الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفايل كان لايملك ثمن فرشاة

محمد سالم

2019 / 12 / 9
الادب والفن


رفائيل كان لايملك ثمن فرشاة ولا ادوات الرسم وهذا الذي جعل فنه رهن لاذواق لمن يملك ادوات رسمه من نبلاء عصر النهضة هكذا اراد أن يستدل ماكس شيللر برفايل علي إن الفن هو رهين الطبقات الاجتماعية السائدة واحلامها وتطلعاتها والحق وحتي أن كان الفنان يملك ادواته فهو رهين التحولات الاجتماعية والطبقات المعبرة هنا فان المجتمع لايستقبل العمل الفني الا لما يمثل هذا العمل لتطلعاتهم واحلامهم في الماضي كان الفن في عصر الاقطاع يتواري فيه الفنان فالخالد هو الملك الذي كان ينوب عن الالهة في سياسة البشر والاعمال الدينية في المعابد لانكاد نعرف ايا ممن اقاموا تماثيل ملوك الفراعنة واليونان وبابل واشور وغيرهم الفن كان قرين الدين في الدين نزوع الانسان للمثل الاعلي الذي يجسده الفنان في صورة الالهة مع اتساع حركة التجارة وسقوط القسطنيطنية والاندلس واكتشاف راس الرجاء الصالح تدفقت علي اوروبا المعارف اليونانية والعربية وحلت النسيبية مكان القيم المطلقة ونشئت طبقة نزعت الزهد والخشونة وتبارت في بناء الكنائس والقصور واقتناء التحف امام نزعة الزهد التي كانت تتصف بها المسيحية حلت مركزية الانسان ظهر فن البروك والركروك رسمت صور المسيح والانبياء والقديسين ولكن احتفت الهالة من الصور حيث جسدهم الفنان من منظور انساني بحت ومع صعود البراجوازية وماتبعه من الثورة العلمية وبزوغ الديمقراطية والعلمانية اصبح الفن وسيلة للتكسب لم تعد الشخصيات الدينية محور العمل الفني اصبح الفن رهين لتطلعات البرجوازين واحلامهم ونزوعهم الي الفردية في هولندا علي سبيل المثال تلك الدولة التي كانت ملاذا للمفكريين المضطهدين والجماعات الدينية المنبوذة واول من حرم اقتناء العبيد في اوروبا كان الفنانين فيها يعيشون علي الكفاف يتكسبون من ملازمتهم الطبقة الميسورة اعمالهم هي اعمال دنيوية بحت في رسم الطبيعة والنبلاء واعضاء للنقابات من هولندا كان رمبراند ولوحته الشهيرة الخادمة التي ظلت مهملة الي ان تم اكتشافها في ستينات القرن العشرين واعادت رامبراند الي دائرة الاهتمام لماذا ظلت اللوحة مهملة وقت ظهورها واخذت هذا الزخم في هذا العصر الا أن انسان القرن العشرين وجد فيها مايمس وجدانه الانسان المتلقي هو الذي يصبغ المعني علي العمل الفني والمعني والانسان تصوغه التحولات الاجتماعية ربما لك تجد لوحة رمبراند في نفوس مجتمعه مايحركهم لها كذلك هذا يفسر زخم الاهتمام بفان جوخ ولوحاته السودواية المغرقة في العدمية في عصر السوشيال ميديا فهي تمس فينا جانب الاحساس بالاغتراب نتيجة تعقد الحضارة الانسانية ورغبة الانعزال التي اوجدتها تكنولوجيا الاتصال فجعلتنا وكأننا نعيش في جزر منعزلة نجد تلك السودواية في اعمال الفنان المصري وليد عبيد فالفنان يقدم فن عاري لكن الجسد عند وليد يذكرنا باعمال اخنتانون في تل العمارنة اخنتانون ظن المكتشفون إن تمثايله هو تماثيل هزلية صنعها اعداءه له لفرط ابراز القبح فيها لكن اخنتانون كان يري النقص دليل علي كمال الاله في اجساد وليد العارية لامثالية ولا اغراء اجساد بشرية تحتوي علي النقص نجد فيها حزن ممتزج بالتمرد المكبوت الذي ينزع نحو استلاب الراحة ممزوجة بالحزن اعمال وليد عبيد تتسم بالاهتمام بالقضايا التي تشغل الوطن لكن شخصيات ليست كاعمال محمود مختار التي كانت في فورة حركة تحرر وطني تقاوم تصحو بعد ركود انها تعبر عن حالةاغتراب نتيجة ضبابية المشهد تسود الوطن ويأس من الحل الاجتماعي ونزوع نحو الذاتية نتيجة انعدام الامل في تغيير الواقع في وجوه نساء وليد عبيد غضب اكثر مايكون مقاومة وليد وجدت فيه الطبقة المثقفة فئةالشباب الذي كان وقود ثورة مايمس نزوع الاحساس باليأس ورغبة الانعزال بعد انعدام الامل في تغيير الواقع الذي جعلهم لايطلبون التحرر الفردي من اسر الضغوط الاجتماعية والنزوع نحو الذاتية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس