الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل خطاب فراعنة العصر

عبد الكريم لمباركي

2019 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


"باش نكونوا واضحين،وقالوها الإخوان وكروها،راه مكينش مزايدات،راه مكينش من غير الله الوطن الملك،ولكيحساب راسو غادي اجي ابدا اقدف وسب في المؤسسات راه معندوش بلاصتو في البلاد،راه لبغا هاد البلاد ديالنا (المغرب)خاصو إحتارم شعارنا الله الوطن الملك،وإحتارم الديمقراطية،ومشي بالقدف باش عنزيدوا للأمام،وسمحولي مشي فقط العدل لخاصوا ادير خدمتوا،ولكن المغاربة كلهم خاصهم اديرو خدمتهم باش نحقو هاد الغاية،المغاربة لنقساه التربية خاصنا نعودولوا التربية".

إذا ما نظرنا إلى هذا الخطاب في ظاهره سنلاحظ بأنه خطاب "شعبوي" يضرب عرض الحائط قيمة المغاربة ككل،بيد أننا سرعان ما نحاول تحليله،إلا ووجدناه يحمل في طياته رسائل عميقة تهدف إلى توسيع رقعة الرأسمالية حتى تصبح أكثر قوة مما قبل.

إن كلمة الإخوان هنا تعود على الحزب الذي يترأس الحكومة،وبعض الدعاة المتأسلمين،على سبيل المثال لا الحصر الأخوان (العثماني وبنكيران ورميد والشيخ الفيزازي ...)هؤلاء هم من تداولوا أكثر من مرة عبارة "عدم التزايد على السلطة"،والإمتثال لشعائر الوطنية" الله الوطن الملك".إذن ماذا تمثل هذه المقولات الثلاث لدى الرأسماليين؟

إن مقولة "الله" بالنسبة للرأسماليين:هو الرأسمال ذاته،وحينما يخضع هذا البروليتاري لرغبة مالكي السلط، آنذاك ستتضاعف القيمة المضافة أكثر فأكثر،وبالتالي حقن البرجوازي بحقنة القوة وإعطائه المشروعية لكي يسود ويعمق إكتساحه.ومن حاول تهديد الرأسمال إنما ألحد به من حيث لا يدري.

أما مقولة "الوطن"فتدل على المصنع الذي تخلق فيه القيمة المضافة،واحترامه بمثابة احترام سيره العادي،وهذا السير هو الكفيل بإحقاق مجتمع طبقي إقطاعي.ومن سولت له نفسه المساس ببنية المجتمع فسوف يخل بأركان الوطنية،لهذا وجب أن يرشد إلى طريق الهداية،أي أن تهتدي لإله المادي وتطيعه.

فيما يخص مقولة "الملك"فهي تحترم نوعا ما سياقها الدلالي،وإن كانت تتجاوز المفرد وتعتنق الجمع،أي "الملوك"فهذا بغية تقوية نفوذ الله" الرأسمال"ومن حاول التطاول على "الملك" ،[بضم الميم وكسر الكاف]فإنما يتطاول على الله،لأن "الملك" لله وحده،والله للملك .

إذن إذا ما أردت أيها الشعب المغربي أن يرضى عنك الإقتصاديين،فما عليك سوى احترام شعائر الوطنية،وإعتبارها الدين و العقيدة التي لامحيد عنها،لأنك ليس لك الحرية في اختيار عقيدتك،لكونگ نشأت وسط عقيدة رأسمالية كرسها والديك،إذن فقل "هذا ما وجدنا عليه أباءنا"وإمتثل لإرادة الله ومشيئته،وإلا سوف تلحد بالله وتكون من الخاسرين.

أما فيما يتعلق بمسألة "إعادة التربية"فما هي إلا محاولة لإعادة الثائرين إلى رشدهم والتعلق بدينهم الذي ترعرعوا داخله،أي التربية على القيام بالشعائر والإمتثال لله المادي، وذلك بعدم القدرة على الإختيار والتفكير وطرح السؤال عن الإقتصاد،وإن فعلت فأنت شيطان ماكر ملحد،أي كن عبدا يطيع خالقه.

يمكننا أن نستنتج في أخر المطاف،أننا أمام ألهة جديدة بعقيدة جائرة،ألا وهي عقيدة " الوطنية"التي لطالما ربطتنا بالميثالي وأنستنا في المادي،فلقد أقنعونا بفكرة دينهم وربطونا بالتيولجي،وهم في الإقتصاد ناهبين،وفي المجتمع متحكمين،لذا وجب أن نلحد بعقيدة الوطنية ونستفيد من حقنا في الوطن،لأن الإلحاد الحقيقي في رأيهم لم يعد إلحاد "بالخالق"وإنما هو إلحاد بأوامر السلطة.
في الحقيقة صدق نيتشه:"لم يترك الأغنياء للفقراء سوى فكرة الله".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و