الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة 17 دييمبرغ : عن الثورة و فوبيا الثورة

عمران مختار حاضري

2019 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بمناسبة 17 ديسمبر : عن الثورة و فوبيا الثورة:

... تزامناً مع حلول ديسمبر و جانفي في تونس، يرتفع لدى البعض منسوب حمى فوبيا الثورة و يطلق العنان للهذيان و بعض النعوت الجاحدة الحاقدة من نوع " ثورة البرويطة " متجاهلين أن الثورة في تونس رغم التعثر و عدم إدراك مطالبها الجوهرية الاقتصادية والاجتماعية و كذلك محاولات الالتفاف إلا أنها خللصت الشعب من رأس إستبداد الحكم الفردي المطلق و وفرت مساحة و حيزا من الحرية النسبية و هذه الحرية على أهميتها تبقى منقوصة إذا لم يتوفر شرطها الاجتماعي حيث يكون النضال من أجل الحرية جنباً إلى جنب مع المطالب الإقتصادية والإجتماعية و ما تعنيه من عدالة و مساواة و تكافؤ الفرص... كما أن هذه الثورة دشنت عقدا ثوريا و فتحت كل هذا الفيض من الثورات أو الانتفاضات في الوطن العربي ... !!!
هذه الثورة التي تبخسون تعد ربما أهم منجز تاريخي بعد دستور قرطاج ...و هي التي مهدت الانتقال التاريخي من ثقافة الخنوع و الطاعة و الخوف و عبادة الشخص و " أصلح الله حال الحاكم " الى ثقافة " الشعب يريد " !!! كانت عربة البوعزيزي لها دلالة اجتماعية رمزية لا يفهمها المتعالون عن من هم تحت أين الغوغاء و الناس الطيبون من عامة الطبقات الشعبية المفقرة و المهمشة التي تكابد و تجاهد من أجل لقمة العيش بشرف ... !
لم يرتقى إلى وعي هؤلاء الموتورين المحكومين بالتفكير الميكانيكي المنحسرين في الجانب السياسي المهملين للجانب الاقتصادي والاجتماعي و الذين لم يعرفوا سبيلهم إلى الشعب و فهم واقعه و درجة احتقانه و انضغاطه و أولوياته... ان الثورة مسار يمر بحالات تعثر و انتكاس و سكون، لكن سرعان ما تتوفر ظروف إسترجاع عنفوانها و بريقها لتنهض من جديد فالجماهير لما تحتج و تنتفض ليست في نزهة و لا تملك ترف النزول الى الشاعر بل تحركها أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية المزرية و ذبح مقدرتها الشرائية و الإعتداء على أسباب عيشها... و مهما كانت المناورات و محاولات الالتفاف، فالثورة لم تنته بل بدأت للتو و هي مستمرة رغم السكون المؤقت، طالما ان أسباب اندلاعها قائمة بل تفاقمت و لن يكون هناك إستقرار مهما كانت إفرازات الصندوق إلا متى تحقق تغيير اقتصادي يطال الاقتصاد المنتج فلاحة و صناعة قادر على إنتاج الثروة و خلق الشغل يتجاوز الاقتصاد التابع البنكي الريعي الخدماتي المتخلف و يقود إلى حل مشكلات قطاعات واسعة من الشعب فيما يخص الشغل و الأجور و التعليم و الصحة و الخدمات و الرعاية الصحية و الاجتماعية و كذلك الدولة المدنية الديمقراطية . . .
و أن تحقيق هذه المطالب لا يمكن أن يوفرها التحالف النيوليبرالي الفاشل الفاقد للسيادة بين تمثلات الإسلام السياسي و بقايا المنظومة القديمة الحداثوية الزائفة... لأنهم أمام مأزق حاسم لا حل له...!!! كذلك لأنهم لا يملكون لا الرؤية و لا المصلحة في ما يسمح بحل كل هذه المشكلات لأن الحل اقتصادي/ إجتماعي يقوم بالأساس على تجاوز النمط الذي كرسه النظام السابق و حافظ عليه حكام الإستبداد المنتخب ما بعد الثورة ، كاقتصاد رأسمالي تبعي ريعي بنكي خدمي متخلف متحكم به من قبل طبقة مافيوية كمبرادورية و ثار ضده الشعب وانتهى برحيل بن علي ... !!! الثورة لم تنتصر لأنه ببساطة لم تتوفر شروط نجاحها ... لا يمكن للثورة أن تنتصر عفويا و لا تحقق اهدافا تذكر إلا في ظل من يقدر على تأطيرها و تطويرها و حمايتها و رسم التكتيكات المناسبة لها في كافة حالاتها و منعطفاتها و مساراتها باتجاه استراتيجية واضحة غير ملتبسة و فكر غير مشوش و موحدة لكافة طاقاتها الذاتية المنتصرة للثورة و لأهدافها... فالوضع أخطر بكثير من أن يترك لغيرها ، من افرازات الإستبداد المنتخب.. !!!
* كل ثورة تفرض منتهاها و منتهاها في الفوز بالحكم... !!!
عمران حاضري
17/12/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254