الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستثمرون في الداعشي حفتر يتركونه لحتفه .. فهل سيستفيد المجلس الرئاسي ؟

فتحي سالم أبوزخار

2019 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بدء انتفاضة 17 فبراير وبعض الدول من مجلس الأمن كان لها هدف واضح توافقت فيه مع غضب الشعب الليبي وهو القضاء على الدكتاتور معمر القذافي إلا أن الدوافع كانت غير معلنة فأمريكا نعتها القذافي بأن خشنة في دخولها لأفريقيا فكان بالحروب والقواعد العسكرية بينما مدح الصين التي أقر بأن دخولها ناعم وبتنمية أفريقيا حيث توجد 600 شركة صينية مستثمرة في أفريقيا! وبسبب إلغاء عقد توتال الفرنسية في 2010 بعد توقيعه مباشرةً فكان الانتقام من أمريكا وفرنسا بالدرجة الأولى من معمر القذافي. دخول الامارات وقطر كان بالوكالة ولضمان بعض المصالح لهما. مصالح تركيا وروسيا في تلك الفترة لم تؤيد الحل العسكري في ليبيا ولكن من بعد نهايته حاولت كل منهما الحرص على ضمان استمرارية مصالحها.

حركة الشعوب تجاه الدولة المدنية؟
كان تحرك الشعوب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يهدف للحرية والعدالة الاجتماعية وبسبب ثورات الاتصالات والمعلومات والحقوق كانت المحاولة لتوظيف ثورات الشعوب وقوتها لاقتلاع النظم الدكتاتورية منهية الصلاحية واستبدالها بأخرى تختلف في الشكل ولكن بنفس روح المضمون الاستبدادي، فكان تحييد هدف الشعوب عن بناء الدولة المدنية إلى مسار الفوضى والدمار الذي يخدم بؤرة التوتر في الشرق الأوسط "إسرائيل" فكان التوظيف الأمثل للعلاقات القوية بأذرع الاستبداد في المنطقة: الأردن والسعودية والأمارات ومصر لتتعاون على تمكين الاستبداد بالدرجة الأولى بالمنطقة التي في الدائرة الأولى من فضاء اسرائيل وما هو أيضاً على أطراف هذا الفضاء كما هي ليبيا. والتقت مصالح فرنسا مع المشروع الاستبدادي فكان عدم الرضى عن مشروع الصخيرات الذي اتفقت فيه ايطاليا وبريطانيا وأمريكا. فكان الاستثمار الفرنسي في الداعشي حفتر مسلوب الإرادة فبتمهيد القتل الاستخباراتي بشوارع بنغازي،ببصمة داعيشية، الذي فتح له الطريق إلى بنغازي بحجة محاربة الإرهاب ليصل من بعد إلى طرابلس. وبعد أن فشل الداعشي حفتر لمدة تسعة أشهر وهو يحاول دخول العاصمة العصية فمني بخسائر فادحة في مركز عملياته في غريان وتقهقرت إلى الوراء مليشياته وخسارة العديد من التمركزات فكان دخول الروس المتأخر على حلبة الصراع الليبية وهو بعيد عنهم للمساومة على بعض الملفات بسوريا وأوكرينيا. بفضل الله وصمود الشعب الليبي الداعم لقوات بركان الغضب والقوات المساندة من أجل بناء الدولة المدنية أفشل مشروع عسكرة الدولة! فكان اللوم الشديد من داعمي الداعشي حفتر له بعد تكراره لساعات الصفر. وكان خطابه بالأمس الخميس 12 /12/2019 المضطرب المتلعثم خطاب الوداع! نعم هو الأخير والواضح كما تكهن كثر بأنه يشبه خطاب نهاية الطاغية القذافي الأخير .. حيث بدى له رفع داعميه ايديهم عنه وعرف بأن ستطوله أيدي أحرار قوات البركان والمساندين لهم ليهرب خارج ليبيا، وهنا سيخالف القذافي، فهو يطلب من بقايا الشراذم الداعمه له بالخروج والموت بشكل فوضوي ليترك من ورائه طوفان من جثثهم دمائهم.. ولن تكون هذه المرة إلا وابلاً على بقايا مخلفاته من المجرمين وأولياء الدم والمرتزقة والتكفيريين.

تركيا مشروع انقاذ وتبادل مصالح .. فهل سيستفيد الرئاسي؟
الداعشي حفتر يلفظ أنفساه الأخيرة ودخول تركيا أربك داعميه فماذا الخوف من تركيا؟ هذا يطرح سؤالا كيف فرضت تركيا وجودها كلاعب في المجتمع الدولي؟ وربما يرجع ذلك للأسباب التالية:
• بروز حركة العدالة والتنمية بتركيا له مشروع رأسمالي واضح يتمسك بجذوره الاسلامية ويتحرك بصورة علمانية! بالرغم من بداية تأسيسه من نجم الدين أربكان كحزب الفضيلة الأسلامي في 2001.
• يعتبر الجيش التركي عضو في الناتو من 1952 وثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي.
• إيمان الشعب التركي بالدولة المدنية ووعيه بأهمية الديمقراطية وقف ضد محاولة الانقلاب العسكري في 2016 مما أعطى فرصة لإصلاح الجيش وتنظيفه من العسكريتاريا المقيتة!
• الناتج المحلي الأجمالي لتركيا يجعلها الدولة رقم 17 في العالم فهي من الدول الصناعية الجديدة! فإلى جانب العديد من الصناعات الغذائية والملابس والمعدات الكهرومنزلية والإلكترونية والسيارات تتميز تركيا بصناعة السقن و المعدات والطائرات الحربية.
• عللا رأس الدولة التركية السيد أردوغان وهو يمتلك صفتين مهمتين : الحزم في قراراته فكان واضحاً في مد يده لليبيا، وروح المناورة البراغماتية دون التنازل عن قيمه ومبادئه! فلقد ذهب ليلتقي مع السيد بوتن ويناقشه ويعقد معه صفقه!
تركزت العلاقات الدولية في تحقيق المصالح بعد تراجع الأيديولوجية وخاصة بعد نهاية الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي مع بداية التسعينات من القرن الماضي واستفادت تركيا من هذا الدرس بحيث تعاملت مع محيطها الإقليمي بشكل نفعي يضمن لها مصالحها مع إسرائيل. فمع اعتراف تركيا مبكرا باسرائيل وبالرغم من التوتر الذي شهدته علاقتهما في 2009 إلا أنه استمر التعاون العسكري واتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية ! إذن على المجلس الراسي اليوم أن يتعلم من تركيا التي مدت له يدها، بعد توقيع مذكرة التفاهم ومصادقة البرلمان التركي عليها، لتضمن مصالحها مع من يملك الشريعية الدولية في ليبيا والمتمثلة في المجلس الرئاسي.. فهل سيكون السيد فائز السراج حازم وبدون تردد باختيار تركيا كحليف استراتيجي؟ هل سيتعامل بحزم مع الأعداء؟ هل سيزيح السيد السراج ضباب الوفاق اليوم ويضرب بيد من حديد جميع أعدائه بالداخل والخارج؟ لقد حسمت قوات البركان والقوات المساندة أمرها وانجاز الشعب الليبي بالمنطقة الغربية بالكامل للدولة المدنية وسينهي المعركة ضد مشروع الداعشي حفتر وسيزيح وهم ضباب الوفاق مع أعداء الشعب عن السيد السراج خلال الحرب الدائرة على تخوم طرابلس. لا مناص للسيد السراج من تفعيل الاتفاقية وطلب يد المساعدة من تركيا لاستئصال سوس الاستبداد من الأرض الليبية لتتحقق المصالح المشتركة بين البلدين. عاشت ليبيا حرة .. تدر ليبيا تادرفت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ