الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العد التنازلي لسقوط حماس

أبو خولة

2006 / 5 / 27
القضية الفلسطينية


إلتفّت منظمة حماس الأصولية الفلسطينية مؤخرا على مبادئها المعلنة السابقة وقررت الهدنة والمشاركة في الانتخابات التشريعية، التي طالما رفضتها في الماضي على خلفية أنها تنظم على أساس اتفاقية أوسلو للسلام. وكانت النتيجة أن وجدت المنظمة نفسها في ورطة كبرى لم تكن مستعدة لتحمل تبعاتها. و هكذا عم الإفلاس كافة المؤسسات العامة التي تفشل اليوم حتى في دفع رواتب موظفيها. كما عمت الفوضى الشارع الفلسطيني. و أدى هذا إلى انهيار شعبية حماس، مما يؤذن بسقوطها قبل نهاية الفترة القانونية، على الأرجح.
انتخاب الفلسطينيين لحماس لم يكن المرة الأولى التي ترتكب فيها الأغلبية خطا فادحا بإعطاء صوتها لتنظيم غير مؤهل للحكم. و الأسوأ أن هذه المنظمة سبق لها و أن ارتكبت أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين، نذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر : مقتل الشابة الفلسطينية يسرى العزامي في سيارة خطيبها على شاطئ غزة يوم 15 ابريل 2005 برصاص مسلحين تابعين لحماس بوازع "الردع الأخلاقي ومحاربة الفساد" واغتيال اللواء موسى عرفات، المستشار العسكري للرئيس محمود عباس، وعديد الانفجارات التي ذهب ضحيتها عشرات الضحايا المدنيين، لعل أشهرها الانفجار الذي وقع في مخيم جباليا السنة الماضية، الذي أدى إلى مقتل 22 وجرح قرابة مائة مدني بريء.
تفيد كافة عمليات سبر الآراء أن "تحسين الظروف المعيشية للمواطن" كان الهدف الأساسي وراء تصويت الأغلبية لحماس. وهذه الأخيرة تعي ذلك جيدا بدليل حذفها لكل ما يشير للحرب مع إسرائيل من بيانها الانتخابي الأخير و تركيزها على الوعود في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية.
لكن ما حصل حتى الآن يؤكد أن المنظمة الأصولية قد فشلت فشلا ذريعا حتى مقارنة مع حكومة فتح التي كانت على الأقل تدفع الرواتب لمجموع 160 ألف موظف فلسطيني، مما ساعد على إعالة قسم هام من مجموع سكان غزة والضفة الغربية. زيادة على ذلك، خسرت المنظمة عديد الفرص التي أتيحت لقياداتها خلال زياراتهم إلى أنقرة و موسكو، نتيجة تنطع هذه القيادات للمطلب الأساسي للرباعية بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف المسلح كخطوة أولى لبدء المفاوضات السياسية لخارطة الطريق. ثم جاءت الطامة الكبرى الأخيرة المتمثلة في تورط المنظمة الأصولية في التآمر على امن الأردن وهو تورط موثق، اطلع الرئيس الفلسطيني على كل تفاصيله، حيث وصف الاتهامات الأردنية بالخطيرة وأكد تصديقه لها من حيث المبدأ مطالبا حماس بإثبات العكس.
بالإضافة إلى ذلك، أدى الفلتان الأمني الذي وصل إلى حرب شوارع شبه يومية و الإفلاس الكامل على الصعيد الاقتصادي إلى الدمار الكبير الذي تشهده مناطق السلطة الفلسطينية اليوم، حيث تشير الأرقام المتوفرة إلى تراجع اقتصادي بنسبة 27%، ارتفاع نسبة الفقر بـ 50%، وانخفاض دخل الفرد بمعدل 30%. و هي نتائج تسفه الاعتقاد الساذج بقدرة حماس على "تحسين الظروف المعيشية" للمواطن.
يبدو أن المواطن الفلسطيني المنكوب بدا يعي هذا الواقع الذي أوقع نفسه فيه، حيث جاء في آخر عملية استطلاعات للرأي قامت بها شركة " يني ايست كونسالتينج " برام الله انخفاض التأييد لحماس بــ 8 نقاط مؤوية مقارنة بأبريل 2005، و الذي لم يعد يتجاوز نسبة 35%، بالإضافة لأغلبية ساحقة (88%) من الفلسطينيين غير راضين عن سير الأمور تحت إشراف الحكومة الجديدة.
فشل حماس في تلبية الرغبة الأساسية لرجل الشارع في "تحسين ظروفه المعيشية" يعني أن شعبيتها ستواصل تراجعها في المستقبل، وقد تنهار إلى ما دون الـ 20% خلال الأشهر القليلة المقبلة. وبذلك تكون المنظمة الأصولية قد خسرت كل شيء وتسببت في نكبة كبرى جديدة للفلسطينيين هم في غنى عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم


.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في




.. نائبة بريطانية تدعو حكومة بلادها إلى الضغط على إسرائيل لوقف


.. أخبار الساعة | عمالقة النفط يدعمون حملة ترمب بمليار دولار




.. أخبار الساعة | -بوينغ- تسجل 3 حوادث جديدة خلال 48 ساعة