الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُغَيَبون ( الحلقة السابعة عشرة) الفنان المسرحي والسينمائي والتلفزيوني علي فوزي

قاسم حسن

2006 / 5 / 27
الادب والفن


ألمَغًيَب: فنـان أو مبدع أو كاتب أو شاعر أو اي كائن كان له الحق في الوجود مُغَيَّبٌ" : أَيْ أُبْعِدَ وتَمَّ تَغْيِيبُه قسرا،عمدا ، دون رغبة منه او إختيار .. هـذه الأشارة لابد منها، منعا للألتباس والغموض، من هذه السلسلة التي نستذكر فيها الكثير من مبدعينا.. الذين.. غيبوا.. بطريقة أو بأخرى ...

لهذه الحلقة من المغيبين ، حالة خاصه ، حيث اننا سنتناول شخصية متعددة المواهب والامكانيات ، عاصر رواد الثقافة العراقية ومبدعيها من كبار الفنانين المسرحيين والسينمائيين.، ويعد من رواد المسرح ، والسينما ، والاذاعه ، والتلفزيون في العراق .
وسيرته الذاتية والفنية تشير الى مساهماته في مجالات الفنون كافة ، ممثلا ، ومنتجا ، ومؤلفا ، ومعدا لبرامج وتمثيليات في الاذاعة والتلفزيون ... متعدد المواهب ، أمين ، وحريص اشد الحرص على المال العام ، ولأمانته يختاره المعنيون دوما لادارة الشؤون المالية ، اين ماحل اوعمل ، في فرقة ، أو مؤسسة فنيه ، نظرا لخبرته التي اكتسبها من العمل في البنوك العراقية كأمين صندوق.

كاتب وناقد وباحث تلفزيوني ومسرحي وسينمائي ، نشر دراساته ، ونقده ، ومقالاته ، في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية منذ عام 1962 وحتى الآن .
عضو نقابة الفنانين العراقيين / بغداد/ ومصنف كممثل بدرجة ممتاز منذ العام 1965
شارك في تأسيس العديد من الفرق المسرحية العراقية ، داخل الوطن ، وخارجه ، وانتخب دائما في هيئاتها الأدارية وأمينا عاما لماليتها لأمانته ... وهي كما يعرفها اغلب العاملين في المسرح والمتابعين ...

فرقة مسرح الـنـــور / في البـصرة عام 1956
فرقة المسرح العراقي / بغـــداد عام 1960
فرقة المسرح الفني الحـديـث / بغداد عام 1965 والتي لازالت تعمل لحد الآن بوجوه جديده
فرقة مسرح الـيــوم في بغــــداد عام 1965
فرقة مســرح الغــد العـراقية / بيروت / لبـنــان عـام 1979
فرقة بابـــل المسرحية العراقية / دمشــق / سوريا عـام 1984 ....

يـقـول الفنان عـلي فوزي في لــقـاء سـابق معه ... يوضح فيها آراءه ومواقفه وبعضا من ذكرياته عن المسرح وماواجهه العاملين في هــذا المجال من قسوة الأنظمة في تلك العقود السابقة ... مايلي


(ونحن هنا في منافينا الواسعة، سعة الأفق والروح الخلاقة، المتفجرة بالإبداع، نتذكر وطننا ومبدعينا في الداخل، المتواصل مع الخارج، والعكس صحيح أيضاً، نتذكر كيف استطعنا كمسرحيين ملتزمين بالقيم والأخلاق والتراث العراقي العظيم، وبعد النكسة الدموية في (8) شباط الأسود عام 1963 والذي من ضمن قرارات زمرته الفاشية وبعد قرارهم الدموي البشع رقم (13) المعروف، أنهم أصدروا قرارهم رقم (14) الذي ألغى كافة الفرق المسرحية ومصادرة أموالها ونهب مقراتها واعتقال وتعذيب أعضائها، فكانت صفوة منهم رهن ذلك الاعتقال الوحشي والنفسي الذي كشف عداءهم لكل ما هو جميل وكل ما هو ثقافي وإبداعي في وطننا.
بعد تلك النكسة الرهيبة، وحين مُنحنا هامشاً بسيطاً من الحرية عام 1964، استطعنا أن نؤسس وبكل مثابرة وبدعم كل القوى السياسية ورواد حركتنا المسرحية، أن نؤسس فرقنا الأهلية والمركز العراقي للمسرح الذي مد أشعته البنفسجية نحو المركز العالمي للمسرح، ليصبح عضواً فاعلاً فيه وكذلك مع المراكز العربية للمسرح. وهنا أذكر بكل تقدير وللتاريخ دور الفنان والموثّق المسرحي الراحل الزميل (أحمد فياض المفرجي) في تأسيس (المركز العراقي للمسرح)، والفرقة القومية، رغم تدخلات بعض السلطويين المشاكسة والمعارضة لهذا الرافد الهام للحركة المسرحية العراقية الأصيلة، ولحين تسلط الزمرة الصدامية على الحكم عام 1968 ومجيء ممثلهم (الصحاف) ليصبح المسؤول الأول عن الإذاعة والتلفزيون، ثم ليمد سيطرته على السينما والمسرح، فيصبح المدير العام، ليبدأ بمحاربة كل الأنشطة الفنية، خاصة المسرحية منها، وليفصل ويُبعد ويُهين رواد حركتنا الفنية وبأساليبه القذرة التي تربّى عليها في (أوكار) زمرته الصدامية، بل وليحارب حتى بعضاً من البعثيين المسرحيين الذين رفضوا سلوكه وأساليبه اللاأخلاقية وعنجهيته المفرطة والتعالي بلا حق على الآخرين لأنهم أثقف منه.
ورغم ذلك، كانت فترة الستينات ونهاية السبعينات، سنوات نهوض وإبداع مسرحي متنوع ومتميز وعلى كل الصعد والفرق العاملة، سجلته حركتنا المسرحية العراقية، نشاطاً وأعمالاً متواصلة، وبما في ذلك المشاركات في مهرجانات المسرح العربي.
لقد نشطت الفرق المسرحية الأهلية ذات التاريخ الأصيل، بشكل ملفت للنظر رغم الرقابة الأمنية (للعصابة) الحاكمة عبر أجهزتها القمعية المختلفة وعبر مندوبهم (صحاف الفضائح) حيث قاموا بتخطيط (سري) لتشويه وتحجيم وتجميد ذلك النشاط الإبداعي، حتى بلغ ذروته في اغتصاب (صدامهم) السلطة عام 1979، بعد حرب متنوعة ومدروسة ومتعددة الاتجاهات ضد القوى السياسية الوطنية ...
ويسأل سائل ماذا حل بمسرحنا في الوطن؟! فنقول: المسرح لا يزدهر إلا في فضاء الحرية.. فهل في وطننا حرية؟!!
ولــد الفنان العراقي علي فوزي ناجي في محافظة البصرة ( محلة السيمر ) في 2/11/1938
عاش فيها ( البصرة) ودرس مراحلها الأبتدائية ،المتوسطة ، والثانوية ( اعدادية التجارة في البصرة ) وعمل في مجال المسرح منذ العام 1956 وهو لازال طالبا في المراحل الأعدادية ..
إنتقل الى بغداد ( العاصمة) ليبدأ دراسته في معهد الفنون الجميلة / قسم المسرح/ الاخراج والتمثيل /وحصوله على الدبلوم العالي من المعهد المذكور عام 1964.
عمل وهو لازال طالبا في تلفزيون واذاعة بغداد منذ عام 1960 ، معدا ، ومؤلفا ، وممثلا ، ومنتجا ، لبرامج وتمثيليات عديدة ...
حتى عام 1979 .... حينها ، مُنِـع من دخول المؤسسة المذكورة وغادر العراق مجبرا ... بعدما عِرف ان زملاء له قد تعرضوا لمضايقات ، وملاحقات ، وسجن ، واعتقال .... وتلافيا من الوقوع في قبضة السلطة الثقافية ... ولعدم انتماءه الى حزب السلطة...

بدأ منفاه الأجباري في بيروت حيث وصلها عام 1979 وكان اول نشاط له ، في تاسيس رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين العراقيين ، المعارضة للسلطة في بغداد ، وكذلك ساهم في تاسيس اول فرقة مسرحية عراقية في الخارج ...
واستمر نشاطه الابداعي في المنفى بعد مغادرته بيروت أثناء حصارها المعروف عام 1982.. الى عدن ( جمهورية اليمن) حيث بدأ العمل ، آنذاك .. في تلفزيون عدن ، كمخرج ومعد للبرامج الثقافية ، منها برنامج ( عالم السينما ) الذي انتج منه أكثر من خمسين حلقة على مدى أكثر من عامين ...

أعماله المسرحية
بدأ الفنان على فوزي عمله في المسرح ، مبكرا ، وقبل أن يلتحق في معهد الفنون الجميلة ، فكانت باكورة أعماله المتميزة ، كممثــل ، من خلال فرقة مسرح النور ، في مدينة البصرة عام 1956 ، مع زميله الممثل والكاتب والمخرج السينمائي المعروف قاسم حول .
وكان أول عمل له مسرحية ( فلوس الدوا) لمؤلفها يوسف العاني ، والتي اخرجها الفنان قاسم حول عام 1956، وتوالت الأعمال المسرحية من خلال هذه الفرقة / المنتفخون في البيت /عام 1958 ومسرحية /تباريح بائس / و/ انتصار السلام / عام 1959 و و و و غيرها وأغلبها باخراج الفنان قاسم حول آنذاك.
وتستمر رحلته في مجال المسرح الى ، بغداد ، حيث شارك وعمل بجد ونشاط وانجاز ابداعي متميز مع زملاء له واسماء مهمة في تاريخ المسرح العراقي .. المرحوم الفنان جعفر السعدي ، الفنان محسن سعدون ، الفنان طه سالم ، الفنان ابراهيم ، الفنان يوسف العاني والفنان سامي عبد الحميد والفنان القدير منذر حلمي والفنانة الكبيرة زينب والفنانة ناهدة الرماح .. وزكية خليفه .. و. و. وآخرين من هم رواد المسرح العراقي .
أما الفرق المسرحية ، التي شارك في تأسيسها ، أو عمل فيها ، هي المتميزه في تاريخ المسرح العراقي ، ابتداءا من معهد الفنون الجميلة ، الذي نشط وهو لازال طالبا ، مساهما في اغلب أعمال أساتذة المعهد ، ومرورا بفرقة المسرح الفني الحديث ، والفرقة القومية للتمثيل ، وفرقة الصداقة ، وفرقة مسرح اليوم ، واستمر نشاطه في خارج العراق أيضا ، من خلال فرقة مسرح الغد العراقية في بيروت ، وفرقة مسرح بابل في دمشق ، حتى مغادرته دمشق ليستقر به المنفى في بريطانيا / لندن.
في السينما
في مجال السينما عمل الفنان علي فوزي ، ممثلا ، ومخرجا ، وقام بمهمات انتاجية ، وفنية ، وادارية ، ومونتاج في عدة افلام مهمه في تاريخ السينما العراقية ... ومع بدايات السينما العراقية حيث ساهم ممثلا في فلم ( الحارس ) من اخراج الفنان خليل شوقي عام 1967.
عمل مع الفنان جعفر علي في فلم ( سنوات العمر ) عام 1976 ..
اشترك مع الفنان المخرج قاسم حول في عدة اقلام داخل وخارج العراق منها ( بيوت في ذلك الزقاق) عام 1977 وفلم ( عائد الى حيــفا ) عام 1982 و فلم ( البحث عن ليلى العامرية ) عام 1989 وغيرها من الافلام القصيرة للتلفزيونات العربية .
شارك في العديد من المهرجانا ت السينمائية العربية والعالمية منذ عام 1968 -1988 منها مهرجان ( بغداد – موسكو – طاشقند – دمشق – لايبزغ ) وغيرها .
في الاذاعة والتلفزيون
أعــد وكتــب ومــثــل وأخـرج العديد من المسلسلات الاذاعيــة والتـلفـزيـونيــة لاذاعة وتلفزيون بغداد وصوت الجماهير منذ عام 1960 حتى عام خروجه من الوطن عام 1979 .
أعــد وأخرج الكثير من البرامج والمسلسلات في تلفزيون عدن ( جمهورية اليمن ) أوائل الثمانينات.
عمل في اذاعة وتلفزيون الحرية ( المعارض ) من لندن في تسعينات القرن الماضي.
العــودة الى الوطن
بعد كـل هـــذا التاريخ الحافــل في الانجازات الثقافية والفنيــة والنضاليــة ، عـــاد الى الوطن بعد أكثر من ربــع قرن قضاها في المنـافي والغــربة الموحشــة ، ليجـــد له موقعــــا في العراق ( الجديد) ، يخدم وطنه الذي طالما ، يحــلم ، ولـيبـدأ من الصــفـر ( كما يقال) ، .
عــاد بعـــد كل هــذه السنين من العناء ، بعد التغيير والاحتلال ، ليجد عراقا آخـــر ، حيث لابشـــر ولاحجــر ولانخيــل ، ولاأشجـــار ، كــل شيء ، لاكما يعرف ، ولاكما يتصور ، تلك الصورة التي حملها معه طوال فترة منفاه ، ودفاعه عنها مناضلا في كل الساحات الثقافية والفنية والسياسية ، مجاهدا ، لم يبخـــل بوقته وفكره وصحته ، وماله إن وجــد ، في سبيل ان يكون الوطن كما حـلـم ، ويحــلم ، .
عـاد وهو المفصــول عن وظيفته ، لأسباب سياسية ووطنيــة ، ثمنا لوطن ، .
عاد ليقدم طلبا كبقية/ المفصولين السياسيين/ وإستنادا الى القوانين الجديدة في إعادة المفصولين !!!!!! ولكن أعتقد ان التفصيل بشكل أوسع غيــر مجدي ..... فلا دولة ، ولاوزارة ، ولا مؤسسة ، ولاآذان صاغية ....حيث الفساد ، والطائفيـة ، والسـلطـات الجـدـيدة . ـلذلـك يعــكـف على كتــابـة مسرحيـتـه المونو دراميـة الأخيــرة ( صرخـة ضميــر)عن كل هذه الأمــور ... عسى ان ترى النـــور ....
قاســم حســن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا