الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الأهلية في ليبيا حرب بالاصالة أم بالوكالة!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2019 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الحقيقة التي لا يخامرني فيه شك وعن معرفة عميقة ووثيقة وعتيقة بالوضع الليبي هي أن ما يجري في ليبيا الآن من اقتتال وقبلها في مرحلة الثورة، ليست حربا بالوكالة بل هي حرب بالأصالة!، نعم، هذه هي الحقيقة، أي أنها ليست صراعات دولية واقليمية تجري على أرض ليبيا بأدوات ليبية، بل هي حرب ليبية ليبية بالأساس، أساسها صراع ليبي ليبي تداخل فيه العامل السياسي بالجهوي بالقبلي بالايديولوجي، حيث استقوى بعض الليبيين وعلى رأسهم الاسلاميون الليبيون بقطر وتركيا في بداية الثورة ضد القذافي عام 2011 ثم بفرنسا وبريطانيا، وحاول القذافي بالمقابل كسب ود الامريكان والاوروبيين بل وحتى اسرائيل من اجل أن ينجو من تداعيات الثورة ضده، هكذا كانت البداية، ثم بعد أن تمكن الثوار - بمساعدة الناتو - من انهاء القذافي وقتله، اشتعلت كما هو متوقع نار الصراع بين ((شركاء الثورة)) على الحكم والسيطرة خصوصا بعد أن بدا أن الاسلاميين يحاولون احتكار الثورة كمقدمة لإحتكار الدولة بل وتورط بعضهم في تصفيات دموية لرجال الجيش الليبي في شرق ليبيا ((إقليم برقة))، ومع احتدام الصراع السياسي المشحون بروح جهوية وقبلية ازداد استقواء الاسلاميين بقطر وتركيا، فكان رد فعل خصومهم في تحالف القوى الوطنية (تحالف جبريل) ثم تحالف عملية الكرامة لاحقا (تحالف المشير حفتر) هو الاستقواء بالإمارات ومصر، واستعان أولئك بايطاليا فاستعان هؤلاء بفرنسا، ثم وسط وطيس المعركة استعان تحالف الكرامة بروسيا واستعان الطرف الآخر ببريطانيا وامريكا، وصولا لمعاهدة حكومة الوفاق مع تركيا ودخول اليونان على خط المستنقع الليبي!، وهكذا، فبالأساس أن الليبيين هم من يتصارعون جهويا وسياسيا على السلطة، ويجرون الأطراف الاقليمية والدولية للملعب الليبي حيث يبحث كل طرف منهم عن ظهير عربي يمده بالسلاح وظهير أجنبي يدعمه سياسيا، وبالطبع فإن لهذه الدول العربية والأجنبية مصالحها وحساباتها الخاصة بها وبأمنها، فتتدخل لصالح طرف دون طرف على أمل أن يحقق لها هذا الطرف مصالحها المحلية والاقليمية في ليبيا، هكذا هي المسألة فهي حرب بالأصالة وليست بالأساس حربا بالوكالة، فالمتقاتلون الليبيون ليسوا مجرد أدوات أو بيادق على رقعة شطرنج بل هم ((قوى اجتماعية وسياسية وايديولوجية)) فاعلة على الأرض لها مخاوفها وطموحاتها السياسية والاقتصادية وحساباتها الجهوية والايديولوجية وسط هذا المستنقع الليبي الشائك والرهيب!.. اذا لم نفهم هذه الحقيقة فلن نعرف ماهو أصل المشكلة في ليبيا وبالتالي لن نعرف الطريق للحل!.. الكارثة هنا أن لا الأمم المتحدة ولا الاطراف الدولية تفهم وتتفهم هذه الحقيقة وخصوصا عمق وثقل البعد الجهوي والاجتماعي في الصراع الليبي الليبي!، وهذا يعني أنهم لن يفهموا الطريق لحل مشكلة ليبيا!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو