الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان ثلاث منظمات ايرانية تضامناً مع انتفاضة الشعب العراقي

عادل حبه

2019 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


اتخذت انتفاضة الشعب العراقي ضد الفقر والفساد والتمييز وعدم كفاءة النظام السياسي في إدارة الخدمة العامة أعماقاً وأبعاداً جديدة. كما أسفرت وحشية الحكومة العراقية عن مقتل أكثر من خمسة وأربعين مواطنياً عراقيياً في المناطق الشيعية في الأيام الأخيرة وعشرات الجرحى والمصابين. وأدى عنف الحكومة على أيدي قوات الأمن والميليشيات المرتبطة بالجمهورية الإسلامية إلى وقوع ضحايا جديدة عبر استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي حيث بلغ عدد ضحايا الانتفاضة الأخيرة إلى أكثر من 440 شهيد. وتعكس الوحشية المفرطة والعنف الشديد عمق الأزمة السياسية في العراق واضطراب النظام السياسي الذي لم يستطع الاستجابة لمطالب الشعب ، واختار استخدام العنف من أجل البقاء.
إن الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إثر اتساع موجة الاحتجاجات وإصرار آية الله علي السيستاني يعد نجاحاً كبيراً للشعب العراقي . ولكن هذا التراجع لا يستجيب للمستوى الحالي لنضال الشعب العراقي الذي يطالب مثلاً بتغيير الدستور وإنهاء توزيع المناصب السياسية على أساس التفسيمات المذهبية والدينية والعرقية وهيمنة حكم شبيه بالمافيا في المجال السياسي والاجتماعي في العراق.
أحد المواقف الرئيسية للشعب المنتفض هو اتهام الأحزاب الحاكمة والجناح المهيمن على السلطة العراقية بعد انهيار حكومة صدام حسين هو التبعية للجمهورية الاسلامية الايرانية وأمريكا ، مما حول العراق إلى ميدان للنفوذ والتنافس فيما بينهما. ومن وجهة نظر الشعب العراقي ، فإن مطاليب الشعب العراقي وحاجات التنمية في البلاد لا تشكل المهمة المركزية لدى مؤسسات الحكم والأحزاب المتنفذة الحاكمة اليوم؛ فالحكام العراقيون هم مجموعة منغلقة لا تقبل بالمشاركة الشعبية وتسعى إلى الحفاظ على احتكارها للسلطة السياسة وجمع الريع الاقتصادي. وفي هذا السياق، تم استهداف قنصليتي جمهورية إيران الإسلامية في النجف وكربلاء من قبل المتظاهرين العراقيين الغاضبين الذين أدانوا بحق سعي ولاية الفقيه في إيران إلى توسيع نطاق نفوذها والسير على طريق أرساء قواعد الهلال الشيعي عن طريق انشاء وتعزيز المجاميع والشبكات العسكرية-الايديولوجية في الشرق الأوسط. ويشكل هذا المسعى أحد جذور المشاكل التي يعاني منها العراق بعد سقوط صدام حسين.
إن استراتيجية جمهورية إيران الإسلامية القائمة على تحويل العراق إلى منطقة نفوذ ومحور لإحباط النهج العدواني للحكومة الأمريكية وارتهان الميدان السياسي عن طريق تقوية الجماعات السملحة غير النظامية، لم تخلق دوراً مدمراً في السياسة الداخلية العراقية فحسب، بل وأيضاً وعلى المدى المتوسط والبعيد، تعريض الأمن القومي الإيراني إلى الخطر بتوتير العلاقات بين الشعبين وتحميل على الشعب الإيراني ثمناً باهظاً.
إننا ممثلوا ثلاث منظمات ايرانية ، نعبر عن إدانتنا الشديدة لسياسات وممارسات الجمهورية إيران الإسلامية والجماعات السياسية التابعة لها في العراق، مثل "الحشد الشعبي" و "عصائب أهل الحق" و "فيلق بدر". ويقف شعب إيران إلى جانبكم ويتمنى لكم الموفقية والنجاح. إن الشعب العراقي وقواه السياسية أن يدركوا الفرق بين الشعب الإيراني والنظام الحاكم، وأن يتذكروا أن الشعب الإيراني قد أعلن مراراً وتكراراً معارضته لسياسات الحكومة في العراق والمنطقة. إن كلاً من الشعب الإيراني والعراقي يعانيان من ويلات وتدخلات ولاية الفقيه. وتؤكد الممارسات المستخدمة في القمع الدموي والمميت للاحتجاجات العراقية والإيرانية الأخيرة بوضوح أن شعبا البلدين هما ضحية المعضلة المشتركة لتدخلات خامنئي وفيلق الحرس الثوري الإسلامي. ويعد أسلوب الاحتجاجات في الشوارع وخلق ضغوط اجتماعية، شكلاً مشتركاً يمارسه الشعب الإيراني والعراقي في نضالهما. واليوم ، ولا يشكل ولاية الفقيه السيد علي خامنئي العامل الأساس لمشاكل إيران فحسب، بل هو أيضاً يشكل محنة إقليمية ومصدر قلق للشعب العراقي والعديد من الشعوب القاطنة في هذه المنطقة من العالم.
إننا في الوقت الذي نعبر فيه عن دعمنا لكفاح الشعب العراقي‘ فإننا نعلن عن تضامننا معه. واليوم ، إن صرخات الجماهير الشعبية المرتفعة في شوارع بغداد والبصرة والديوانية والناصرية والنجف وكربلاء وفي أكثر من مائة وخمسين مدينة إيرانية، رغم المشاكل والجراحات، لا تعكس إلاّ إرادة الشعبين الرائعة بالخروج من حالة البؤس والبحث عن مستقبل أفضل. إننا على إعتقاد بأنه في ظل اتساع موجة نضال الجماهير في المنطقة، يغدو من الممكن إحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط وإرساء قواعد دول ديمقراطية ومدنية قادرة على التنمية، وتتولى زمام الأمور للتخلص من المشاكل التي ورثناها من التطرف الإسلامي والتخلي عن ربط الدين بالدولة.
الهیئات ‌السیاسي - التنفيذية:‏
اتحاد الجمهوريين الإيرانيين
حزب اليسار الإيراني(فدائیان خلق)‏
حزب الجمهوريين الإيراننين
‏ 30 نوامبر 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بس اشو ماكايلين ونتحالف مع قوى الدمقراطيه اميركا و
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2019 / 12 / 6 - 03:27 )
واسرائيل والاتحاد الاوربي من اجل اسقاط خامنئي


2 - هذا بس ما اشو ماكايلين يا صاق الكحلاوي
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 12 / 7 - 08:40 )
كان على الاحزاب المذكورة ان تقولها علنا ان المنتفضين كانوا مضللين من احزاب البعث وانهم ارتكبوا اكبر خطيئة يجب التكفير عنها والكف عن المظاهرات وطلب الاحزاب الحاكمة تبني مشروع الاندماج مع دولة الولي الفقيه لانه الرئيس الشرعي لدولة الامام الغائب واي خروج عليه هو خروج على المذهب نفسه. الا تعرف شيعة العراق ان ولاية الفقيه هي ولاية اهل البيت؟؟. اذا لماذا الاحتجاجات ؟؟. ان دولة الفقيه مستعدة لتزويد كل احتياجات العراق اذا تم الدمج وهي مستعدة لتشغيل العاطلين في الجيش وهذا يريح العراق من بناء مشاريع استثمارية لان المسؤولية ستقع على الحكومة المركزية في طهران. لو كانت الاحزاب المذكورة احزاب ايرانية لقالوها علانية ان الشباب المحتج هم صنيعة بعثية لا يريدون خيرا للعراق واتهم خارجون على المذهب وجزاء الخارجين هو القتل اما انهم استنكروا ما يجري في العراق فهم عملاء للامبرالية العالمية ويريدون اسقاط حكومة الولي الفقيه. ان تدخلات دول الجوار في شان العراق لا يخفى على احد والتدخل هو تدخل سوى كان ايرانيا او سعوديا او امريكا .انت تنتقد التدخل الامبيالي الامريكي مع علمك بانه من اتى بحكومة المحاصصة. كن منصف

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة