الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!

باتر محمد علي وردم

2003 / 4 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



كاتب من الأردن

 

احتفت وسائل الإعلام العربية والغربية يوم أول أمس بنبأ غير مؤكد أعلنته القوات البريطانية وهو أن هذه القوات قد وجدت جثة حاكم منطقة الجنوب العراقية علي حسن المجيد إبن عم الرئيس صدام حسين. وقالت وسائل الإعلام هذه بأن هذا القائد العسكري المعروف بوصف "علي الكيماوي" من ابرز مجرمي الحرب في العالم نتيجة دوره المباشر كقائد ميداني لعملية "الأنفال" التي قام بها الجيش العراقي ضد الأكراد في عام 1988 واستخدمت فيها الأسلحة الكيماوية وأدت لمقتل واختفاء حوالي 100 ألف كردي –حسب المصادر المستقلة لمنظمات حقوق الإنسان- وتدمير معظم المناطق الكردية في شمال العراق.

علي حسن المجيد كان أيضا القائد العسكري في الجنوب أثناء "الانتفاضة" الشعبية للجنوب العراقي ضد النظام في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991 وتحت قيادته وقيادة حسين كامل أخمد الحرس الجمهوري ثورة الشيعة في كربلاء والنجف بعد معارك شديدة ذهب ضحيتها آلاف المدنيين العراقيين. ومن الجدير بالذكر أن علي حسن المجيد كان هو العقل المدبر لعملية تصفية شريكه حسين كامل وشقيقه صدام كامل بطريقة دموية بعد عودتهما من عمان إلى بغداد في العام 1996 بسبب "خيانتهما" للنظام العراقي.

 بالتأكيد أن علي حسن المجيد ليس شخصية لطيفة يمكن دعوتها للزيارة إلى أي بيت وسجله في انتهاك حقوق الإنسان مريع ولكنه ليس أسوأ  من سجل الكثير من الرؤساء ووزراء الدفاع الأميركيين الذين أعطوا الأوامر بارتكاب مجازر في اليابان وفيتنام والسلفادور والعراق  وأفغانستان، وقد كان المجيد صديقا جيدا للسيد دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي الحالي الذي بشر العراقيين بوفاة المجيد وهو نفسه الذي سلمه الأسلحة الكيميائية ليرتكب جرائمه منذ العام 1983 عندما كان مبعوث الدفاع الخاص للرئيس ريغان لمساندة الرئيس صدام حسين في حربه ضد ايران والدفاع عنه إعلاميا في الغرب.

هذه ليست المفارقة الوحيدة، بل هناك ما هو أدهى منها. فعلي حسن المجيد لم يكن "الكيماوي" الوحيد مع رامسفيلد المسؤول عن مذبحة حلبجة في حملة الأنفال، بل أن هناك جنرالا مجرما آخر ساهم في هذه المذبحة وإسمه الجنرال نزار الخزرجي، ولكن اين هو نزار الخزرجي الآن؟

الجنرال نزار الخزرجي موجود الآن في الكويت العزيزة، بعد أن أخرجته الاستخبارات الأميركية بشكل سري من الدنمرك حيث كان قيد الإقامة الجبرية تمهيدا لمحاكمته بسبب دوره في مجازر الأكراد، وجاءت به إلى الكويت ليقود مجموعات من المعارضة العراقية التي تعمل تحت قيادة الولايات المتحدة ويحصل على دور هام جدا في مرحلة "ما بعد صدام".

نظرة سريعة إلى السيرة الذاتية للجنرال نزار الخزرجي تشير إلى أن هذا العسكري البالغ من العمر 63 عاماً قد شارك بشكل مباشر في الإجتماعات التي عقدت للتخطيط لتنفيذ عمليات الأنفال وإستعمال الأسلحة الكيمياوية ضد الأكراد وإبادة  أكثر من 100 ألف مواطن كردي أعزل بالإضافة إلى قصف مدينة حلبجة بالغازات السامة وذلك بصفته رئيسا للأركان في تنلك الفترة، وفي المقابلة التي أجراها مع مكتب اللجوء اعترف الخزرجي بلسانه ان تلك العمليات أدت إلى القضاء على نحو 180 ألف كردي!

ما هو الفارق إذا بين هؤلاء الثلاثة رامسفيلد والمجيد والخزرجي؟ الفارق الوحيد هو أن المجيد بقي "وفيا" لقناعاته ودعمه للنظام العراقي، والخزرجي قرر في العام 1995 أن يفصل مصيره عن مصير النظام العراقي ويهرب مثلما فعل حسين كامل، وهو ايضا شريك كبير في المجازر أرادت واشنطن استمالته، أما رامسفيلد فقد تقدم به السلم الوظيفي حتى أصبح وزيرا للدفاع "لينعى" في مؤتمر صحافي رفيق دربه علي حسن المجيد.

أنهما مفارقة سخيفة، ولكنمها توضح مدى الأكاذيب التي تقولها واشنطن يوميا عن حقوق الإنسان، فهي تجعل من علي حسن المجيد مجرما سفاحا بعد أن استمر في دعم صدام، وجعلت من نزار الخزرجي قائدا محتملا للعراق بالرغم من تاريخه الإجرامي، ووظفت الشخص الذي دعم كل عمليات القمع هذه ليصبح وزير دفاع يدعي أنه يعمل على تخليص الشعب العراقي من الدكتاتورية.

وداعا علي حسن المجيد وأهلا بنزار الخزرجي، نفس العقلية ونفس القمع ولكن الاختلاف هو رضا الولايات المتحدة، وسيستمر الشعب العراقي في دفع الثمن!

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت