الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى ستبقى سوريا معلبة بحافظة الفكر البعثي الاوحد؟ !

روشن قاسم

2006 / 5 / 29
حقوق الانسان


إن ما جُبل عليه النظام السوري بطبيعته الثورية على مبدئي الشوفيني والقومجي، والذي أتخذ بطبيعة الحال شكّل منهجية القمع للتعددية، أحد أهم الأسباب المروجة للتمييز بين الاقليات والاثنيات في البلاد، والتي اتت بمفاهيم أجنبية عن المواطن معلبة بحافظة الفكر الواحد الاوحد الشمولي، غريبة عن الحالة المواطنية آنذاك، وجعلت من القومية أممية تغيم على كل الاختلاف الماهي للمنطقة، و من التنوع (ممنوع من الصرف) في الدستور الذي اتى به الانقلاب العسكري.
تلك الممارسة التي تطورت بطبيعة الخطاب الثوروي، الى انتهاكات مبرمجة وفق النظرة الشوفينية، والتي بدورها اذلت روح المواطنة لدى مناطق او اقاليم واسعة تحضن قوميات أخرى أي الآخر الذي أقصي عن الاعتراف، والذي سلب منه الوطن قسراً، بمجرد أنه خاضع للإرادة الالهية بأن يكون مختلفاً، وهكذا اصبح التمييز قوت الاخر في مسار حياته العامة، في ظل القبضة الحديدية والسياسية الصارمة والقاسية والمتجبرة، والمجترة لكل المفاهيم والممارسات اللإنسانية واللاحقوقية للمواطنة منذ افشاء وباء البعث في الجسد السوري!!.
وفي ظل التطورات التي تعيشها المنطقة وما انبثق عنها من تصالحات بين الانظمة وتغييرات ومستجدات الوضع الحالي، ظهرت تعددية فكرية غيرت الاعتماد السائد لدى النظام في إقصاءاته للاخر وفق المبدأ القومجي، إذ طفت على الساحة من ملتهم القومية، ومن يحاصصهم فيها بالإنتماء الى الخريطة العربية في المنطقة (المعارضة العربية)، بيد ان النظام السوري لم يعر اي إهتمام للاستحقاق الواجب والظرف الدولي بل ذهب بتعنته بعيداً، ليضيق الخناق أكثر فأكثر على كل مرتد على التركة السلطوية البعثية، وطالت تكهنات النظام في الداخل أعمدة التغيير باعتقالاته رموز المعارضة، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة نماذج متعددة من المعارضات، فالمعارضة الكويتية صعّدت موقفها وقررت استجواب رئيس الوزراء دون ان يمسها جان السلطة بالتهديد والوعيد.
اما على صعيد تبيض الوجه أمام المجتمع الدولي، فإن ماحظيت به الدولة الليبية وزعيمها من ثناء المجتمع الدولي، بعد أن حذت ليبيا حذو غيرها في الانفتاح من خلال إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين السياسيين، ادت هذه الخطوة التي وضعت حداً لقطيعة دامت أكثر من ربع قرن مع الولايات المتحدة الامريكية-ادت-الى شطب اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للارهاب، وان دل هذا على شيئ انما يدل علىحسن التدبير وحكمة في القيادة الذي صب لصالح الجماهيرية ودبلوماسييها.
بداهة ان فكرة المعارضة اصبحت مستساغة المزاق والمزاج السلطوي في كثير من الدول على اختلاف مبرراتهم، من حيث الممانعة التي تفرضها الظروف الدولية او من منطلقات تجديدية تبنتها تلك الدول، تُوجد من خلالها حلولاً تفضي الى استيعابات إيجابية للتقدم نحو بناء المجتمع المدني وإيجاد الصيغة المثلى للتوائم السلمي بين الاطياف المختلفة.
فإلى أي مدى يستطيع النظام السوري ان يستبد الظرف الدولي، متماهياً بالأرث الشمولي واحتكار صكوك الوطنية والحجر على الرأي الآخر؟
وهل صفقاته المتكررة مع السجون والمعتقلات ستصفح عن حتمية التغيير التي تتخندق عبر حدوده؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم