الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن

خالد محمد النوباني
كاتب

(Khaled Mohamad Alnobani)

2019 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هل نحن حقا نعيش فترة انحطاط و تخلف و تراجع لمشاريع الأمة الحضارية. يجب أن نتفق أولا على تعريف الأمة و أن نقر أن فردا واحدا متميزا يمكن له أن يكون أمة إذا امتلك المقومات الكافية لهذا الوصف. هل بيننا من يرفضون هذا الواقع؟ نحن جميعا نرفض هذا الواقع ما عدا المتكسبين منه المنتمين إلى المؤسسات المتسلطة على الرقاب و العباد. لسوء حظنا أن معظمنا يؤمن بما يسمى الشخصية الضرورة التي بدونها ستضيع البلاد و سيهلك العباد. كل منا ينتظر من الآخرين أن يضحوا و من يبادر و يحرص على التضحية يبحث عن صاحب فضيلة، شيخا وقورا يبايعه على السمع و الطاعة في المنشط و المكره و العسر و اليسر متخليا له عن كل ما يملك حتى قواه العقلية. هذا اذا سلمنا بأنه ليس معظم هؤلاء سوى منافقين يركبون أي موجه حرصا على مصالحهم الآنية و اذا هددت هذه المصالح فإن النتيجة هي حلق اللحى و تغيير القناعات. في هذا العصر إنها الفرصة المناسبة أن يتميز شخص ما و يرفض كل شيء. و أن يكفُر بالقوانين و الأنظمة و المجتمعات، إنها الفرصة الضرورة. أنا لا أقول يكفِّر. لكن كيف يمكن لشخص مختلف أن يظهر في مجتمعاتنا و هناك من يعد الأنفاس و الأحرف و الكلمات و يمررها على فلاتر. لا أستطيع أن أتصور أن هناك مثقفا يحمل القلم مستعدٌ أن يغامر بأن يجعل خده مداسا لبسطار عسكري. أنا لا أريد أن أقلل من تضحيات بعض المثقفين لكن أؤلئك كانت لهم رؤاهم الخاصة في ظروف خاصة تغشى فيها على الأبصار رؤى الواقع العدمي. لماذا فشلنا و نجح العالم؟ هل دخلنا في مكنونات تضحياتنا. كان هناك دائما فوق و تحت. قيادة و مقاتلين. لقد قابلت في إحدى المدن العربية المعنية بالنضال فتاة صادقة تتسول لتعيش و قالت لي تخبرني بأن أباها استشهد في الكفاح المسلح، و أنها تتسول لتسد رمقها. لو أن أباها استبصر ما سيؤول له حال ابنته لكفر بكل القضايا و بكل الأوطان، و لما عرَّض نفسه للقتل ليعيش الزعيم في وطن. هل نضحي من أجل ميدالية أو وسام او وشاح، أم لكي نصبح أمة، لها بين الأمم منبر للسيف و القلم، تحمينا و تحمي أبناءنا و ما يخصنا. لقد فشلت حركات التحرر العربي كل على مقدار تحررها و لم يبق بيننا سوى الضباط السياسيون للقوى الغربية الذين عندما يريدون أن يلمعوا شخصية بيننا لوضعها في منصب رفيع يسربون بأنها عميلة لهم. العمالة لم تعد سِبة بل افتخار و ازدهار اعمال و ترقيات في المناصب و الرتب الرفيعة. لقد هزمونا حتى النخاع. نحن لا نرفض واقعهم بل نقبله بكل عمالته، و هذه سبتنا مدى الدهر. إنهم الآن في بحث محموم عن أمثال (خالد) لكي يقتلوهم. عن أمثال (صلاح الدين) لكي يقتلوهم. إنهم يَعدون لنا بضعة أجيال ثم ننقرض. أسيادنا المسؤولون الضرورة خريجوا المعاهد و الكليات و الجامعات الغربية يجرعونا السم الزعاف بكلمات براقة لا تساوي ثمن مدادها. و كلنا مدان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة


.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية




.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب


.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة




.. محل نقاش | دبلوماسي إيراني سابق: كل أحزاب الحركة الوطنية الل