الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاد خلف أبعادها تهوي

كريم النجار

2003 / 4 / 9
الادب والفن


 

هناك ..
حيث تشتعل السماء
أنقفُ على أمجادها؟
أو أطلالها
أسنمكثُ في الضفافِ المواربة
ونستعيرُ وقتاً لا يفضي إلى ماء؟
سيول تصبّ على بهاءِ براريك
تستبدُّ بها الأعضاء
طيور تتناثر
حديد يمتشق الحديد
كفّ تصفع صمت الشعوب
وخيوط نار قوافلها
بيارق تهزها الريحُ بشدة
أسنمكثُ في غرّة الآس لتهوي
السروة من عليائها
ويستظلُّ حطابها بضوءٍ يتصدّعُ بالبروق
خُذ بيدي
لنزيح تلك الرقبة من العروق
يا عالما بسّر التناسخ
كيف ينجبُ هذا الهواء ..
وهذا السكون؟
كيف يطاق النخيل بجذوعٍ تنحني؟
خُذ بيدي
فأنا دليلكَ إلى الدليل
إلى متاهةٍ كانت ذات يوم ريحاً تدوي
إلى النار
التي يشعُّ في هزيعِ الضلوع
إلى يديك التي تمزق حجب السديم
إلى سديمك الذي يلفظُ بوضوح
إلى وضوحك الشفيف
إلى برد أعضاءكَ ..
إلى براريكَ ..
إلى كلِّ العصور
إلى الصخر الذي ما زالت تندبه النائحات
أسنمكث هناك
كأني أرى الزمانَ يدور مٌذ ألف عام
لا زرع ولا ضرع
ولا مراكبَ
سوى هذا الصراخ
النشيد الذي يتكدّسُ في العروق
وتلك الجموع التي أتعبها الهتاف
خُذ بيدي
فالنهر واسعُ ويفيضُ سيولاً
السماءُ حمراء
ومواشيك ترعى بالسهوب
وتلك الشواهد تزحف من بعيد
حتى بانت العظام
التي تجمعت مذ ألف عام
يا هذا الجسد البض
يا صدى لا يعبره صوت
يا وادي السواد والموت
يا سمرةَ القمح
يا لسعة الملح
في الجرح
يا حلو .. يا وسيم
خُذ بيدي
وأتركها في الفضاءِ
تعوم …

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي