الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد الانتفاضات الثلاثة في العراق ولبنان وإيران

فلاح هادي الجنابي

2019 / 12 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من دون أدنى شك، فإن الانتفاضات الشعبية الثلاثة في العراق ولبنان وإيران والمتزامنة معا في آن واحد، کانت أکبر ضربة سياسية ـ فکرية ـ أمنية تلقاها نظام الملالي منذ تأسيسه، إذ أن هذه الانتفاضات کانت بمثابة أکبر عملية تصويت جرت بين أهم ثلاثة شعوب معنية بنظرية ولاية الفقيه حيث أعلنت هذه الشعوب رفضها القاطع لهذه النظرية وسعيها من أجل إقامة نظام سياسي خارج سطوة وتأثير هذه النظرية التي تعتمد على أفکار وقيم قرووسطائية أکل عليها الدهر وشرب.
نظام الملالي الذي يطبل طوال أکثر من 40 عاما لنظرية ولاية الفقيه ويصور کذبا ودجلا بأنها تشکل النظام السياسي ـ الفکري ـ الاجتماعي ـ الاقتصادي الافضل للعالمين العربي والاسلامي، في حين إن الشعب الايراني يعاني أوضاعا بالغة السوء طوال تلك الاعوام ويکفي أن نشير الى أن الشعب الايراني قد قام بثلاثة إنتفاضات منذ قيام هذا النظام وهو مايثبت عدم تقبله لهذا النظام ورفضه القاطع له، ولکن الامر الملفت للنظر، إن نظام الملالي المعروف بخبرته وولعه بالکذب والخداع والتضليل وقلب الحقائق، کان يوحي دائما للشعب الايراني من إن نظرية ولاية الفقيه تلقى صدى وقبولا وترحيبا کبيرا وواسعا من جانب شعوب العالمين العربي والاسلامي بل وحتى إن النظام قد هدد الشعب الايراني بأذرعه العميلة في العراق ولبنان في حال السعي لإسقاطه، ولکن جاءت إنتفاضتا الشعبين العراقي واللبناني لتلقما نظام الفاشية الدينية حجرا وتفضح کذبه وخداعه وکيف إن الشعبين العراقي واللبناني يرفضان نظام ولاية الفقيه وأذرعه العميلة، وهو الامر الذي جعل النظام يصاب بحالة غير مسبوقة من الهستيريا تجلت في الاساليب البربرية التي إستخدمها لقمع الشعب الايراني والتي تجاوزت الاساليب السابقة وتمادت في قسوتها وعنفها وإجرامها البالغ.
مع إن الفترة الحالية حيث هذه الانتفاضات الثلاثة مندلعة بوجه النظام هي الاسوأ منذ تأسيسه ولکن الفترة التي ستلي هذه الانتفاضات ستکو الاسوأ بکثير، إذ أن الاوضاع والظروف ستطرأ عليها الکثير من التغييرات وإن العالم کله قد إنتبه جيدا الى کذب مزاعم نظام الملالي بشأن أن الشيعة العراقيين واللبنانيين يٶيدونه ويقفون معه قلبا وقالبا، ومن دون شك فإن الموقف الدولي سيتغەر تبعا لذلك وسيجد هذا النظام المزيد من العقبات والعراقيل بوجهه ومن دون شك فإنه إذا ماکانت الفترة الحالية لإندلاع هذه الانتفاضات يمکن إعتبارها بفترة الموت السريري لنظرية ولاية الفقيه فإن فترة مابعد الانتفاضات الثلاثة يمکن إعتبارها فترة تقبير هذه النظرية ورميها في مزبلة التأريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من


.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: أي سياسة خارجية لفرنسا في حال


.. مخاوف من أعمال عنف في ضواحي باريس بين اليمين واليسار مع اقتر




.. فرنسا: تناقضات اليمين المتطرف حول مزدوجي الجنسية..وحق الأرض