الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة على واقع ومعاناة الايزيدية ، ومقاربة للحلول المناسبة والممكنة

صبحي خدر حجو

2006 / 5 / 26
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


2ـ 4 ( ح ـ 2 )

6ـ القوى والاطراف السياسية والعشائرية العربية.. .
بعد زوال النظام البائد ، انحسر تأثير هذه الاطراف على مناطق الايزيدية الى حدٍ بعيد ، واصبح مقتصراً على الموصل وتحديداً بعض مناطق قضاء سنجار ، فما زالت بعض القوى السيياسية و العشائر العربية المرتبطة باجندة سياسية معينة ، تحاول الابقاء وتطوير علاقاتها مع بعض العشائر الايزيدية في سنجار ، ويقال ايضا مع حركة الاصلاح والتقدم ، والتي لها نفوذ قوي في سنجار. محاولةً الاستفادة من اجواء السخط وعدم الثقة السائدة لدى بعض الايزيديين تجاه الاطراف الكوردية هناك ، او الذين ما زالوا متأثرين بسياسات وقناعات البعث والنظام السابق ، وهي تنشط في هذا المجال أملاً منها بالابقاء على منطقة سنجار على الاقل ، ضمن المناطق العربية عند حسم هذا الموضوع في الاستفتاء القادم عام 2007 . .

7ـ اللجان والمكاتب الاستشارية الايزيدية المرتبطة بالاحزاب اوالحكومة الكوردستانية. .
انشأ الحزبان الرئيسيان الديمقراطي والوطني ، لجان او مكاتب ( لجنة دهوك ، ومكتب السليمانية ) بهدف وكما يفترض ( اذا ما نظر اليه بحسن نية ) ان تكون هذه اللجان مرآة عاكسة لكل طموحات وتطلعات وآراء ومطاليب الايزيديين ، ومن خلالها تكون قيادات هذه الاحزاب او الحكومة الكوردستانية على اطلاع كافٍ على شؤونهم وشجونهم ، لكي تستطيع ان تقدم لهم ما بإمكانها من خدمات و...الخ وتساهم في تطوير اوضاعهم الى الاحسن . والحق يقال ، ان هنالك تقييمّات متعددة و مختلفة عن بعضها ، لدور ومكانة هذه اللجان ، ولكن التقيّيم الاكثر شيوعا لدى اغلبية كبيرة من الناس ، هو في غير صالحها ، وفي غير صالح الاحزاب التي تبنتها ايضا ، ومن محتويات هذا التقييّم ، النظر بشكوكية لأهداف الاطراف التي تبنتها . اذ تبين ان الناحية النظرية المعلنة، تختلف تماما عن النتائج العملية على الارض ! والتقييّم هذا يشمل بالدرجة الرئيسية لجنة دهوك ، بسبب قِدمِها وكون نشاطها يشمل جميع مناطق الايزيدية ، باختلاف الاخرى ذات النشاط المحدود . وحسبما يقال ، ان شكوك الكثرة من الايزيديين تاتت بشكل خاص بسبب كثرة الانتقادات والشكاوي على هذه اللجنة ، والتي رفعت او أُعِلمت بها القيادات، ، ولكن دون ان تحرك القيادات ساكنا ، مهملةً كل تلك الشكاوي . كما ساد الاعتقاد ايضا ، من ان اللجان هذه قد اصبحت جدارا مانعاً بين الايزيديين والقيادات الكوردستانية ، وان هذه القيادات لا تنظر الى الايزيدية الاّ من خلال عيون اعضاء هذه اللجان ! ويجري الحديث ايضا بين مختلف الاوساط ، من ان لا هّم لاعضاء هذه اللجان الاّ تأمين مصالحهم وامتيازاتهم الخاصة على حساب معاناة مجتمعهم ! ولا غرو ان ارتفعت الاصوات كثيرا بعدم القناعة بجدوى هذه اللجان ووجودها اصلاً !! ( رغم اني مع وجودها ، ولكن على ان تتبع آلية صحيحة لاختيار اعضائها ). وتبقى جميع هذه الشكوك والاقوال والاتهامات ضمن اطار احد التقييّمات ، ولكنه الاوسع انتشارا بين جماهيرالايزيدية كما قلنا . ولا يمكن ان يحكم المرء بشكل قاطع على صحة او خطأ هذا التقييّم استنادا الى المقولة الشهيرة من ان ( المتهم بريء حتى تثبت ادانته ). .
ولم تقم هذه اللجان وبشكل خاص لجنة دهوك ، بالدور المطلوب منها ، والذي كانت الناس تتوقعه و تنتظره منها ، خاصة فيما يتعلق ببذل الجهود المثابرة والمحايدة مع كل الاطراف والشرائح الايزيدية بما فيهم المجلس الروحاني ، من اجل الوصول الى تبني صيغة وسطية مقبولة للجميع ، لتحديث القيادة واجراء الاصلاحات الضرورية اللازمة ، او على الاقل لم تلعب الدور المطلوب ايضا في لمْ شمل المثقفين والمتعلمين والاتحادات والروابط والجمعيات والمراكز ، لكي يتوصلوا الى الحد الادنى من التوافق على نهج وبرنامج واقعي يخدم مصالح الايزيدية !، لماذا يجري التركيز على لجنة دهوك في هذا الحديث ؟ لانها ، حقيقةً كانت تمتلك كل الامكانيات اللازمة لتحقيق هذين الامرين واكثر ايضا ! ولكن مع الاسف انها لم تفعل ، وركزّت في نشاطها على ان تحقق لنفسها طموحا غير واقعيا ، تمثل ، في رغبتها المفرطة ان تحل هي محل كل الاطراف والقوى والمراكز والشرائح ، وان تتحول الى ما يشبه المرجعية للايزيدية في نهاية الامر ! واذا كان هذا التحليل صائبا ، تكون بذلك قد ساهمت في عرقلة التطور الايجابي للايزيدية واثارت نزاعات جديدة اضيفت الى النزاعات والخلافات السابقة وعمقت الشروخ القائمة ، عوضا ان تكون مصدراً مريحا ومقبولا لايجاد الحلول ، و لئم هذه الشروخ . ويمكن الحكم على الكثير من الامور بمجرد ان يعرف المرء انه لم يجرِ، ومن المتوقع ان لا يجري مستقبلا ايضا ، اي لقاءٍ حتى على المستوى الشخصي لاعضاء هاتين اللجنتين ( دهوك والسليمانية ) من اجل مصالح الايزيدية . ولهذا يسود الاعتقاد انهم في عداء مستحّكم ، ولكن شديد الغرابة وعصّيٌ على الفهم ! وكما عبّر احد الكتاب وهو محق في ذلك ، وصرخ موجهاً حديثه اليهم ، من ان الحزبين الكوردستانيين قد تصالحا ، رغم الدماء الغزيرة التي سالت بينهما ، وانتم لم تتصالحوا بعدُ !! وينطبق عليهم بذلك المثل القائل، حقا ( انهم ملكيون اكثر من الملك نفسه ) .

8 ـ المراكز الثقافية ، الجمعيات ، الروابط ، والتنظيمات الحزبية .. اتيحت الفرصة للمثقفين الايزيديين بعد انتفاضة آذار 1991 ، لأن يؤسسوا اول مركز ثقافي اجتماعي لهم في دهوك ، ثم تكرر الامر في خارج الوطن في اوربا وتحديدا في المانيا ، وكان هذا الامر يشمل قسماً متواضعا من الايزيديين ، وجاءت الفرصة للجميع بعد سقوط النظام . فأجواء الحرية التي سادت في العراق ، دفعت مئات الالاف لا بل الملايين لأن تحاول ان تعبرّ عن نفسها وافكارها وتطلعاتها في تنظيمات مدنية او حزبية ، وهكذا كان الامر بالنسبة للايزيديين ايضا ، فقد اندفعت اقسام من كل الشرائح الاجتماعية وبشكل خاص المثقفون والمتعلمون والطلبة منهم للانغمار في تنظيمات شتى كل حسب وجهته الفكرية او قناعته أ و مصلحته . فقد توسع مركز لالش دهوك ، وفتح فروعاً عديدة له في اغلب القصبات الايزيدية الكبيرة ، وتأسست ، رابطة التأخي والتضامن ( مدنية ) ، رابطة المثقفين الايزيديين( مدنية ) ، المركز الثقافي الايزيدي العام ( مدنية ) ، والمركز الثقافي الايزيدي في سنجار( مدنية ) ، الى جانب افتتاح بعض مراكز الشباب في العديد من القصبات الايزيدية ، ومراكز الشباب هذه هي تابعة للحزبين الرئيسيين . ونشأت رابطة الدفاع عن حقوق الايزيديين في السويد . وقد انشئ اول تنظيم سياسي خاص بالايزيديين من قبل ، الحركة الايزيدية للاصلاح والتقدم ، وقاعدته الاساسية في قضاء سنجار . كما انشأ بعض المثقفين والناشطين في المانيا حركة سياسية سميت التجمع الديمقراطي الايزيدي . وربما توجد تنظيمات سياسية اخرى ، ولكنها لم تعلن عن نفسها بعدُ ، كـ إتحاد احرار الايزيدية ، شباب الحرية ، والحركة الايزيدية الكوردستانية. .
نشوء وقيام هذه التنظيمات كانت وما زالت تعتبر علامة صحة ، واستبشر وفرح لها الاغلبية الساحقة من الايزيديين ، وصاحب ذلك توقعات مشروعة ، كان بعضها شديد التفاؤل من الكثير من الناس ، من ان هذا التشتت سيكون مؤقتاً ولفترة قصيرة وسرعان ما سيتقاربون ، وبالتالي يتحدّون على برامج واهداف تكون في صالح المجتمع الايزيدي وتطوره ، ولكن واقع الحال اتجه و تحدث بشكل آخر ، اذ كلما تقدم الزمن ، كلما افترقت هذه المراكز والجمعيات وابتعدت عن بعضها البعض . ويسود الاعتقاد يوما بعد آخر، من ان آفاق هذا التقارب والوحدة لا يلوحان في الافق ، على الاقل في المنظور القريب والمتوسط ايضا . طبعاً يبدو هذا الامر غريبا وغير طبيعياً لاول وهلة ! ، ولكن اذا ما عرفت الاسباب ، سيبدوالامر طبيعياً جداً( اذا ما عرف السبب ، بطّل العجب )، واسباب ذلك تتمثل بما يلي : :

* ان اغلب هذه المراكز والروابط والتنظيمات تعتمد في تمويلها على الاحزاب الرئيسية الكبيرة وخاصة الكوردية ، وهذا يعني بطبيعة الحال ، ان هذه التنظيمات لابد وان تسير في اطار النهج العام لهذه الاحزاب ، ولا تستطيع ان ترسم او تمارس كامل استقلالها الفكري والتنظيمي ، ولا ان تبني علاقاتها مع المنظمات الاخرى بمعزل عن موافقة ومباركة مموليها ! وهكذا تبقى اسيرة او مايساوي ذلك ، و تضطر ان تدور في فلك الحزب الذي يتبناها . واذا ما اعترض معترض على هذا التقدير ، يمكن القول ان اية منظمة حتى وان حافظت على بعض استقلالها ، ولكنه يبقى نسبياً تماما ، ففي اللحظة التي يقطع الحزب تمويله عنها ، فان عليها اما ان تحوّل ولاءها الى طرف آخر ، او ان يتفرق اعضاؤها الى مختلف الجهات .. انه واقع مؤلم جداً ويدعو الى الكثير من التشاؤم ، لأن المعروف عن احزاب المعارضة عموما التي صعدت للسلطة ، ولاسباب كثيرة لامجال لشرحها الان ، اصبح من الصعب عليها ان ترى او تتقبل وجود تنظيمات او حتى منظمات مجتمع مدني تمارس نشاطاً لها ، حتى وان كان فكريا او ثقافيا عندما لا يتطابق كليا او جزئياً مع افكارها وتوجهاتها ، فكيف يكون الامر اذا كان مختلفا أو متناقضاً او معارضاً لها!!!

*الطبيعة الفردية للقائمين على هذه المنظمات ، واستناداً الى طبيعتنا الشرقية ، في حب الذات ، والشغف بالمراكز ، والتنعم بالامتيازات وحب الزعامة ,,,الخ من الصفات السلبية ، واذا ما اقترنت بالضعف في: مستوى الوعي بالمصلحة العامة ، ودرجة نكران الذات ، وضعف الايمان بالقضية التي يعمل لها ، و تفضيله لمصلحته الخاصة على المصلحة العامة ، كل هذه ، تجعل قيادات اغلب هذه المنظمات مرتعا خصباً للعناصر التي لها الاستعداد الاكبر لأن تبدي الولاء المناسب والمطلوب للاحزاب التي تقف وراءها ، لأجل ضمان بقاء المنظمات هذه تدور في اطار وفلك هذه الاحزاب . وينبغي ان نفهم كيف سيكون عليه الحال ، عندما تكون الاجواء والمناخات السائدة في الساحة كلها تساعد وتشجع على نمو وبروز الانتهازية ، ومن يعشقون المصالح والامتيازات اكثر من اية مبادئ اومصالح عامة!
يتبـــــــــــع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ بايدن بنقل سكان رفح


.. حماس: ذاهبون للقاهرة بروح إيجابية




.. محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند


.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه




.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ