الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باكونين عن النزعة السلافية

مازن كم الماز

2019 / 12 / 15
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


… و ما أعتبره مستحيلا بالتالي أن نضع دستورا لدولة سلافية مركزية , بيروقراطية و عسكرية … في النهاية فإن تلك الإخوة السلافية الجميلة التي لا يمكن أن توجد منذ اللحظة التي يقبل فيها السلاف , و هم يضحون بهابيل لقابيل , هذا الدستور كما فعل أخاهم الأكبر … بكلمة , كل العناصر السابقة التي حماها السلاف وسط التقلبات الرهيبة التي عاشوها لقرون , و التي أصبحت قابلة للنمو بفضل الروح الجديدة – روح العدالة و الحرية العظيمتين و الإخاء العالمي – يمكن أن تصبح يوما روح حضارة جديدة و عظيمة …
هناك نقطة أخرى تبعدني بعمق عن دعاة النزعة السلافية . أنهم ما زالوا من دعاة الوحدة , مفضلين الانضباط دوما , و نير السلطة و التطابق الملكي و الرتيب و النظام العام , على الحرية . أما أنا , كأناركي , فإني من دعاة الحياة من أسفل ضد كل القوانين التي تفرض بطريقة سلطوية و دوغمائية من الأعلى و أنا أفضل دائما و في كل مكان الحرية على النظام أو الانضباط …

تعليق : رغم أن المخطوط بلا تاريخ , لكن يبدو أنه كان جزء من رد موجه لهيرتزن في أغسطس آب 1867 . النصف الثاني من النسخة المنشورة من تلك الرسالة يبدأ كما يلي :
فرق آخر هائل يفصلني عن دعاة النزعة السلافية . أنهم يريدون الوحدة بأي ثمن , دائما يفضلون النظام العام على الحرية , أما أنا فأناركي و أفضل الحرية على النظام العام , أو بالأحرى , كيلا أقف إلى جانب أعدائي في موضوع تافه كهذا : فإني فيدرالي , من قمة رأسي حتى أصابع قدمي . إني أعشق الإخوة و الاتحاد و أتوقع أن البشرية سوف تسعى بلا شك لأن تتوحد في ظل الحرية , لكي تشكل , رغم أني لا أعرف متى سيحدث ذلك , أخوية عالمية كبرى . لكني أكره الوحدة المركزية , تلك الوحدة التي تباع اليوم بكل رخص في الأسواق الكبرى حيث تجري المتاجرة بخلاص الشعوب : في سانت بطرسبورغ , فيينا , برلين , باريس , اليوم ربما حتى … و دائما في روما . إنها قضية رأي استبدادي بشدة , كاثوليكي , ديني , إلهي , فوق إنساني و بالتالي ماتزيني ( نسبة للسياسي الإيطالي ماتزيني – المترجم ) . رأي معروف في الجمعية الوطنية , عند روبسبير , سانت جوست و نابليون , و دعاة النزعة السلافية المتعصبين للأرثوذوكسية اليونانية الروسية و خاصة للبابا , أكبر الهراطقة بالنسبة لنا , نحن المنشقين الآخرين ! لذلك فإني أكره هذه الوحدة , ذلك القبر الحقيقي للعقل و الحرية , فيما يتعلق ليس فقط بالتنظيم الداخلي للشعوب , بل أيضا للأعراق . لذلك يمكنني فقط أن أكره النزعة السلافية , لكن في نفس الوقت أيضا النزعة الجرمانية , و اللاتينية و كل النزعات القومية أو العرقية على الأرض , مقتنعا أن كل من هذه الأفكار تخفي وراءها نفيا للإنسانية و خطرا داهما على حرية كل البشر . صحيح أنها قد تؤدي أحيانا لنجاح ما , و حتى الاحتفاظ مؤقتا بقوة مادية هائلة , يتم الظفر بها بالصدفة بواسطة التضحية بالأرواح , لكنها لن تؤدي أبدا إلى أية عظمة فكرية أو أخلاقية و لا حتى إلى رخاء دائم . إنها قد تجلب المصائب على البشرية لكن ليس أية أشياء جيدة أبدا .

تعليق المترجم : يحتل هذا النص الباكونيني أهميته بالنسبة "لأمتنا و وطننا العربي" و جيراننا , لأنه خلافا للموقف الماركسي اللينيني من الدعوات القومية و العرقية , يحاكم هذه الدعوات من وجهة نظر تضع الحرية أولا و ترفض أية وحدة مركزية تقوم على الاستبداد و العدوان و كره الآخر و القمع و التسلط تجاه "الداخل" و "الخارج" .. كما قال باكونين , مثل هذه الوحدة ستكون قبرا للعقل و الحرية و خطرا حقيقيا على شعبها و قومها كما على جيرانها و بقية البشر , شكل قطيعي أو سوبر قطيعي لا يمكن إلا أن يقوم دوما على نفي الإنسانية و الحرية داخلها كما خارجها ..

نقلا عن
https://www.libertarian-labyrinth.org/bakunin-library/undated-fragment-on-pan-slavism-and-anarchism/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محتجزة إسرائيلية سابقة في غزة تدعو حكومتها للتوصل إلى صفقة ت


.. مستشار المرشد الإيراني: نؤكد دعم بلادنا لحزب الله في مواجهة




.. الجيش الصيني يجري مناورات بالذخيرة الحية واستخدام المركبات ا


.. الغارات الإسرائيلية تُسوي مئات البيوت التراثية في لبنان بالأ




.. بوتين يشطب ديون المتطوعين للقتال في أوكرانيا.. ما الشروط؟