الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد الهبة الشعبية في فرنسا لإسقاط نظام التقاعد.؟

أحمد كعودي_1

2019 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


اضراب شبه عام في فرنسا ، شل جميع المرافق الاقتصادية والاجتماعية ، حيث لعبت مختلف وسائل النقل البرية والجوية الدور الرئيسي في نجاحه بدأت خلاله محطات القطار شبه خالية من المسافرين،على سبيل المثال لا الحصر قطار فائق السرعة واحد على عشرة اشتغل للربط بين أهم المدن الفرنسية و١من ٦ من القطر العادية ومثيله من "الترام واي": عملا على نقل المسافرين وارتباك شهده النقل الجوي بإلغاء٣٠% من الرحلات الجوية داخل فرنسا، وطوابير من السيارات في الطرق الرئيسية وصلت صباح الخميس إلى ٣٠كلم .
ليس صدفة أن تختار النقابات الأكثر تمثيلية في فرنسا ٥يناير يوم إضراب ؛ كالكونفدرالية العامة للشغل CGT والقوة العمالية F.O والنقابة . الوطنية للتعليم الابتدائي والثانوي،- وحدها الكونفدرالية الفرنسية للشغل لم تشارك، سوى بقطاعها السككي في الاضراب- الهدف حسب النقابات هو الضغط على حكومة" إمانويل ماكرون"النيوليبرالية "لسحب مشروع نظام إصلاح التقاعد ومهندسه، الوزير الأول" إدوارد فليب" وعلى ما يبدو أن الرئيس" مانويل ماكرون"،أتى ليكمل ما فشل الرئيس السابق" نيكولا ساركوزي"فيه للتماهي مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ،بإجهازه أي: الرئيس الفرنسي الحالي على المكتسبات الاجتماعية ،ولهذا اعتبرت النقابة ذات التوجهات اليساريةC.GT ،أن المعركة معركتها بامتياز ولهذا لم نفاجأ بدعم ومساندة قوى المعارضة اليسارية ؛ كالحزب الشيوعي الفرنسي ،فرنسا الأبية ، حزب مناهضة الرسمالية ،حزب الصراع العمالي ،الجيل الجديد للاشتراكين ،(فصيل من الحزب الاشتراكي منشق) ، من أجل دعم النقابات إلى مناهضة مشروع" إصلاح "منظومة التقاعد ، و الضغط على حكومة" إدوارد فليب" على سحبه
على غرار سحب الوزير الأول السابق" آلان جوبي " ذات المشروع تحت ضغط الإضراب البطولي الذي خاضتها الشغيلة الفرنسية ومعظم الموظفين في ٥يناير ١٩٩٥ والذي رفضه أنذاك معظم الفرنسين ، مهندس إصلاح نظام التقاعد الحالي ،والذي يبدو مشروعه غير واضح الأهداف والمحتوى ،و في انتظار إعطاء الحكومة توضيحات حول هذا الإصلاح الأسبوع المقبل ، تبقى القراءة السياسية جوابا على هذا المشروع الذي لا يعرف جل المواطنين شيئا عن محتواه ،ما سرب للإعلام هو: ١ عزم الحكومة عاى توحيد نظام التقاعد المتعدد ذو ٤١ صيغة معظمها مخصصة، للتقاعد التكميلي في صيغة موحدة وذلك، بدمج الكل في صندوق واحد ؛ تقاعد القطاع الخاص و القطاع العام.
٢ تمديد نظام التقاعد من ٦٢ سنة إلى ٦٤سنة ،عملا بقولة ساركوز"، اشتغلوا كثيرا لتحصلوا على أجر أكبر"،نظام إذا مرر فيجهز على نظام التقاعد المخصص لبعض المهن كالسككين و الطيارين والأطباء الجراحين وغيرهم تتطلب التوقف عن العمل ٣ احتساب نقط سنوات الشغل فقط مما يعني الإجهاز على نظام العمل الموسمي وعلى تعويضات البطالة ،من جهتها ترى نقابات التعليم أنه لا يجوز احتساب سنوات العمل دون تحريك كتلة الأجور وتسريع نظام الترقية ،وفي انتظار توضيح الحكومة لمشروعها ،الرأي العام الفرنسي أغلبه مؤيد الإضراب بنسبة ٦٥% و لتعبئة وتحشيد النقابات لمواجهة ما يوصف بإصلاح التقاعد وما هو في نظر النقابات والمعارضة اليسارية ،سوى تفكيك حكومة" إمنويل ماكرون" النيو ليبرالية للأنظمة الاجتماعية؛نظام اجتماعي يعتبره الفرنسيون خطا أحمر ومكتسبا لا يمكن التنازل عنه.وفي انتظار إسقاط هذا النظام يرى المراقبون للشأن السياسي، أن سحبه رهين بشرطبن ،أولا تمديد الإضراب إلى عدة أيام ،ثانيا تبني ودعم الرأي الوطني للمعارك النقابية من أجل وأد المشروع في بدايته ؛فهل سيشجع نجاح اليوم الأول للإضراب؛ النقابات ومدعميها على المضي قدما في التصعيد من أجل إسقاط مشروع" إصلاح التقاعد" والذي في الحقيقة ماهو إلا إجهاز الحكومة ،على أرقى نظام التقاعد في الاتحاد الأوروبي،ما يؤشر على عملية تمديد الإضراب هو حديث إحدى المركزيات النقابية على تمديده إلى يوم الاثنين ،ودعوة" جون لوك" ميلانشو من مارسيل النقابات إلى تمديده إلى يومي الجمعة والسبت.
في تقديرنا أن أهم النقابات أمام امتحان وجودي فهي أمام خيارين لا ثالث لهما : إما أخذ زمام المبادرة باسترجاع زخمها في تبني مطالب العمال والحفاظ على مكتسباتهم التاريخية ،أو الاختفاء التدرجي ، من المشهد السياسي، وما البديل الشعبوي الذي أفرزه المجتمع الفرنسي في نوننبر ٢٠١٨ ،نعني به" السترات الصفراء" إلا تراخي النقابات في إدارة المعارك النقابية ،وسقوطها في فخ سياسة التفاوض المغشوش والحوار المماطل مع حكومة مغرقة في اليمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية