الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد البيان (صفر)..؟!

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2019 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ليس هناك ما يدعو للقلق ما دام المال وفيرا والسلاح حاضرا واليد في الجيب والأصبع على الزناد.
المصالح الفئوية الضيقة لها الأولوية على مصلحة المواطن المنكوب.
ليست مدينة الناصرية وحدها المنكوبة حسب قرار مجلس النواب البارحة. العراق من أقصاه إلى أقصاه منكوبا. ليس من اليوم. بل منذ أكثر من ستة عشر عاما.
البيان (صفر) الصادر عن ساحة التحرير لن يُركّع الساسة أمام مطالب الجمهور. فالمداولات والمناقشات حول قانون الانتخابات الهدف منها ضمان مصالح الأحزاب والكتل السياسية. والتقاطعات والانسحابات من جلسات البرلمان أو العودة إليه لعبة تفاهمات ولَيّ أذرع قد تصل حد كسر العظم، تدور حول حجم الغنيمة التي ستحوز عليها كل كتلة. وليس من أجل تلبية المطالب الشعبية في الإصلاح حتى الآن. وهو آخر ما يُشغل ساسة الغفلة ويتصارعون عليه.
ولهذا فالبيان (صفر) سيظل صفرا ما لم تستتبعه تحركات تديم زخم الاعتصامات والإصرار على المطالب حتى تحقيق الأهداف.
ولا يَغرٔنّك ما تسمع عن خشيتهم من تطبيق الدستور لو تسلم رئيس الجمهورية رئاسة مجلس الوزراء. فأمريكا التي يخشون من حضورها في حال ترؤسه حاضرة بينهم وهي من توزّع عليهم الأدوار وكانت من قبل هي من جاءت بهم لتنفيذ إرادتها. والأحزاب الكردية التي يتهمونها اليوم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا هم من تحالفوا معها منذ ما قبل الغزو وإلى اليوم. ولولا تحالفاتهم معها ما تمكنوا من الهيمنة وحدهم على القرار السياسيّ. ألم يكونوا يُشيعون قبل تشكيل كل حكومة، أن التحالف الكردستاني هو بيضة القبّان لترجيح كفة الميزان..؟!
أما الحديث عن معاداتهم للإسرائيليين والأمريكان، وانتمائهم إلى محور المقاومة والممانعة، فهذه ادعاءآت لا تجوز إلاّ على السذج والبُلهاء والصبيان.
الصراع اليوم هو صراعان. صراع يدور ما بين الأحزاب السياسية فيما بينها على حجم الغنيمة وصراع يدور ما بين الجماهير المنتفضة في الساحات ومن ورائها الشعب كله وبين تلك الأحزاب كلها دونما استثناء أحد منها.
يَدعّون زورا وبهتانا أنهم يُمثّلون مكونات العراق من كرد وعرب ومسيحيين ومسلمين سنة وشيعة وتركمان ويزيديين وشبك وصابئة وكاكائيين، بينما كل أولئك يَتجمّعون في ساحات الاعتصام يطلبون منهم الرحيل من العراق وتركهم وحدهم لاختيار مصيرهم بقرارهم الوطنيّ المستقل كما جاء في البيان رقم (صفر)، مواطنين وليسوا مكونات كما جاء في دستور سيّدهم ومولاهم ووليّ نعمتهم الحرام، بول بريمر.
لقد كشفت انتفاضة تشرين عن حجومهم الحقيقية وركاكة خطابهم المقاوم، الممانع وعن انتفاخ كاذب، وأنهم مجرد دمى على مسرح اللامعقول تحركها خيوط بأيدي لاعبين من خارج الحدود. ولهذا فقد لفظهم الشعب عندما نادى أن يكون رئيس مجلس الوزراء، وطنيا مستقلا، نزيها، لم يشارك من قبل في العملية السياسية، يقاوم الإملاءآت والضغوطات الخارجية ولا تُرشّحه الأحزاب السياسية، يُهيء لانتخابات مبكرة تستبعد كل هذه الطبقة السياسية الفاسدة. وهو ما ليس متوفرا في أحد منهم.
فلماذا هذا الإصرار على السؤال عن الكتلة الأكثر عددا وعن طرح أسماء لشخصيات لا تنطبق عليها شروط المعتصمين المُعلَنة؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسار التهدئة في غزة يتعقد.. حماس تقول إنها -لا تعرف- عدد الر


.. جنوب لبنان يحترق .. وميقاتي يستغيث بالمجتمع الدولي! | #التاس




.. الأردن.. مظاهرة قرب السفارة الأمريكية في عمان تضامنا مع غزة


.. دعوات لمحاسبة جندية إسرائيلية احتفت بانتهاك جيش الاحتلال مسج




.. (عنوان الفيديو) | بي بي سي نيوز عربي