الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آليات عمل التنظيم كيف يتم تشكيل لجنة او مجلس محلة او حي سكني (حي الحرية في كركوك عام 1991نموذجا)

لجنة احتجاجات اكتوبر

2019 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن شرعنا في إصدار نشرة “انتفاضة أكتوبر”، كانت إحدى المسائل المهمة التي استرعت انتباه متابعيها هي قضية التنظيم سواء عبر فتح حوارات مع أعضاء لجنة الاحتجاجات المتواجدين في خيامنا، أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الالكتروني. وهذه يكشف عن صحة ما ذهبنا إليه وهو إحدى نقاط ضعفنا واقصد هذه الاحتجاجات هي التنظيم وأشكاله، لذا نرى أن الجماهير بدأت تشعر بهذا الضعف المتأتي من انعدام التنظيم وتريد أن تتجاوزه.

سوف نقوم بالتذكير بتجربة المجالس في كركوك فبعد ١١ آذار من عام ١٩٩١ طردت الجماهير مليشيات حزب البعث من الفرق الحزبية والجيش وجميع القوات القمعية من مدينة كركوك وتحررت المدينة من عصابات والمجرمين البعثيين. وكانت مدينة كركوك رابع مدينة تتحرر بعد السليمانية واربيل ودهوك.

وكانت المدينة آنذاك مثل الناصرية اليوم حدث فيها فراغ إداري وامني . ولقد هرعنا في أول مكان لنا هو حي الحرية، حيث كان يسكنها خليط من الناطقين اللغة العربية والكردية والتركمانية، طرقنا على باب بيت كل أسرة وتحدثنا معهم عن ضرورة ملء الفراغ الحكومي في المدينة، وقلنا لهم عليكم أن تأتوا إلى اجتماع لأهالي المنطقة في المدرسة القريبة وحددنا الساعة الرابعة عصرا كي نتحاور ونتحدث بشؤون محلتنا وننتخب من يمثلنا لإدارة الحي. وبالفعل اقتنع عدد كبير من الأهالي مع تحفظ عددا آخر، وحيث ولم يأتوا بسبب حداثة التجربة والريبة والخوف وخاصة من عودة البعث للمدينة. ولكن في النهاية جاء عدد ليس قليل للمشاركة في الاجتماع. وانتخب المشاركون لجنة سميت ب”مجلس منطقة الحرية”، وانتخب الجميع الممثلين بحرية كاملة ودون النظر إلى الهوية القومية للمرشح، أو تقسيم المجلس على أساس المحاصصة قومية مثلما يحدث اليوم في العملية السياسية، وقرر المجلس في أول اجتماع له جمع المواد الغذائية التي أخذت من المركز التموين المركزي بعد هروب الحكومة لمنحها للذين لا يملكون الغذاء الكافي، وقد جلب أهالي المنطقة بشكل طوعي بعد أن شرعوا بالأمان للمجلس الجديد الكثير من المواد الغذائية بحيث امتلئ المكان المخصص أطنان من السكر والرز والدهن والشاي والحليب... وخلال ٢٤ ساعة أعاد المجلس الكهرباء والماء إلى الحي، وشكل المجلس قوة أمنية من المتطوعين لحماية الأهالي والمنطقة، وبدأت دوريات تطوف في الحي ليلا تحمي المنطقة. وأيضا تشكلت مفارز طبية لإسعاف الجرحى والمرضى. وخلال أسبوع من عمر المجلس تعلم أهالي الحي أن إدارتها ممكنة. وخلال تلك الأيام ازدادت أواصر الثقة بين أهالي المنطقة وانهارت كل الترهات القومية بين الناس، ووصل حجم التعاون بين الأهالي فيما بينهم ومع المجلس إلى مستويات عالية وقياسية. إن هذه التجربة يمكن تكرارها أيضا في المدن المحررة من الحكومات المحلية الفاسدة والمليشيات.


نشرة “انتفاضة اكتوبر” عدد (١١)
6:12.2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في