الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربما بسبب الحرب... وربما بسبب زرقة الركب

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2019 / 12 / 24
الادب والفن


دائما ثمة ما يجب أن يسقط
يسقط بعيدا ويطوح به كشال عجوز رمادي
لا يلفت النظر
هكذا تسقط الأشياء من حولنا،
كما نسقط في الحروب... بجيوب مثقوبة... لتزيد ذاكرتنا ثقبا آخر..
أو نعود منها - الحروب - لنجد نساءنا مشغولات بما تراكم في غيابنا من شؤون، أو بنبش جيوب الحقائب القديمة، للبحث عن حلم قديم لم يأكله الصدأ.. صباح الخير تكون صدئة هي الأخرى.، والليل يكون خاملا كوجه بقرة تذعن لواجب الإجترار.. هكذا تسقط الأشياء دائما... بلا دفع.. ربما بسبب الضجر.. حتى الحب يسقط بسبب الضجر.
الحرب كالحب، تأتي فجأة وبعناد.. أذكر أنك كنت تبكين وأنت تودعيني... ولكنك لم تقبليني... ولم تعطيني شالك الأحمر... وهكذا تسقط الحروب أصابعنا في فراغ غير متوقع... إذ لا ترافقها الذكريات.
كل شيء يسقط، قبل الحرب وبعدها... وفي إبتسامة الحرب الواسعة..، حتى ركب النساء اللدنة، لا تعود على مقاسات رؤوسنا القديمة.. هل مقاسات رؤوسنا التي تتغير أم لون حرير الركب؟ أذكر أن حرير ركبتك كان أزرقا وكنت أقبله بوجع... وأخذتني الحرب...ولم تسمحي لي بلمسه على رصيف المحطة... وأخذتني الحرب.
هكذا نبتعد..، نبتعد أكثر مما تفرض الحرب... وشؤون الحبيبات... وشؤون الصبيات اللاتي يتعمدن الإنحناء بتنورات قصيرة ليثبتن الحروب في أماكن أكثر إلتصاقا بالواقع... ويثبتن أن الركب مازالت تحتفظ بزرقتها الموجعة.. ولكن الحرب لا تتوقف هنا... فمازالت شؤوننا تحتاج لسقوطها، كما تحتاج الحرب لإسقاط ضحاياها لتكون حربا... وكما تصل الركب، بإيمانها بذاتها، حد إسقاط الرؤوس المتعبة عن لدانة زرقتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات


.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو




.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا