الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة الفساد الخضراء

ساطع هاشم

2019 / 12 / 18
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


ستنتهي آجلاً ام عاجلاً، مهزلة – العملية السياسية الحقيرة – التي تقودها حكومة الفساد الخضراء بالإرهاب والقتل والقنص والاغتيال، والتي اسسها وصاغها المجرم بول بريمر لتلائم عصابات الاسلام السياسي الطائفي الملعون وطبّقها المستعمر الايراني على شعبنا.
ستنتهي وتصبح ذكريات اليمة في مستقبل بلادنا وستتذكرها الاجيال اللاحقة باشمئزاز وتقزز، هي وكتابها المرتزقة وصحافييها المرتشين الذين ينشرون سمومهم اليوم ويصورون الفساد المنتشر وسرقة الدولة ونشر الرذيلة والقتل والقنص والتخلف على انها اشياء عادية ليست أكثر من كونها من مخلفات البعث، اما حكام دولة الفساد الخضراء الذين وصلوا الى كراسي الحكم (بالانتخابات والتصويت الديمقراطي) فهم براء من خلقها وتجذيرها بالمجتمع.
وامثال هؤلاء الكتاب مدفوعين الاجر موجودين بكل وسائل الإعلام واستطاعوا التسلل حتى الى صفحات الحوار المتمدن، حيث يهدفون باسم الدفاع عن الديمقراطية الى دس السم بالعسل، وتصوير الأمر وكأن الإسلاميون هم الضمانة الوحيدة لعدم عودة البعث، ولهذه الديمقراطية المزعومة التي يتغنون بها وفسادها، والتغطية على الاصول الفكرية النازية والفاشية لهؤلاء الطغاة لإعطائها بعدا محليا قديما، ويتم التغاضي عمداً عن جرائمهم ضد الشعب العراقي، وكيف كانوا اول من ساعد على عودة البعثيين الى مؤسسات الدولة.
من المؤسف حقا ان ترتبط رمزية اللون الاخضر الايجابية في بلادنا بكل هذا الفساد والرذيلة والسلبية، وتسمى اهم بقعة جغرافية تمثل الدولة العراقية بالمنطقة الخضراء الفاسدة
فكيف جمع العراقيون بين النقيضين؟ بين الخضراء وهي علامة عالمية للصحة والنظافة والطعام الصحي، ورمزا للصيدليات والزراعة، وبين والفساد السياسي والاخلاقي؟
ولمن لا يدري نقول بان الأخضر عندنا وفي الثقافة الشرقية عامة كان ومازال على الدوام لوناً إيجابياً بشكل عام يرتبط بالتفاؤل والخضرة والماء والجنة والمحبة، وفقراء الناس يزينون مزارات الائمة والمتقين بالأخضر كرمز للجنة الموعودة، وهذا تقليد قديم
اما في بقية انحاء العالم فنجده اليوم في كل مكان كعلامة سياسية لأحزاب الخضر وأيدولوجياتهم بالسلام الأخضر للعالم وشعاراتهم في سبيل السلام والديمقراطية والبيئة الخالية من التلوث، وهناك المئات من الشركات والمؤسسات التي غيرت ألوان شعاراتها الى الأخضر حفاظا على استمراريتها بالسوق لأنه لون يضمن لها الزبائن
فهو اليوم في اذهان الملايين علامة للسلام والأمل والحرية وحيادية الفكر وجاهز للقتال ضد كل ما هو مصطنع واستبدادي، باختصار يراد له ان يكون لون الخلاص الذي سينقذ العالم
وهذا يقودنا الى الرغبة في ان نعرف ما الذي حصل لنا والى رموزنا القديمة وأي تاريخ ادى الى انكسارها وتشويه وتحريف معانيها الأصلية، ولكن ماذا نعمل إذا كان كل شيء يسير في بلادنا وكأنه عكس حركة العالم والتاريخ؟
كيف سيحدث التجديد والتغيير عندما تنجذب روح انسان ما امامنا الى القتل والتدمير والايذاء، ثم يبيع عليك مبادئ الانتخابات والديمقراطية؟
ما العمل إذن لتبرير خداع المجرمين الاسلامين وعموم رجال الدين للناس واستغفالهم ومخالفة امال وطموحات الأغلبية الساحقة خاصة الجيل الصاعد من الشبيبة، غير الافتراء على هذه الأغلبية واضطهادها واغتيالها ومصادرة صوتها بمختلف الطرق والوسائل وهو أسلوب قديم ومتجدد دائماً تمارسه الحركات الدينية بمختلف اتجاهاتها، لإخفاء حقيقة هذا النظام السياسي الرجعي او ذاك عن الجماهير.
وهي تبريرات انتهازية مكشوفة يقوم بنشرها وترويجها هؤلاء الكتاب الاوغاد واعلامهم، وهي تقود الى ما هو اسوء من تلك الخيانات التي أهلكت مجموعة كاملة من الانتفاضات الثورية وقتلت المئات من المناضلين الثوار في السبعينات وما بعدها.
اما الان فمازال الناس في بداية هذه المعركة طويلة الامد ضد هذا التزوير والارهاب المُنَظَم، وفي سبيل بناء نظام سياسي بالمجتمع يضمن العدالة والمساواة لجميع فئاته وطبقاته وخالي من العنصرية والشوفينية والطائفية والنزعة الى التدمير والارهاب والحرب, وهي ليست معركة مصالح اقتصادية ومشاكل اجتماعية وبطالة فقط، لكنها معركة استرجاع الحقوق والقيم الانسانية التي قتلها رجال الدين، معركة ضد افكار وأيدولوجيات وعقائد تُدمر وتوجِد الاوهام والخرافات والمخدرات لتثبيت حكم السفلة الاسلاميين وعموم طبقة رجال الدين واحزابها ومافياتها ومجرميها، انها معركة وجود بين بني الانسان العاقل من جهة وآفات القتل الوحشي الديني الطائفي العنصري من الجهة الاخرى، ولهذا فهي ليست سهلة لأنها ليست نزهة ولن تكون هكذا.
وهناك شرطان كما اعتقد للإجهاز على هذه الطغمة الحاكمة، وكلامي هنا تأكيد لما قاله العقلاء سابقا او ما سيقال لاحقا في هذا الصدد، وتطبيق الشرطين يتطلب حكومة وحدة وطنية تمثل الناس كلهم وليست طبقة متعفنة واحدة مهما كان تأثيرها ورسوخها في المجتمع، فالعراق للجميع.
والشرطان: الاول عسكري، والثاني مدني
والشرط العسكري مازال صعب التحقق في عراق اليوم، بعد ان تم تأسيس جيش جديد ارتبط بالمافيات الاسلامية، ويشكل الان أكبر خطر على تثبيت الديمقراطية الحقيقية بالعراق، وسيكون في قادم الايام عقبة امام الجماهير الثائرة التي تريد قطع الطريق على جحافل الاسلاميين للسيطرة العسكرية
الشرط العسكري هو:
اولا: منعهم تماما من الوصول الى القوات المسلحة / الجيش والشرطة والامن والاستخبارات وما شابه، وتجريدهم من السلاح لأنهم ميليشيات وعصابات مجرمين هدفها وغايتها السرقة والقتل والتدمير.
ثانيا: منع القوات المسلحة من التدخل بالسياسة نهائيا حتى لا يدخلها المغامرين وعبدة الجريمة والدمار.
اما الشرط المدني فهو طويل الامد للقضاء على الاسلامية كايدلوجيا هدامة تسمم عقول الاجيال والبشر ولتحقيق هذا الهدف:
تطبيق طرق ووسائل علم الاجتماع الحديث واساليبه في الدعاية، والاستمرار في نشر افكار ومبادئ حقوق الانسان وضمان حرية الرأي والتعبير وكشف الحقائق والسرقات والنهب وجرائم التعذيب والاختطاف والقتل على الهوية وتذكير الناس بها وتمكين الضحايا من كتابة تاريخ الاضطهاد الذي عاشوا والماسي التي قاسوا وتوثيق ذلك في ارشيف ومتاحف خاصة وافلام وغيرها وتعريف النشء الجديد بها.
الاستماع الى رأي المختصين في علوم الانسان والثقافة والتاريخ من مختلف طبقات المجتمع العراقي وشرائحه سواء كانوا داخل او خارج العراق وتشجيعهم على المشاركة في رسم السياسات الخاصة لتحقيق هذا الهدف النبيل.
اشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين العراقيين لمناقشة موضوع خطير كهذا وبلورة ستراتيجية بعيدة المدى تلغي بها وسائل وطرق القرون الوسطى المتبعة لحد الان بالحكم والتي لم يؤد تطبيقها الا الى المزيد من الكوارث واراقة الدماء.
ولابد هنا من التذكير دائما بأن:
رجال الدين ذئاب فلا تكونوا خراف
فهل ستتمكن ثورة تشرين العظيمة من دحر دولة وحكومة وايدلوجيا الخضراء الفاسدة وازالتها من عالمنا العراقي قولا وفعلا لو قدر لها ان تنتصر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كُتّاب النظام الفاشي ونهجهم الامريكي!
طلال الربيعي ( 2019 / 12 / 18 - 09:08 )
نعم للأسف الشديد, وكما تقول, ان كُتّاب السلطة استطاعوا التسلل بخبث حتى الى صفحات الحوار المتمدن وسخروها لخدمة اغراضهم، حيث يهدفون في الواقع الى الدفاع عن فاشية النظام ودمويته وذلك بأسم الديموقراطية وحرية الرأي. وهم ويسعون الى دس السم بالعسل.
وهؤلاء الكُتّاب يمارسون نفس نهج امريكا, برغم زعيقهم الكاذب بالضد منها. فهي التي اوصلت حثالات الشعب الى السلطة. امريكا احتلت العراق بحجة نشر الديموقراطية والنتيجة هي تأسيس نظام قمعي دموي لا يهمه سوى تنفيذ مخططات الرأسمال الاجنبي حتى لو فنى شعب العراق عن بكرة ابيه.

اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا