الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصبرة جدا- نريد وطن

ناجح فليح الهيتي

2019 / 12 / 12
الادب والفن


قصة قصيرة جداً-نريد وطن
فتح صديقي الكاتب الروائي والقاص حقيبته أمام مفتش الحقائب في مطار بغداد حين سفره الى محل أقامته الدائم في السويد ,وجد المفتش مع الملابس كيس نايلون ملفوف بقطعة قماش, تلمس المفتش الكيس بيده لم يعرف ما في داخله ,فتحه وجد فيه حفنة كبيرة من التراب, سأل المفتش الروائي: ماهي حاجتك لهذا التراب؟ أجاب الروائي: أريد أن يكون هذا التراب تذكرة لي بوطني وأنا بعيداً عنه قال المفتش وهو يمسك بيده الكيس : أني من المتابعين لكتاباتك منذ عقود وأعرف عنك الكثير وأود أن أسألك : هل تم أعادة بيتك لك الذي صادره النظام السابق ؟ أجاب الروائي : لا سأل المفتش مرة أخرى: هل حصلت على راتب تقاعدي عن خدمتك سنين طويلة حين كنت موظفاً قبل هجرتك من العراق مرغماً؟ قال الروائي: لا قال المفتش : على الرغم من كل ذلك أني لا أسمح لك بأخذ حفنة التراب هذه معك سأل الروائي المفتش: هل لأني أقيم بالخارج؟ أجاب المفتش : لا , وأضاف أعرف أنك عراقي وجواز سفرك عراقي وجنسيتك عراقية وليس لك جنسية مزدوجة أخرى قال الروائي :ما دمت تعرف ذلك لماذا لا تسمح لي بأخذ حفنة من تراب وطني ؟ قال المفتش: لأنك بلا وطن قال الروائي: كيف؟ العراق وطني ولدت فيه وعشت فيه سنين طويلة ,تعلمت فيه وعملت فيه, نشرت فيه وعنه كتابات كثيرة منذ خمسة عقود من الزمن ولا زلت ... قال المفتش: الم تعرف أن وطنك الان محتل من دولة أخرى قدمته الدولة التي أحتلته في البدء لها على طبق فضة بمساعدة من حكمه بعد الاحتلال ولا زالوا يحكمون الى الان الذين جوعوا شعبه وأفقروه, سرقوا موارده وجعلوها في خدمة تلك الدولة ,لذا أقول لك أنك بلا وطن وأن وطنك مستلب ولم أسمح لك بأخذ حفنة تراب منه قبل أن يتحرر ... سكت الروائي ,لم يعترض أو يقول شيئاً لأنه ظن أن المفتش أحد أفراد جهاز المخابرات وأنه يتحدث معه لأنه يريد أن يوقع به ويحول دون سفره حمل الروائي حقيبته الصغيرة بيده التي تضم ملابسه دون حفنة التراب واتجه الى المركبة التي أقلته الى الطائرة وصعد اليها مباشرة وجلس في مقعده بعد أن تنفس الصعداء . حركت الطائرة بعد قليل واندفعت سائرة بسرعة على ارض المطار محلقة في الجو مغادرة أرض العراق وبعد مرور وقت قليل لم يتجاوز ساعتين أستلم من صديقه رسالة مع فديو يصور هتافات الجماهير في ساحة التحرير تطالب استقالة الحكومة ورحيل الفاسدين وتردد (نريد وطن) أيقن الروائي أن المفتش كان يتابع كتاباته حقاً وأنه ليس من رجال المخابرات وأنه أحد أفراد الشعب يحس ما يحسه المتظاهرون المسالمون ويرى ما يرون ويردد ما يهتفون ويطالب بما يطالبون ولما كان هو أديب وكاتب وسياسي قرر أن يستمر بكتاباته دعماً المتظاهرين مؤيداً شعارهم
(نريد وطن)
19-11-2019


























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف