الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
علمني و الدي حب الوطن و عدم كره الاغنياء
الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب
(Elfarfar Elayachi)
2019 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية
علمني والدي رحمة الله عليه , ان لا اكره الاغنياء و ان الغنى الحقيقي هو راحة البال , لذا و ان استعيد وصايا ابي العميقة من رجل قضى كل حياته يصارع الارض الصلداء لكي يطعمنا انا واخوتي الثمانية ؟
تذكرت امي وابي لم يكن لهم الوقت لكي يهتما بتربيتنا و انما كان يصارعان الحياة من اجل اطعامنا , كم كانت الحياة قاسية , ابي كان حطابا لا يملك غير فاس و ارادة رجل صلب يقتلع الحطب من اجل الكفاف .
كان رزقنا تحت الارض الوصول اليه كان عملا قاسيا يتطلب فأسا و ارادة من حديد , عشنا على البساطة بعدها تحسنت حالة والدي فقد اصبح فلاحا يزرع قطعة ارض و يربي بقرة و خمس شياه .
امي , مدرسة كاملة الاوصاف , لا تكتفي بامور البيت وانما , كانت تنسج لتعين والدي على اعباء الحياة و مصاريف يوم السوق , حتى اصبح المنجج جزءا من حياتنا , به و معه عشنا , تربيتهم لنا كانت عبر ما نستدمجه يوميا من صور الكفاح و النضال . فكانت تربية على العمل و الجد و الصبر دون احتجاج او ضجيج .
في اول يوم بالمدرسة اتذكر هذا الحدث كأنه يقع الان , كنت انتعل حذاء بلاستيكا باردا , اوصلني اخي الى باب القسم , استقبلنا الاستاذ الرائع سي محمد اكضيض بلهتجته المراكشية المميزة طلب من اخي الانصراف , و امرني بالدخول وضعت حذائي البلاستيكي في الباب , تفاجئ الاستاذ و بقي ينظر الي ثم امرني ان البس حذائي و ادخل
لحظة حاسمة وفارقة في حياتي , من المسيد الى المدرسة , لم استوعب بعض قيم المدرسة و تقافتها و ان الجلوس يكون فوق طاولات خشبية بدل حصير , و ان الاواح قد انتهى مفعولها و ان الاحد هو يوم العطلة و ليس يوم االجمعة و الاكثر من هذا انتهى مفعول الصمصال و السمخ و الدواية و الاستظهار . استبدل بكتب جمية بسيطة و انيقة بها حكايات مازلت تؤثت ذاكرتنا الى اليوم , حكايات مثل الكبش و عائلة موسى , حيت النجاح يقتضي التضامن بين افراد الاسرة من الاب الى الطفل الصغير من اجل اخراج الكبش ....
الحكي طويل و يستحق ان يكتب في مذكرات , لكن اريد التوقف عند لحظة وضع حذائي البلاستيكي و الولوج الى عفضاء القسم حافيا ,
الامر قد يكون مضحكا لجيل اليوم , لكننا جيل تربيننا على تقديس العلم و تعظيم العلماء , اما المعلم فقد كان مجرد صوت دراجته النارية من بعيد يجعلنا نرتعد , نقيم الصف امام القسم و بمجرد وصوله , يتقدم احد التلاميذ الى العمود المنتصب وسط ااساحة لرفع العلم وترديد النشيد الوطني و كنا اذا وصلنا الى خاتمه ترتفع اصواتنا و بحس طفولي بالغ بترديد شعار الوطن : الله الوطن الملك ، كبرنا كبر معنا حب الوطن و ان النشيد الوطني أكبر من أن يكون مجرد كلمات
اليوم حرب طاحنة لكنها بلا مفعول , هي الاقرب الى فعل مسرحي بين شخص يملك كل شئ المال و السلطة و البر و البحر و اخاف ان يمنح يوما وزيرا للجو و حتى الاوكسجين وبين حزب سياسي يخاف ان يجد نفسه خارج السلطة , و اغراء السلطة لا يقاوم !!!!
اصل المشكل ان هذا الرجل يريد تقديم صورة على المحب للملك و المدافع عن المقدسات و انه يريد ان يعيد تربية من يسيئون للملك في اشارة الى شخص يمتهن التسول الافتراضي ربما يبحث عن شهرة و رصيد اضافي من عائدات اليوتوب . وهو خطأ غير مقبول من سياسي حين اراد المقارنة بين ما لا يقارن !
ارجوك , انت رجل غني , مهمتك الارقام و مراكمة الارباح الارباح و تنمية المشاريع و ربما حتى التخطيط لرئاسة حكومة حتى تريد ان تجمع ما بين المال والمزيد السلطة و هو مامر يشكل خطورة على الجميع .
ربما تعتقد و يعتقد انصارك انك اكبر من المناصب التي تشغلها , فانت تملك فائض طاقة تجعل منك رئيس حكومة استثنائي ستكون بمثابة منقذ للبلاد والعباد و قد تنجز ما عجز عنه عبد الله ابراهيم وعبد الرحمان اليوسفي و عباس الفاسي و ادريس جطو و عبد الاله بنكيران ..
ليس مشكلة ان تحلم و ليس مشكلة ان تزداد ارصدتك و تنتعش تجارتك لكن المشكلة الحقيقية ان من يعيش الوفرة و التضخم في كل شئ يريد ان يجد حلولا لم يعشون الخصاص و قلة الحيلة في كل شئ الا في حب الوطن رغم الشدة و الهشاشة و سوء التقدير .
اعيب عليك انك تريد ان تحتكر حب الوطن و حب الملك لنفسك و ان انصارك يرجون انك الوحيد الذي تصديت للمشوشين الذين يسيئون للملك و لمقدساتنا , ربما نسينت اننا نحن الفقراء من نحمل الوطن و الملك في قلوبنا قبل عقولنا , ان الملك لم ينصب احدا لدفاع عنه ,لسبب بسيط انه لايحتاج الى ذلك , و سيكون من التفاهة الانتباه الى مثل هذه التفاهات و التي لا تعدو ان تكون فقاعات هواء .
اختلافي معك كبير , انك تريد الاستحواذ على كل شئ , حتى حب الوطن و حب الملك , الاكيد ان الفقراء و البسطاء و الفلاحين و الاسكافيين و الكسالين و الحدادين و رعاة الغنم و الابل و المواقفية و البناية و السودورات و الترسينات و بائعات الخبز كل من يكدح من اجل لقمة عيشه هؤلاء هم من يحبون الوطن و الملك لكن دون اشهار .
ربما , كم اتمنى ان اكون خاطئا في اعتقادي ان الاغنياء لا يحبون الا انفسهم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا
.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص
.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات
.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا
.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً