الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انواع نظم إنتخابات الاغلبية المستخدمة في دول العالم

محمد سليمان سعيد الشمري

2019 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أنواع نظام الأغلبية: "The plurality majority"
حول سياق الجدل الدائر في هذا الوقت عن إخفاقات وسلبيات نظام التمثيل النسبي المطبق في العراق منذ العام 2005 ولغاية عام 2018 وعلى مدار أربع دورات انتخابية، وارتفاع الأصوات الناخبين بضرورة تغييره بأحد نظم الأغلبية، وبغية اطلاع أكبر قدر من الناخبين على الية عمل نظم انتخابات الاغلبية، ليتسنى لهم الإحاطة بهذا النظام لرسم تصور واضح عن آثاره السياسية، وإصدار الاحكام الموضوعية، تم إعداد هذا ألملخص.
الانتخاب بالأغلبية هو نوع بموجبة يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات، وسمته البارزة هي استخدام دوائر منفردة العضوية، ويُعد أقدم انواع النظم الإنتخابية في العالم، ويرجع تاريخ إعتماده إلى القرن الثالث عشر في بريطانيا، وطبق في عدة دول كانت مستعمرات تابعة إلى المملكة المتحدة مثل دول الكومنولث (الولايات المتحدة الامريكية، كندا، الهند، نيجيريا، زامبيا )، ثم اتسع ليشمل نسبة كبيرة من دول العالم.
يوجد خمسة انواع من نظم الإنتخابات بالأغلبية وهي.
1- نظام الفائز الأول: "First Past The Post"
يعرف ايضا بعدة تسميات منها (نظام الأغلبية البسيط، نظام الأغلبية ذو الدور الواحد)، ويُعد أبسط انواع نظم الأغلبية، ويستخدم في الدوائر منفردة العضوية، وبموجب هذا النظام فأن المرشح الحاصل على اكبر عدد من الأصوات هو الفائز، ولا يشترط الحصول على الأغلبية المطلقة للفوز في الإنتخابات، وأهمال الأصوات للمرشحين الاخرين، وهو الامر الذي يجعل إمكانية الفوز بمقعد بأقل من نصف عدد الأصوات في الدائرة، مثال على ذلك دائرة انتخابية بها ثلاثة مرشحين وكان عدد الأصوات الصحيحة (2400) وحصل المرشح الأول على (1000) صوت، والثاني على (800) صوت، والثالث على (600) صوت، تكون النتيجة فوز المرشح الأول بالرغم من اصوات باقي المرشحيّن اكثر من نصف الأصوات الصحيحة، وتنتهي عملية الإنتخاب من جولة واحدة دون الحاجة إلى اجراء جولة اقتراع تكميلي بسبب معرفة هوية الفائزين من الجولة الأول.
أ. أهم المميزات لنظــــام الفــــــائز الأول:
1- يمتاز بسهولة ووضوح اجراءات عملية الإقتراع للناخب وبساطة تصميم ورقة الإقتراع، وسهولة عملية الفرز والعد، وسرعة اعلان النتائج، وانخفاض التكاليف المادية.
2- تشكيل الحكومة من حزب واحد، وهو الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية، ويجعل من تشكيل حكومة ائتلافية حالة استثنائية، مما يؤدي إلى تشكيل حكومة قوية مستقرة وغير مضطرة إلى تقديم تنازلات لصالح الأحزاب الأخُرى.
3- يؤدي إلى خلق معارضة برلمانية قوية ومتماسكة، تقوم بدورها الرقابي على اعمال الحكومة وطرح نفسها بديل عندما تخفق الحكومة في تنفيذ برامجها.
4- يعزز من فرص فوز المرشحيّن المستقلين
5- تقوية الأواصر والصلة بين الناخبيَن والمرشحيّن، إذ ينتج هذا النظام ممثليّن من مناطق محددة جغرافيا وانشاء برلمان يتميز بالتمثيل الجغرافي
6- عدم إمكانية تمثيل الاحزاب المتطرفة في البرلمان، على عكس النظام النسبي الذي يتيح تجمع المتطرفين على الصعيد الوطني والحصول على تمثيل في البرلمان.
ب. عيـــــــوب نظــــــام الفـــــائز الأول:
1- عدم وجود عدالة في التمثيل، لان فوز حزب معين بأغلبية المقاعد في البرلمان وتشكيل الحكومة رغم عدم حصوله على أغلبية الأصوات.
2- إهمال أعداد كبيرة من الأصوات الصحيحة للناخبين.
3- عدم حصول الاقليات على التمثيل العادل، وذلك لقيام الاحزاب المتنافسة على ترشيح الأشخاص الذي يحضون بتأيد واسع من قبل الناخبيَن ضمن الدائرة الانتخابية لكسب اكبر عدد من الأصوات فيها، فمن النادر ترشيح اشخاص من الاقليات وصعوبة حصولها على تمثيل وفق هذا النظام، ممكن تجاوز هذا الامر في حال تطبيقة في العراق عن طريق اعطاء كوتا للإقليات.
4- صعوبة حصول المرأة على تمثيل عادل في البرلمان، وذلك لعدم حصولهن على دعم من الاحزاب، وضعف قدرتها بالتأثير على الناخبيَن وخاصة في دول جنوب العالم، ممكن تجاوز هذا الامر في حال تطبيقة في العراق عن طريق اعطاء كوتا النساء.
5- يساعد هذا النظام على تكوين نظام الحزبين، مما يؤدي إلى اضعاف الاحزاب الأخُرى الصغيرة ويحرمها من الحصول على مقاعد في البرلمان.
2- نظــــام الأغلبية المطلقة (نظام الجولتين): "Two- Round System"
يستند هذا النظام على حصول المرشح أو القائمة الحزبية على أكثر من نصف الأصوات الصحيحة في الدائرة الانتخابية للفوز بالمقعد النيابي، وغالبا ما يحدث صعوبة في الحصول على اكثر من نصف اصوات المقترعين، مما يصار إلى اجراء جولة ثانية من الإقتراع، ووفق هذا النظام يجب ان يحصل المرشح أو القائمة الحزبية على الأغلبية المطلقة (50 % + 1) للحصول على مقعد في الجولة الأولى، وفي حالة عدم حصول اي مرشح على الأغلبية المطلقة يعاد اجراء الإقتراع في جولة ثانية، وتختلف الاجراءات الجولة الثانية المعمول بها في دول العالم حسب قوانين الإقتراع المطبقة في كل دولة، فقسم من الأنظمة يقصر الاعادة على المرشح الأول والثاني، والقسم الاخر يسمح لكافة المرشحيّن بالمشاركة بجولة الاعادة.
تطبق هذا النظام اكثر من (22) دولة غالبيتها كانت تاريخيا تقع ضمن الاحتلال والنفوذ الفرنسي، وايضا يطبق في كل من ( هايتي، جزر القمر، ايران ) وبعض الدول المستقلة من الاتحاد السوفيتي سابقا ( اوزباكستان، تركمانستان، قرقيزستان، بلاروسيا ).
أ. أهـــــــم مزايـــــــا نظـــــــام الجــــــــولتيّن:
1- اعطاء الناخبيَن فرصة اضافية لإختيار المرشح المناسب والبرنامج الانتخابي الذي يحقق مصالحهم واهدافهم.
2- عدم أهماله لإعداد كبيرة من الأصوات الصحيحة للناخبين بسبب ان المرشح يجب ان يحصل على أغلبية الأصوات للفوز.
3- يشجع على اقامة الصفقات والمساومات بين المرشحيّن والاحزاب السياسية في الجولة الثانية، لادعم المرشح أو الحزب الاقرب للفوز في الجولة الأولى.
4- يؤدي إلى تمكين الاحزاب والمرشحيّن و الناخبيَن من الاستجابة للتغييرات الطارئة التي قد تحدث على الساحة السياسية بين الجولتين.
أ. أهم عيـــــــوب نظـــــــــام الجولتين:
1- يكون هذا النظام مكلف ماليا كون العملية تفرض تكاليف للمرحلتيّن مع صرف مبالغ اضافية على الحملات الانتخابية.
2- يؤدي تطبيق هذا النظام إلى زيادة في الضغوط على الادارة الانتخابية، بسبب اقامة الإقتراع بين الجولتين يكون بوقت قصير.
3- مواجهة الناخب اعباء الخروج مرتين للقيام بعملية الإقتراع، وبذلك يضعف نسب المشاركة للناخبين في الجولة الثانية.
3- نظـــــــام الصــــــــوت البــــــديل: "Alternative Vote"
ويسمى هذا النظام بتسميات اخرى هي (نظام الأغلبية ذو الدور الاول مع البديل، الإقتراع التفضيلي)، ويعد واحد من الأنظمة النادرة وغير شائعة التطبيق ولا يستخدم إلا في استراليا، ويعتمد على الدوائر الانتخابية الفردية كما هو الحال في نظام الفائز الاول، ويمنح هذا النظام للناخبين حرية اكثر في إختيار المرشحيّن عند ممارسة الإقتراع، عن طريق اعطاء الناخب الحرية في ترتيب المرشحيّن وفقا لاخياراته في ورقة الإقتراع، مثال على ذلك وضع رقم (1) للمرشح المفضل الاول لدى الناخب، ومن ثم رقم (2) للمرشح الذي يليه بالأفضلية، ورقم (3) للذي يليه إلى نهاية عدد للمرشحين المسموح به ضمن الدائرة الانتخابية، وفي حال حصول أحد المرشحيّن على اكثر من نصف الأصوات (الأغلبية المطلقة 50 % + 1)، يُعد فائزاً بالمقعد، أما إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة فيصار إلى استبعاد المرشح الحاصل على اقل عدد من الارقام التفضيلية، واعادة عملية الفرز وتنسيب الأصوات إلى باقي المرشحيّن بالترتيب، و إذا لم يحصل اي مرشح على الأغلبية ايضا تعاد العملية نفسها، ولغاية حصول أحد المرشحيّن على الأغلبية المطلقة وفوزه بتمثيل الدائرة الانتخابية.
أ. مميــــــــــــزات نظـــــــــــام الصوت البديل.
1- يُساعد على الاعتدال والوسطية في تبني الافكار والتوجهات لدى المرشحيّن، لغرض كسب الافضليات الثانية والثالثة للناخبين، ووفق هذا النظام لا ينفع المرشح إعتماد الخطاب المتطرف والطائفي والمذهبي والمناطقي لضمان فوزه في الإقتراع.
2- يوجب التعاون بين المرشحيّن والإتفاق على تأشير مؤيديهم طبقا للتفضيلات بعضهم لبعض، عن طريق تاشير الناخبيَن لمؤيديهم من المرشحيّن بالتفضيل الاول، ثم التاشير لمرشحين معينين وحسب التفاق بالتفضيل الثاني والثالث.
ب. عيـــــوب نظـــــــام الصــــــوت البديل.
1- وجود تعقيد في عملية الفرز والعد كونها تمر بمراحل عدة لكي يتم التوصل إلى الفائز الاول، ويتسم بتأخير آعلان النتائج.
2- يحتاج هذا النظام إلى ناخبين لهم معرفة ودراية بالاليات الإقتراع، وان الناخبيَن الذين لا يجدون القراءة والكتابة سوف يواجهون صعوبات في ممارسة حقهم بالإقتراع.
3- يصلح في الدوائر الانتخابية الصغيرة، إذ المفاضلة تكون بين مرشحيّن محدودي العدد ومعروفين للناخب، على العكس من الدوائر الانتخابية الواسعة والكبيرة.
4- نظــــــام الكتلـــــــة الحزبية "Party Block Vote"
يتم تطبيق هذا النظام في الدوائر الانتخابية متعددة التمثيل، حيث يقوم الناخب بالتأشير على قائمة حزبية معينة على ورقة الإقتراع تضم اسماء عدة مرشحين من ضمن عدة قوائم، وفي هذه الحالة، يكون الناخب مخير بين قوائم حزبية بدلاً من إختيار مرشح فردي، والقائمة الحزبية التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات تفوز بجميع المقاعد المخصصة للدائرة، ولا يتطلب حصول القائمة على أغلبية مطلقة للفوز، بل يكفي حصولها على الأغلبية النسبية، وبذلك فأن عملية الإقتراع تنتهي بجولة واحدة، ويستخدم هذا النظام بالوقت الحاضر في كل من (سنغافورة، جيبوتي، التشاد، الكاميرون ).
أ. مـــــــزايا نظــــــام الكتلـــــــة الحزبــــــية:
1- سهولة استخدامه ووضوح اجراءات الإقتراع للناخبين، وبساطة عملية العد وفرز الأصوات، وسرعة في إعلان النتائج.
2- يعمل على تقوية الاحزاب السياسية.
3- يساعد عى تمثيل الاقليات بصوره عادلة، حيث ان الاحزاب تجبر على تنويع المرشحيّن ضمن قوائمها من مختلف اطياف المجتمع لضمان حصولها على اكبر عدد من الأصوات للفوز بتمثيل الدائرة.
ب. عيوب نظام الكتلة الحزبية.
1- تطبيق هذا النظام لمدة طويلة من الزمن يُساعد على ظهور نظام الحزب الواحد، فالقائمة الحزبية التي تحصل على الأغلبية النسبية تحصد المقاعد كافة في الدائرة الانتخابية، ولايوجد شرط الحصول على اكثر من نصف الأصوات الصحيحة.
2- حرمان المعارضة البرلمانية من الحصول على مقاعد كافية للقيام بدورها الرقابي وتحقيق الموازنة، مما قد يؤدي إلى وجود خلل حاصل في العملية الديمقراطية.
5- نظام الكتلة: "Block Vote"
ويسمى ايضا ( التصويت الجمعي)، ويطبق هذا النظام في دوائر انتخابية متعددة التمثيل، ويقوم على اساس حق الناخبيَن بالتصويت لعدد من المرشحيّن يساوي لعدد المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية، وإمكانية التصويت لأي مرشح بغض النظر عن انتمائه الحزبي، وفي بعض أنظمة الكتلة يسمح للناخب اعطاء عدد معين من الأصوات التي يمتلكها بشرط أن تكون مساوية لعدد المقاعد في الدائرة لمرشح واحد فقط، كما يسمح بالترشيح الفردي والترشيح عبر القائمة، والفائز الاول هو الحاصل على اكبر عدد من الأصوات، ومن ثم الفائز الثاني والثالث وهكذا إلى غاية توزيع جميع المقاعد الخاصة بالدائرة بالترتيب على المرشحيّن الحاصلين اكبر عدد من الأصوات، وتستخدم هذا النظام بالوقت الحاضر كل من ( جزر الكايمان، جزر فوكالند، غيرنسي، الكويت، ولاووس، لبنان، المالديف ).
أ. أهــــــم مـــــــــــزايا نظــــــــام الكتلة.
1- يضمن حرية الناخبيَن في إختيار ممثليهم عن الدائرة الانتخابية
2- انخفاض التكاليف المالية اللازمة لإجراءات الإقتراع
3- أسهم في تقسيم دوائر انتخابية متساوية في الحجم نسبيا
أ. أهـــــــــم عيــــــــوب نظام الكتلــــــــة:
يؤدي هذا النظام بتشتت اصوات الناخبيَن بين عدة مرشحين، مما يدفع لدعم مرشحين من قبل الزعامات الدينية والعشائرية او يكون الدعم لاسباب طائفية ومناطقية.

وبعد توضيح نظم إنتخابات الاغلبية في العالم، فأن عدد الدول المتبعة لكل نظام تعبّر عن مدى تحقيقه لأهداف تلك الدولة،

وبهذا فأن عند تتبع (225) انتخابات تشريعية في العالم، تبين ان عدد الدولة التي تستخدم نظم اقتراع الأغلبية تبلغ (97) دولة وتشكل نسبة (43 %)، والتي تستخدم نظم التمثيل النسبي (88) دولة وبنسبة (39%)، والتي تستخدم نظم المختلطة (40) دولة وبنسبة (18%)، وبهذا يُعد نظم الأغلبية الاكثر انتشار واستخدام لإقتراع المجالس النيابية في العالم، يليه نظم التمثيل النسبي، ثم نظم المختلطة الاقل استخداما على صعيد العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام