الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يستيقظ الضمير في حكام اسرائيل؟

سهيل قبلان

2019 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يريد الناس ان ينعتوا احدهم يحب الشر ورديء السوء ويتعجرف ويتكبر على الناس ولا يبالي باحوالهم يقولون بشكل عفوي انه بلا ضمير, كون الضمير يشكل مركز القوة في مجال الاخلاق, لانه الاحتجاج الذي يصلصل في ذواتنا عندما يستهويها الشر وتقودنا الرذيلة وعندما يسيطر الشر فيقمع لسان الخير والمحبة المتجسد في الضمير, ومن الطبيعي ان يتجاوب العاقل مع وخز الضمير حين يسود الشر ويتغلب بنتائجه الكارثية الشريرة الفتاكة, والضمير في الانسان هو وظيفة وليس مادة اذا اخلد للسكون تحلل ومات وانشل عن العمل, وعندما كان نيرون في الحكم بكى بكاء مرا عندما جاؤوه بامر اعدام لمن يستحقون ليمهره بتوقيعه وصاح ليتني ما تعلمت الكتابة, ولكن حين انشل ضميره عن العمل وتحجر وتحول الى حديد احرق نيرون روما, وارهق الارض بظلمه وجوره وفساده, وهكذا تعاني الطبيعة الانسانية في حكام اسرائيل من البطالة خاصة الضمير, والناس يتصرفون غالبا وفق القواعد والقيم السائدة في المجتمع والبيئة وفي مجتمع يرزح تحت وطأة المهانة والذل والطاعة العمياء لحكامه كيف سيحصل على دخل من الاخلاق الجميلة وكلما خلت روح الجماعة من مناجم الخير والفضيلة والمحبة والاستقامة والعطاء الرائع في كل المجالات الروحية والمادية وخاماته الجميلة كلما كان حظ الافراد من الافلاس الخلقي عظيما وعندما يكون غرض وتفكير ونوايا واهداف الحاكم سيئة فان كل ما يصدر عنه يكون ضارا وسيئا وشريرا ولا يستطيع ان يفكر بغير السوء ولا يفعل الا الشرير والسيء والضار وكما انه لا يمكن ان يجتمع الماء واللهب في اناء واحد, فهكذا الفضيلة ومكارم الاخلاق واولها صدق اللسان لا يمكن ان يجتمعوا في فرد واحد والمجتمع الذي يخضع للطغيان ومفاهيم وسلوكيات العنصرية والاستعلاء واحتقار الاخر وتحليل وتبرير وتسويغ قتله وظلمه وحرمانه من الحياة السعيدة الكريمة, يحرم من مقومات الفضيلة المتجسدة في الضمير والارادة والقدوة الحسنة وتنتشر فيه كافة الموبقات التي تنجم عن هذا اللون من الحكم, ثم ان هل المجتمع العنصري والمصر على التمسك بالاحتلال واحتقار العرب والتعامل معهم كدمى بلا مشاعر وبلا كرامة هل سيفكر تفكيرا سلميا وامميا وبناء وهناك ارتباط وثيق بين العقل وتفكيره والسلوك والممارسات, وعندما يستسلم للشهوة السيئة الضارة تكون النتائج سيئة ومضرة, وقد قال احد الفلاسفة ان العبد لا يستطيع ان تكون له اخلاق جميلة لانه لا يملك اختيار خلق لنفسه لان سيده هو الذي يفرض عليه نوع سلوكه وحياته وكل ما في الجماعة من استبداد وجور وظلم وعنصرية وخرافة وحمق يمتزج بكيانها ويثمر سلوكها, وطالما تواصل خضوع السلوك الاسرائيلي والخلقي لخدمة الامبريالية وسياسة الويلات المتحدة الامريكية كذراع ضارب لها والحفاظ على مصالحها, وكذلك لابشع رذائل الارض المتجسدة في التعصب وهو من الرذائل الخلقية الذي يجني على الاخلاق والعقل والمشاعر الانسانية ويشوه ويعطل عمل الضمير, وهو عدو الايجابيات وقاطع الطريق على قافلتها المباركة, والكلمة المسطورة هي الام الرؤوم التي ولدت ولا تزال تلد كل عمل نبيل وجميل ومفيد موطد الوشائج بين البشر وان كانت سيئة وشريرة وضارة وعنصرية فستلد كل وزر وشرور وضلال وكره وضغائن وحروب واستغلال, والاحتلال يدنس جميع القيم الاصيلة والسامية ويدنس كل طاهر ويمتهن الحق ويقتل ويرفس براءة الطفولة ويحترم الباطل ويبرر جرائم القتل وعلى انقاض حقوق الانسان يشيد هرما باذخا لحقوقه هو وامتيازاته ويحول الشعب الى عبد لغطرسته وطغيانه والخطوة الاولى لتكوين الفرد الاخلاقي المحب للغير تحريره من داء ووباء العنصرية والاستهتار بالاخر, وكما قال السيد المسيح انا لا افرح بموت الشرير بل اريد له ان يرجع الشرير عن طريقه ويحيا, وان اليد التي تمتد لمساعدتكم وحمايتكم تكون صاحبة فضل عظيم وتتجسد في كنس الاحتلال, والايمان بالسلام الدائم والعادل والراسخ والمفيد ايمان بالحياه الحره السعيدة الكريمة وبالمحبة, وبجمال النفوس وبالتالي الارض وما عليها, وافكارنا الواضحة المتفاخرة بانسانيتها وجماليتها وشيوعيتها هي التي تبشر الانسان اينما كان بالغد الزاهر المشرق المفعم بالمحبة والخير في كنف السلام الدافئ وذلك عندما يشعر كل انسان في كل مكان خاصة المسؤول انه نسمة وعرية جبلية تنقل للناس العبير وتجعل افكارهم ومشاعرهم عبيرا طيبا يحلو لهم استنشاقه ومن يريد الغلال والحصاد لا بد له ان يزرع الحبوب وليس الالغام وان تكون النفوس والافكار والمشاعر حدائق ريانة جميلة بورودها وليست مستنقعا للجراثيم العنصرية والاحتلال والاستهتار بالاخر, فهل يستيقظ ضميركم خدمة للشعب وللحياه الاجمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل للفاشية من ضمير او اخلاق!؟
طلال الربيعي ( 2019 / 12 / 21 - 13:41 )
يجب ان يكون هنالك ضميرا اصلا كي يستيقظ! ولكن هل للفاشية من ضمير او اخلاق!؟

اخر الافلام

.. محمكة الجنائية الدولية : ما مصير مذكرات التوقيف ؟ • فرانس 24


.. ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN




.. قتلى وجرحى بحادث سقوط حافلة في نهر النيل بمصر | #مراسلو_سكاي


.. قبل الحادث بأشهر.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل بسبب تنبؤ عن س




.. نتنياهو وكريم خان.. تصعيد وتهديد! | #التاسعة