الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين الثورة والانتفاضة

فلاح أمين الرهيمي

2019 / 12 / 23
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


إن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل والثورة والانتفاضة أحد الأسباب الاحتجاجية التي يقوم بها الشعب او القوات المسلحة بسبب عجز الحكومة عن تلبية حاجات الشعب ورغباته وحرياته والانسجام معها وعندما تصبح الدولة تشكل عائق ومعرقل وعاجزة عن السير ومواكبة الشعب في تقدمه وتطوره ومن صفات الثورة والانتفاضة تكونان منظمة وموجهة من قبل حزب أو رجال لهم تأثير ودور في المجتمع كرجال الدين أو العشائر والسياسيين وتكون في أغلب الأحيان شخصية أما الحركات الحزبية وحركات القوات المسلحة تكون دوافعها أما سياسية أو اقتصادية عامة.
والحركات الثورية تكون تغييراتها جذرية سياسية واقتصادية واجتماعية والانتقال بالشعب من مرحلة إلى أخرى وقد تكون عسكرية مثل ثورة السودان التي بدأت بمظاهرات شعبية مطالبة بمطاليب إصلاحية واستمرت لمدة طويلة تدخل الجيش وحسم الأمر للشعب وأصبحت ثورة من أجل تغيير وإصلاحات جذرية سياسية واقتصادية واجتماعية وكما تحدث الآن في لبنان ثورة شعبية من أجل تغييرات جذرية سياسية واقتصادية واجتماعية والآن في العراق تحدث ثورة شعبية من أجل تغييرات جذرية سياسية واقتصادية واجتماعية وقد حدثت في سوريا حركة شعبية جذرية إلا أن التدخلات الخارجية أنقذت نظام الحكم وتحولت تلك الثورة إلى ما يشبه الحركة الانقلابية من خلال إصلاحات ثانوية في طبيعة نظام الحكم ويحدث الآن حركات جماهيرية في تونس والجزائر تحولت من حركات تغييرات جذرية إلى حركات إصلاحية بسبب تدخل الجيش في الجزائر وفي تونس أصبحت أيضاً حركة إصلاحية من أجل تنفيذ بعض المطاليب السياسية والاقتصادية فقط.
نستعرض الحركات التي حدثت في العصر الحديث في تاريخ العراق :
1) ثورة بغداد في 13/ حزيران/ 1831 ضد الحكم العثماني ضد الاستغلال والحكم التركي وفي سبيل الظفر بحقوقه القومية والاستقلال.
2) ثورة العشرين في العراق كانت ثورة وطنية شملت العراق من شماله إلى جنوبه بعربه وأكراده وأقلياته بمختلف طبقاته الاجتماعية والوطنية من الملاكين وشيوخ العشائر ورجال الدين والسياسة وجميع الكادحين ضد الاستعمار البريطاني.
3) انقلاب عسكري في يوم 29/ تشرين الأول/ 1936 بقيادة الضابط العسكري (لطفي بكر صدقي) الذي أسهم في إعداده جماعة الإصلاح الشعبي بقيادة المرحوم كامل الجادرجي وقد فشل ذلك الانقلاب بسبب مقتل قائده ومؤامرات الاستعمار البريطاني.
4) حركة رشيد عالي الكيلاني في شهر مايس/ 1941 التي لعب الجيش فيها دوراً بارزاً والتي اندفعت إليها جماهير واسعة من الشعب العراقي بدافع الشعور الوطني ضد الاستعمار البريطاني.
5) وثبة كانون الثاني عام/ 1948 قامت بها جماهير الشعب الواسعة الذي انتصر في إفشال معاهدة بورت سموث الاستعمارية وعزلت الحكم الرجعي المتحالف مع الاستعمار.
6) وثبة تشرين عام/ 1952 ضد الحكم الرجعي الاستعماري في العراق وبعد أن عجزت الحكومة العميلة من الوقوف ضد الزحف الجماهيري الواسع استعانت بالجيش العراقي بقيادة نور الدين محمود وأحدث ما يشبه الحركة الانقلابية والالتفاف ضد ثورة الشعب وإفشالها.
7) وثبة خريف عام/ 1956 التي انفجرت من أجل نصرة مصر في تأميم قناة السويس وضد العدوان الثلاثي (الفرنسي والإسرائيلي والبريطاني) وموقف حكومة نوري السعيد العميلة المؤيدة للعدوان على مصر.
8) انقلاب 14/ تموز/ 1958 ضد الحكم الرجعي في العراق الذي تحول إلى ثورة عارمة شملت البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق.
9) انقلاب 8 شباط الأسود الدموي الذي قامت به زمرة القوميين والرجعيين والبعثيين ضد جمهورية ثورة 14/ تموز.
10) انقلاب عبد السلام عارف في تشرين أول / 1963 ضد حليفه وشريكه في الحكم حزب البعث العربي الاشتراكي بسبب اشتداد التناقضات والمصالح بينهما.
11) انقلاب حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة أحمد حسن البكر وصدام حسين ضد حكم عبد الرحمن عارف من أجل سلطة الحكم عام / 1968.
12) التدخل الأمريكي الاستعماري في العراق في 9/4/2003 وإسقاط حكم صدام حسين ومن ثم تولي سلطة الحكم طبقة سياسية وفق نظام طائفي أدخل العراق في سلبيات كثيرة أرهقت الشعب ودمرته.
13) ثورة الجياع والغضب العفوية المسالمة ضد سلطة الحكم التي حكمت العراق بعد التدخل الأمريكي عام/ 2003 والتي عجزت الدولة فيه من توفير مستلزمات الحياة الضرورية له وأفرزت الجوع والحرمان والبطالة والفساد الإداري الذي دفع الملايين من أبناء الشعب العراقي إلى الثورة ضد الحكم والنضال من أجل تغييرات جذرية وتوفير للشعب الاطمئنان والاستقرار وحياة سعيدة مرفهة ينعم في وطنه.
وهذه الثورة العملاقة لم يشهد العراق الحديث مثلها من حيث اندفاعها وتنظيمها وضبطها وصمودها واصرارها ومن الإنصاف أن نطلق على هذه الثورة العملاقة بحق (رائعة الثورات في تاريخ العراق الحديث) لأنها تناضل من أجل حركة وتغييرات جذرية شاملة وعامة في نظام سياسي يقوم على المحاصصة الطائفية والفساد الإداري ونظام اقتصادي (ريعي) يقوم حسب قاعدة السوق في العرض والطلب وشعبه استهلاكي غير منتج عطّال بطال يعتمد في معيشته على مورد عائدات النفط والضرائب فقط ونظام اجتماعي دمر الأسس التربوية للشعب العراقي (البيت والمدرسة والدولة). البيت أصبح متسيب ومنفلت بسبب ابتعاد ولي الأمر (الأب) بعيداً عن رعاية وتربية أبناءه بسبب الركض من أجل توفير والحصول على لقمة العيش له ولأفراد عائلته والمدرسة أصبحت لا تربية ولا تعليم بسبب الخصخصة والفساد الإداري أما الدولة تسرب لها اخطبوط الفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية واختيار الرجل الغير مناسب وغير مؤهل في المكان الغير مناسب له وسادت قاعدة عدم الثقة وعدم المصداقية بين الشعب والدولة من الوعود والتعهدات الكثيرة تداف في عسل الكلام للشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تبدو كالقطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أدهشت


.. أصوات من غزة| سكان مخيم جباليا يعانون بسبب تكرار النزوح إلى




.. يحيى سريع: نجحنا حتى الآن في إسقاط 5 مسيرات أمريكية من نوع ط


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني في مدينة تبريز عاصمة محافظة




.. تحذير من حقن التخسيس لأصحاب هذا المرض