الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلام البشارة

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2019 / 12 / 13
الادب والفن


مريم: أعلم أن ما أنوي أن أقوله لكَ هو أمرعجيب , لم أخبر أي أحد به من قبل .
يوسف: ما بكِ يا فتاة ؟! على وجهكِ الملائكي فرحة وآلام .
مريم: أعلم أنكَ رجل بار خائف الله , في ابتداء خطبتنا تعاهدنا سوياً أن يكن الصدق أساس لتلك العلاقة المقدسة المباركة.
يوسف: تحدثي مريم دون إرهاصات لاداعي لها فالاضطراب بدأ يجتاحني تجاه هذا الحديث.
مريم: عذراً , فالأمر أشد عجباً من أي معجزة من معجزات موسى , أكثر غرابة من أيات إيليا , أعجوبة لم تروى في كل الأسفار.
يوسف: عزيزتي صبري كاد أن ينفذ , بوحي بالأمر عاجلاً.
مريم: أمس باكر بعد أن أنهيت صلواتي, دخل إليّ ملاك من الرب أخبرني أنني سأحبل ابن العلي .
يوسف:ابن العلي !! مَنْ مريم ؟
مريم: ابن العلي , مِن روح الله القدوس , ها أنا الآن أشعر بحلوله داخل أحشائي.
يوسف: آه فهمت, أنتِ الآن حبلى إذاً؟
مريم:نعم يوسف , هل تصدق؟ هل تصدق أن الله العلي أختارني كي ألد المخلص المنتظر.
يوسف: المخلص مريم؟
مريم:الملاك أخبرني أن أدعوه يسوع لأنه سيخلص شعبه , أنا مرتبكة يوسف لا أقدر على أستيعاب مايحدث , هذا أعمق جداً من أن أدركه , كأنني بين يقظة وحلم , لايقين لي سوى أن أحشائي مضطربة الآن كأن جنين على وشك التشكل .
يوسف: على وشك التشكل !!! نعم نعم , ألا تذكرين أول عهودنا مريم ؟
مريم: بالطبع , أن بيتنا سيكون هيكل للرب .
يوسف: وماذا أيضاً؟
مريم: أن نكون أمناء كلاً منا مع الآخر , نحفظ أنفسنا بطهارة أمام الرب , نُسعد ..
يوسف:كفا .. بطهارة مريم , بطهارة .
مريم:يوسف أتظنني ....
يوسف: قلت كفا يا أمرأة , أنت هذا الملاك البرئ الذي تربى في هيكل القدوس كيف أغواكِ الشيطان مريم , كيف سقطتِ أيتها الملاك من بروجكِ كزهرة بنت الصبح ؟! أيتها العفيفة أين أضعتي طهارتكِ ؟! من هذا الأفعوان الذي أسقطكِ؟! الثعلب الذي أحرق كرمكِ ؟! كنت أظنك تلك المرأة الفاضلة فائقة اللآلئ لكن- ويالا سذاجتي - أخترت فتاة طائشة , ابنة من بنات بابل الشقية.
مريم: كفا يوسف كفا أرجوك لا تقتلني بكلامك.
يوسف: لا أقتلكي بكلامي , سوف يأتون بحجاراتهم الغليظة ليقتلوا جسدك هذا , ستُهشم الجبال رأسك ويكسر الحجر عظمك إلى فتات , سينهش ابن آوى جنينك من بين أحشائكي التعيسة .
مريم: أرجوك يوسف .
يوسف: ها , الآن تذرفين الدموع كتمساح بين أنيابه خطيئته , الآن تبكين بعدما أدركتي أن الساذج لم ينخدع بأضاليلك الكاذبة , خيل لكي أني كأوريا سأنخدع بحيلة داود , لكنكي أيتها التعيسة نسيتي أن داود هو جدي وأن فعلته هذه شقت ملكه إلى نصفين كما ستشق بطنكِ الخاطئة.
مريم: ماذا سوف أفعل الآن يوسف إذ كنت أنتَ لا تصدق فكيف الباقون ؟
يوسف: لا يهمني ماذا سوف يحدث , أذهبي بعيداً وأرحلي بخطاياكي , صلي إلى الله لعله يغفر لكِ , فأن خطيئتكي هذه كجبل الجليل ستسحقكي إلى الهاوية , أذهبي لصلاتكي لعله يغفر شرور أثامكِ العظيمة , هذا إن استطعتي أن تنحني للقدير لتطلبين الصفح , أن استطاعت عيناكي أن تنظر إلى فوق , إن كان شئ من الطهر عالق في قلبكِ الغليظ , أذهبي ولا تعودين تريني وجهكِ إلى الأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل