الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الهويات والثقافات

عيسى الصباغ

2019 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


منذ 1989بدأت منظومة الدول الاشتراكية بالتفكك ، تبعها الاتحاد السوفياتي الذي أعلن تفككه رسميا في كانون الاول من عام 1991 .وبذا يكون الصراع الايديولوجي بين المنظومتين الاشتراكية والرأسمالية قد انتهى لصالح الثانية ، على أن الصراع العالمي لم يتوقف ، فقد تحوّل من صراع أيديولوجي الى صدام ثقافي أو حضاري أو صراع هويات بين الرأسمالية العالمية ومجمل أعرافها وتقاليدها ومفاهيمها ومنظوماتها الأخلاقية وديانتها من جهة وسائر الثقافات العالمية الاخرى ولاسيما الاسلام من جهة أخرى ، أعلن ذلك الرئيس الامريكي جورج بوش الاب في خطاب له عقب انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 ، إذ بشّر بولادة نظام عالمي جديد – تجدر الإشارة هنا الى أن بوش الأب هو من ابتكر مصطلح النظام العالمي الجديد – ودعا الى فرضه بالقوة قائلا " القوة العسكرية للولايات المتحدة هي الضامن الأكيد لقدرتها على فرض ما تراه ، وما تراه فقط ، على العالم" ثم أضاف " ستكون الطريق أمامنا مفتوحة، لتحقيق هدف أمتنا الأكبر" . وفي خطاب لتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا امام قيادة الناتو في 4- 3- 2003 قبل ايام من غزو العراق قال فيه : «حلف شمال الأطلسي لم يوجد لحماية حدود الدول المنضوية تحت لوائه فقط ،.... الناتو وجد لحماية و تأمين النظام العالمي الجديد » . إذن الهدف الأكبر هو النظام العالمي الجديد نفسه ، يا ترى ما سمات هذا النظام ، يوضح براك أوباما ذلك في خطاب له امام مجموعة من قادة سلاح الجو الامريكي، في تشرين من عام 2010 إذ يقول " التعاون والشراكة بين الأمم والدول غير مقبول بعد اليوم، الطريقة الوحيدة التي تمكننا من البقاء على قيد الحياة هي إلغاء الحدود، الحدود بين الأمم والشعوب والطوائف " ويعقّب قائلا " لن نتمكن من الصمود بدون إلغاء الحدود، وهذا هو شكل النظام العالمي الجديد " فالمقصود بالنظام الجديد إذن هو لا سيادة للدول على أوطانها ، لا أديان، لا وحدة مجتمعية، لا حدود ولا سيادة مجتمعية .
وللوصول الى هذه الأهداف يجب تكريس سلطة القطب الواحد الذي يسعى للهيمنة الاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياسية على كل ماهو موجود بهذا العالم ، والمتمثل بسلطة القطب الأوحد الامريكي . دعونا نوجّه الكلام بما يخصّنا بوصفنا عربا ومسلمين ، أكثر ما يستهدف هذا النظام هو الاسلام بكونه ثقافة وهوية تصطدم مع منظومات النظام المبشّر به ، لذلك شنت دوله حربا شعواء عليه ، متبعة في ذلك عدة أساليب منها ما يسمّى بالحرب على الارهاب ، فقد صنعوا مجموعات إرهابية من متطرفين وجائعين وحمقى يقومون ببعض أعمال العنف ثم تتكفل الماكنة الإعلامية للغرب بتضخيم الحدث والمبالغة في نتائجه للإساءة للثقافة الاسلامية – العربية ، ومن الأساليب الأخرى توفير الدعم المالي لشخصيات ( إسلامية ) من الشواذ والمثليين للقيام بدور أئمة جوامع ودعاة إسلاميين ، مثل محمد لودفيك زاهد في باريس ، وهو من أصول جزائرية ، والشيخ داعية عبد الله في واشنطن وهو من أصول أفريقية ، حيث يقوم كلاهما بتزويج المثليين في مسجديهما ، وقد عُممت هذه الصيغة في السويد وهولندا وبلجيكا والغاية من ذلك واضحة . ومنها ايضا ، وهو أخطرها ، افتعال الصراع بين المسلمين أنفسهم كما يحدث في سوريا والعراق واليمن لتصوير انهيار الثقافة الاسلامية - العربية، وهناك أساليب أخرى ، ولا ينفك الغرب بابتكار الجديد منها ، فماذا نحن فاعلون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت