الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كردستان مقراً لقاعدة أنجرليك!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 12 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


جاء في بيان الخارجية التركية، اليوم الخميس، أن “أنقرة تعلم الدوافع الموجودة لدى لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الأمريكي لاعتماد مشروع القانون، الذي ينص على فرض عقوبات ضد بلادنا بسبب عملية “غصن الزيتون” و”إس-400″. هذا ينبع من القلق البالغ بسبب الضربة القاسية التي ألحقناها بمشروع جرى تحضيره على مدى زمن طويل”. وأضافت الخارجية التركية في بيانها أن “المبادرات التي تنفذ مؤخرا لأسباب سياسية داخلية في غرفتي الكونغرس، والتي تلاقي دعما من قبل أطراف معروفة معادية لتركيا، هي بمثابة عدم احترام لقراراتنا السيادية حول الأمن القومي. هذه المبادرات لن تعطي نتائج إلا الضرر بالعلاقات التركية الأمريكية” وذلك بحسب ما أورده موقع روسيا اليوم وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قد أكد يوم أمس الأربعاء؛ “أنه إذا أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على خطوة سلبية ضد تركيا عبر فرض عقوبات، فإن أنقرة سترد عليها، وستبحث مسألة الوجود الأمريكي في قاعدتي إنجيرليك وكورجيك” حسب نفس المصدر.

يبدو هناك تصعيد بين الدولتان، فهل سنشهد حقاً عقوبات أمريكية ضد تركيا في الفترة القادمة وذلك إن لم تعمل الحكومة التركية مراجعة لسياساتها التصعيدية وفرملة لتوجهها نحو المحور الروسي الإيراني لتعود مرة أخرى تلعب دور الشرطي الأمين لحلف الناتو، أم باتت تلك من الماضي مع “وهم القوة” والذي بات إحدى سمات سياسات حزب العدالة ورئيسها وذلك بعد أن سمحت القوى الدولية نتيجة صراع المصالح بينهم -وبالأخص الروس والأمريكان- بأن تتعربد تركيا في المنطقة وتحتل ليس فقط أجزاء من سوريا، بل تتمد عسكرياً وسياسياً -وقبلها اقتصادياً- لعدد من جغرافيات الدول المجاورة مثل العراق وتحديداً إقليم كردستان حيث لها عدد من القواعد العسكرية ضمن أراضيها، بل وصل الأمر إلى أن ترسل جنودها لدول بعيدة مثل قطر وكذلك هناك محاولة لإرسالهم إلى ليبيا بعد الاتفاق مع حكومة السراج الإخوانية وهكذا فإن حكومة العدالة وأردوغان ورغم الضربات الموجعة لمشروعهم السياسي الإخواني مع إسقاط مرسي بمصر، لكن الحلم بالهيمنة على المنطقة عبر الأداة الإخوانية ما زال المحرك الرئيسي لكل سياسات تركيا!

والسؤال؛ هل سيسمح الغرب والأمريكان بأن يكون الإخوان بديلاً عن الحكومات العسكرية التوتاليتارية المستبدة بحيث تتحول تركيا لقطب شبه دولي .. بقناعتي سيكون ذاك صعباً إن لم نقل مستحيلاً حيث ورغم التعاون الأخير بين كل من روسيا وإيران مع تركيا نتيجة تلاقي المصالح ضد الوجود والهيمنة الأمريكية كقطب وحيد بالعالم، إلا أن أكثر من سيقف أمام طموح تركيا ذاك هما هاتان الدولتان، ناهيك عن أن الغرب والأمريكان ومن بعد وضوح ملامح المشروع الإسلامي الإخواني، باتوا في الموقف الضد من هذه “الثورات” وذلك بعد أن كانوا يقدمون لها الدعم المالي والمعنوي والعتادي وبالتالي فلا أمل لنجاح هكذا مشروع سياسي بأسلمة الثورات العربية، ناهيكم عن أن الزمن هو عنصر تقدمي تطوري نحو المستقبل والمشروع الإخواني هو مشروع سلفي رجعي -زمنياً على الأقل وكذلك مضموناً وقيماً وحقوقاً- وبالتالي فمحكوم عليه بالموت المحتوم ولكن ربما يؤجل إعلان وفاته مرحلياً لأسباب تتعلق بالصراعات الإقليمية والدولية، كما سبق وأشرنا لها، لكن وبكل تأكيد فإن مصير المشروع التركي الإخواني هو الإندثار والسقوط وربما مصير حزب العدالة لن يكون بأفضل من مصير حركة الإخوان أو الناصرية بمصر والبعث بكل من سوريا والعراق.

بالأخير يبقى السؤال الأهم وهو المتعلق بشعبنا الكردي ومصيره .. طبعاً لا يمكن لأحد منا أن يعطي الإجابة الوافية، لكن يمكننا التأكيد؛ بأن القضية الكردية باتت واحدة من أهم القضايا الإقليمية إن لم نقل الدولية حيث أنتقل الملف الكردي من أدراج أجهزة استخبارات دول المنطقة لتصبح واحدة من ملفات الدول السيادية ولو دققنا في خطاب الخارجية التركية لوجدنا بأنه يشير وبدون مواربة لقضية جد هامة تتعلق بشعبنا بخصوص ما يمكن أن يتخذه الكونغرس الأمريكي من عقوبات ضده وهي النقطة التي تتعلق بما سمتها تركيا بعمليات “غصن الزيتون” والتي أحتلت من خلالها لمنطقة عفرين -وبعدها كانت عمليات ما سميت ب"نبع السلام- وشردت أهلها في عملية تعيير ديموغرافي هي الأكبر في سوريا حيث نجد بأن بيان الخارجية التركية تضعها بجانب صفقة الصواريخ الروسية “إس400” بحيث شكلتا معاً الأرضية التي تتحرك عليها السياسة الأمريكية ضد تركيا.

وهكذا نستشف، بأن القضية الكردية باتت واحدة من الاستراتيجيات الأمريكية في سياساتها الخارجية وهذه لم تأت من فراع حيث أثبت الكرد وقواتهم العسكرية بأنهم أفضل أصدقاء للأمريكان ومصالحهم بالمنطقة وربما يشكلان مع إسرائيل قواعد متقدمة ضد أي إعتداء للمصالح الأمريكية ولذلك فلا أعتقد أن تتخلى أمريكا بسهولة عن هذا الحليف الاستراتيجي، مما سيؤسس الأرضية المناسبة لشعبنا لتحقيق عدد من المكاسب السياسية الهامة من خلال هذا التحالف الاستراتيجي مع أقوى دولة عالمية، بل ربما يكونون البديل عن تركيا وتصبح أراضي كردستان مقراً لقاعدة أنجرليك، رغم أن هي بالأساس داخل الجغرافية الكردية، لكن يبقى قضية تحرير ذاك الجزء الكردستاني المحتل من قبل تركيا وذاك أيضاً سكون واقعاً وإن طال الأمر بعض الشيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ردود فعل دولية بعد تصدر اليمين المتطرف الجولة الأولى من التش


.. يمين فرنسا يراهن على الحصول على الأغلبية في الدور الثاني وال




.. زعيم حزب التجمع الوطني: الفرنسيون الذين صوتوا لماكرون قلقون


.. لماذا يقلق فوز اليمين المتطرف سكان أحياء المهاجرين في فرنسا؟




.. هتافات ضد تركيا ومشادات بين متظاهرين سوريين وحراس مكتب الوال