقول بتأثر: "للأسف عندنا قداس عيد القيامة, ومضطر أقطع معاكى"!! (حدث في البيت بيتك).. ذهب أحدهم ذات يوم إلى أحد هولاء يشكو له ضيق ذات اليد, فتنطع الإعلامى وأعطاه الحل في جمله قائلاً:
- "عليك بسورة الواقعة, أحفظها وأقرأها يومياً, وستجد المال يأتيك من كل حدب وصوب".. ويُقال أن هذا الرجل الآن أصبح من أثرياء أستراليا, وله أسهم في بورصة طوكيو وعنده قط سيامى إسمه "ريكو".
رأيت أحد هؤلاء- بتوع البِرا يعنى- يستنكر أن "كل من هب ودب يفتى".. وتعجبت كثيراً; فقد رحب قبلاً بعدد من التائبات العائدات وبارك خطاهن نحو التصدى للدعوة والفتوى!
ويطالب أنصار البِرا بغلق باب الإجتهاد أو على أفضل الأحوال تركه للعلماء, تأملت دعواهم تلك وأنا أقرأ لكبار علماء التفاسير مثل إبن كثير والبيضاوى والطبرى (فقيه الفقهاء), حيث أجمع هؤلاء العلماء الأجلاء أن (نون) المذكور في بداية سورة القلم هو الحوت الذي يحمل الأرض, فأحترت; هل نغلق باب الإجتهاد فنحيا فوق ظهر الحوت؟ أم نفتح الباب ونحيا فوق صفيح ساخن؟.
وفي ظل إعلام البِرا يقول لك أحدهم أن اليونان لم تعرف الديموقراطية إلا منذ سنوات قلائل!! نسمع هذا ونحتار لعلمنا أن اليونان هى من علمت العالم الديموقراطية من فجر التاريخ فعلى سبيل المثال تعرض الكاتب الكوميدى اليونانى "أريستوفانيس" لدعوى سب وقذف أقامها ضده القائد كليون أمام "مجلس الشعب" متهماً إياه بالإساءة للدولة وحكامها في مسرحيتة "البابليون", وكان ذلك (المسرحية والدعوى ومجلس الشعب) في القرن الخامس قبل الميلاد!!.
ورغم ضحالة الأفكار وهشاشة المنطق, يحظى بتوع البِرا بشعبية كبيرة والسبب- في ذلك وفي كافة مصائبنا- يكمن في خمسة وأربعون مليون مواطن أمى (الأمية تقترب من 60%) يمثلون الوقود لكل مظاهر التخلف المحيطة بنا, فهم من يهبون لحرق السفارات والكنائس وقتل المفكرين وإرهاب السياح وإنتخاب الرجعية, هم من تتغيب عقولهم بحيث ينسون كل مشاكلهم ليلعنوا لجنة تحكيم "ستار أكاديمى" التى قال لهم أحد أنصار البِرا أنها زورت "الإنتخابات" ضد المناضل المصرى "هانى حسين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت