الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارية : (( بلا ممنوع )) / مع الاديبة العراقية شهباء شهاب # 1

منير الكلداني

2019 / 12 / 23
الادب والفن


مقدمة عن الكاتبة:
شهباء شهاب كاتبة، وشاعرة عراقية، وباحثة في شؤون المرأة، والعلاقات الإنسانية، والشأن العام. حاصلة على بكالوريوس آداب في الترجمة، وماجستير في اللسانيات والترجمة من كلية الآداب، الجامعة المستنصرية، في بغداد. حاصلة كذلك على شهادات مهنية في إدارة الاعمال، وكرافيك الحاسوب. عملت كتدريسية في الجامعة المستنصرية، ببغداد، وجامعة صنعاء، وقامت بتدريس اللسانيات، واللغة، والترجمة بأنواعها، ونظريات الترجمة. عملت في حقل الترجمة التحريرية، والشفوية داخل العراق، وخارجه. متابعة للشأن السياسي، والثقافي، والاجتماعي العراقي، والعربي. تكتب وتنشر مقالات، وقصائد في صحيفة القدس العربي، وفي صحف، ومواقع الكترونية أخرى. تدور مقالاتها وقصائدها حول الشأن العام في العراق، والعالم، وحول الإنسان، ومعاناته، وبؤسه، وقضاياه المختلفة.
أولاً: هل ترين أن المرأة لها حقوق في مجتمع يحلل للذكر ما يحرم على الأنثى؟
حقوق المرأة لا تختلف عن الحقوق الإنسانية الأساسية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة. هذه الحقوق تتضمن الحق بحياة خالية من العنف، والعبودية، والتمييز، وكذلك الحق بالتعليم، وبالملكية، وبالتصويت في الانتخابات، والحق بالعمل بأجر عادل ومكافئ لأجر الرجل. ولكن المشكلة أنّ المرأة لازالت في مناطق عديدة من العالم تتعرض لإنكار لهذه الحقوق لمجرد أنها امرأة وليست رجلاً.
لازال حصول المرأة على فرص مفيدة في الحياة، وعلى معاملة خالية من التعصب، أو التحامل يعتبر أمراً صعب المنال في مختلف أرجاء العالم. شهد القرن المنصرم حصول المرأة على كثيرٍ من الحقوق التي لم تحصل عليها نظيرتها في القرون السابقة. فمثلاً أصبحت المرأة تخرج من البيت لتعمل لقاء أجر، وهذا ربما مالم تكن جدتها، أو حتى أمها تحلم به. ولازالت المرأة تتقدم لتمارس أعمالاً كانت إلى وقت قريب لا تُمارس، إلاّ من الرجال، كسائقة حافلة، أو قاطرة، أو سيارة أجرة، أو حافلة أجرة، أو كميكانيكي لإصلاح السيارات، أو خبازة في مخبز عام، أو طباخة في مطعم، أو كمديرة تنفيذية، أو سفيرة، أو وزيرة، أو رئيسة دولة. وهذا الوضع أكسب المرأة المزيد من الاستقلالية، والمزيد من الخيارات في حياتها.
ولكن من المحزن حقاً أنّ المرأة لم تتمكن حتى الآن من اختراق مواقع ومجالات بقيت حكراً على الرجل، حتى في دول الغرب، كحقول الصناعة، والتكنلوجيا، والحكومة. فالإحصائيات العالمية لسوق العمل تظهر أنّ المرأة لم تتمكن إلى الآن من الوصول إلى مراكز قيادية في أية مهنة على الإطلاق. غياب المرأة الكامل عن عالم السياسة، أو وجودها الضئيل فيه هو المسالة الحرجة والخطيرة، لأنّ ذلك يعني غيابها، أو بعدها عن المصنع الذي تصاغ فيه القوانين، وتحاك فيه السياسات التي تؤثر على المجتمع ككل رجالاً ونساءً. فالسبب الذي يجعل الكثير من القوانين مجحفة بحق المرأة، أو غافلة لها هو أنّ من يُشرِّع القوانين رجال، ومن يناقشها رجال، ومن يصادق عليها رجال أيضاً. الحصول على حقوق للمرأة قد لا يكون، إلاّ من خلال معركة صعبة تنطوي على تغيير الآلية التي تعمل بها المجتمعات والبلدان، وتغيير السياسات، وكسب عقول الناس المعنيين وقلوبهم، وتحفيز المنظمات والحركات النسوية من أجل المطالبة بهذه الحقوق.
ثانياً: يقول الرجل أبحث عن الحب، وتقول المرأة مثله، فلماذا لا يلتقيان؟
الرجل والمرأة قد يبدوان ظاهرياً أنهما ينتميان لنفس الفصيلة البشرية، ولكن الحقيقة تقول إنهما ينتميان لفصيلتين بشريتين مختلفتين. وقد عبر عن هذه الفكرة الكاتب الأمريكي جون كري، عندما قال بأنّ الرجال كائنات قادمة من كوكب المريخ، بينما النساء كائنات قادمة من كوكب الزهرة. وهذا يعني أنّ التكوين الجسدي والنفسي للرجل مختلف تماماً عن تكوين المرأة. إذا فهم الرجل وفهمت المرأة هذه الحقيقة، فسيتوقف كلٌّ منهما على أن يتوقع أنّ الطرف الآخر في العلاقة يشعر ويتصرف بنفس الطريقة. وهذا يجعلنا نفهم لماذا لا يحب الرجل بنفس الطريقة التي تحب بها المرأة.
الحب هو علاقة أخذ وعطاء بين أثنين، فاذا كان أحد الطرفين يأخذ ولا يعطي، فالعلاقة ستنكسر وتنتهي. فعندما تكون في علاقة كعلاقة الحب، وتريدها أن تنجح لابد ألا تفكر بنفسك فحسب، وإنما لابد لك أن تفكر بمشاعر وأفكار الطرف الثاني في العلاقة، وربما قد تضطر أن تضع حاجاته قبل حاجاتك. الحب بالنسبة للمرأة يعني الانتماء، ولذلك فهي ترغب كثيراً أن يعبر لها الرجل عن الألفة، وعن قربه منها، مثلاً أن يكون رقيقاً معها فيغدق عليها الكلمات اللطيفة، والهدايا، والمكالمات الهاتفية، والخ. بينما الرجل يبحث عن الرفقة، ولكنه لا يحب كثرة العناق والقبلات التي تحبها المرأة.
حتى النظرة للجنس تختلف عند المرأة مما هي عليه عند الرجل. فالجنس يميل لان يحتل مكانة كبيرةً في فكرة العلاقة العاطفية عند الرجل مما هو عليه عند المرأة. ولكن هذا لا يعني أنّ المرأة لا تعبأ بالجنس، كما يفعل الرجل، ولكنه يعني أنّ الجنس عند المرأة ليس عاملاً له القيمة العليا في العلاقة العاطفية مقارنة بعوامل أخرى. بل حتى في ممارسة الجنس، فإنّ ما تطلبه المرأة هو أكثر بكثير من مجرد جنس جسدي، أو آليّ، فالمرأة ترغب بما هو أكبر من العلاقة الجسدية إلى علاقة تشعرها بالاندماج مع الرجل والانصهار فيه.
كذلك فإن الرجل والمرأة يختلفان في طرق التعبير عن الحب. فالمرأة مثلا تعبر عن حبها للرجل بأن تكون متوافقة معه في كثير من أمور حياتهما، دون رغبة كبيرة منها في خلق المجادلات والمناكدات على كل صغيرة وكبيرة، بينما الرجل يعبر عن حبه بأن يكون المبادر بالعلاقة الجنسية، راغباً بقضاء بعضٍ من وقته معها، وكذلك مساعدتها في شؤون البيت. كثير من الرجال ينظر للحب على أنه الالتزام تجاه الشريكة. فالالتزام بالنسبة له يعني التأكيد لها بأننا فريق واحد. وبهذا الشكل، فإنّ الالتزام عند الرجل يعني أنه على استعداد لحماية شريكته، أو المخاطرة بحياته من أجلها، أو خوض حروب الحياة نيابة عنها، وأن ينفق نيابة عنها، وأن يكرس حياته لأجلها ولأجل أولادهم.
الكثير من الرجال لا يرغب بالتصريح الكلامي عن مشاعر الحب تجاه حبيبته، مفترضاً أنها على علم بها، ولذلك لا يرى أن هناك حاجة للتعبير عنها. على عكس ذلك، فإنّ المرأة بشكل عام ترغب بالتعبير عن مشاعر الحب وإعلانها. وهكذا نرى أن المرأة بشكل عام ترغب كثيراً بأن يكون الرجل أكثر تعبيراً عن عواطفه من خلال الكلمات، والعناق، والقبلات. كثير من النساء لا يفهمن أن الرجل قد يلجأ أحيانا لأن يعبِّر عن مشاعره من خلال الأفعال، لا الأقوال. وقد لا تعلم المرأة أن السبب الذي يجعل الرجل أقل تعبيراً عن عواطفه ومشاعره بالكلام هو أنّ الحديث العاطفي يسبب إثارة جسدية له قد تجعله متوتراً ومشدوداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟