الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمة البشعة

احمد عبدول

2019 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت مدينة الموصل 7 مارس من عام 1959 احداثا دموية مروعة على اثر ما سمي بحركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف إبان حكم الزعيم عبد الكريم قاسم حيث انتشرت آنذاك مجاميع من الغوغاء تحمل السكاكين والعصي والحبال وهي تقوم بقتل المواطنين وسحلهم في الطرق وهم أحياء ومن ثم التمثيل بجثثهم وكان شعار هؤلاء الأوباش (ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة ) .
كانت تلك الجموع تقوم بربط الضحية الذي عادة ما يخون ويتهم بالعمالة والارتباط بقوى الشر العالمية بسيارتين تقومان بالسير باتجاهين مختلفتين لكي تقطع جثة الضحية الى نصفين متساويين ولقد بلغت ذروة الاجرام بهؤلاء عندما أقدموا على قتل الشابة (حفصة العمري) ( 22) عام ولم يكتفوا بقتلها بل راحو يسحلون جثتها في الأزقة والشوارع ثم علقوا ما بقي منها على أعمدة الكهرباء بعد ان قتلوا والدها الحاج (علي العمري) .
في العاشر من ابريل من عام 2003 تم قتل السيد عبد المجيد الخوئي بالقرب من ضريح الإمام علي بن أبي طالب بواسطة مجاميع مسلحة تحمل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لم تكتف تلك المجاميع كعادتها بقتل تلك الشخصية الدينية والوطنية المرموقة والمتنورة بل راح احدهم فسرق ما في جيبه من نقود بينما بينما سارع اخر على قطع احد اصابعه وسحب الخاتم منها .
مثل تلك المجاميع الغوغائية المسلحة والمنفلتة والتي تعمل خارج نطاق الدولة والقانون وسائر القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية تعاود الظهور مرة اخرى على ارض الواقع فالجريمة البشعة والمروعة كما وصفتها المرجعية يوم أمس 12/12/2019 على لسان ممثلها (احمد الصافي ) في منطقة الوثبة تمثل حلقة وصل وامتداد مع ما سبق من جرائم ومجازر على امتداد عقود من الزمن .
جريمة الوثبة والتي راح ضحيتها صبي لا يتجاوز ال (16)عاما لا لشيء إلا لأنه طالب من بعض أفراد تلك العصابات بالابتعاد عن محيط داره فما كان منهم إلا ان انقضوا عليه لينتهي الأمر بذبحه وتعليق جثمانه بشكل مقلوب أمام أنظار حشود من الجماهير التي كانت تتلذذ بمشاهدة ذلك المنظر السادي المقزز .
قد يقول قائل ويعترض معترض بقوله وماذا عن أكثر من (500) شهيد تم قتلهم بدم بارد من قبل القناصة والملثمين وماذا عن أكثر من (20) ألف جريح ومعاق لماذا لم يحظ هؤلاء بمثل ما حظيي به الصبي (علي هيثم إسماعيل )
نرد على ذلك الاعتراض إن ما تم ذكره من سقوط شهداء وجرح آخرين إن كل هؤلاء أصحاب مبدأ وقضية خرجوا يطلبون الإصلاح ويبتغون الإطاحة بقلاع الفساد والفاسدين فكان إن استهدفتهم نيران السلطة واغتالتهم قناصات مرتزقتها أما حادثة الصبي (علي هيثم إسماعيل ) فهي تمثل ناقوس خطر يهدد بمصادرة كل تلك الدماء التي سألت في طريق الإصلاح منذ الأول من أكتوبر الفائت حتى كتابة تلك السطور ولاشك إنها كانت من صنع ذات المجاميع التي استعرضنا بعض جرائمها على امتداد التاريخ وهي مجاميع غوغائية تنشط عند ضعف الدولة وتراجع سلطتها لذلك نراها تتصدر الجموع وتركب الأمواج وتجيير كل شيء بدهاء ومكر لصالح مشاريعها التوسعية المشبوهة فالحذر الحذر أيها المتظاهرون الكرام من أولئك المرتزقة الذين أخذت دائرتهم تتسع في الأسابيع القليلة الفائتة على حساب ثورتكم السلمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة


.. نفوذ روسيا يتمدد.. البنتاغون يعلن سحب القوات الأميركية مؤقتا




.. ماذا فعل محور المقاومة للمنطقة؟.. سجال بين ضيوف محل نقاش


.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ




.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ