الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضاءات

حواس محمود

2019 / 12 / 25
الادب والفن


عرض / حواس محمود

يتناول الكاتب السعودي محمد الجلواح في كتابه " فضاءات " – اصدار مطابع الشركة الشرقية - الدمام - المملكة العربية السعودية ) موضوعات وقضايا متنوعة تهم القارئ والمتابع للشأنين الثقافي والأدبي العربي ، والكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الصحفية والبحثية كتبت في الفترة الواقعة بين سنتي 1393- 1433- ه ، 1973- 2012 م ، فيها شعر وأدب وسيرة ذاتية وتجارب وذكريات ومتنوعات معرفية ومواقف ساخرة وطريفة وموضوعات عاطفية واجتماعية ووطنية وغيرها ، وتم نشر الأغلب منها في عدد من المطبوعات السعودية والخليجية وبخاصة في " المجلة العربية " السعودية ، بالاضافة الى موضوعات اخرى لم يسبق نشرها .

يتحدث المؤلف في مقال " الفانوس " عن الفانوس الذي يعرفه بعض أهل الخليج ب ( الفنر ) والبعض الآخر ب ( السراج ) فالفانوس المملوء بالقاز / الكيروسين ، ما برح ينتصب في حائط مكتب المؤلف ويشده إلى الثمانينات الهجرية ، ومنتصف الستينات الميلادية تقريبا ، ليبصم بجلاء " فتيله / أي شعلته القماشية السميكة " على حقبة البدايات ، لقد قام المؤلف بتصويره فوتوغرافيا ليكون على غلاف كتابه " مسارات " الصادر عام 1414 ه 1993 م

ونادى به ما طوته ذاكرته الأحبة الذين عاصروه أو ولدوا قبله ، والذين صادقوا الفانوس حتى العظم .

وفي موضوع آخر يتناول المؤلف " ملاحقة التراث " عبر الموسوعات المعجمية والتراجمية التي ظهرت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ في مجالات عامة وتخصصية وبطباعات أنيقة ومتنافسة وبإخراج جميل ، يرى المؤلف أن من يقوم بمثل هذه الاعمال سيواجه كثيرا أمورا كثيرة منها :

1- التعريف بماهية عمله وهدفه وفائدته

2- ملاحقة المعلومات المتناثرة عن الشخص المترجم له من مصادر ومراجع وأشخاص

عدة للوصول الى المعلومة الاخيرة المؤكدة الصادقة التي سيرسمها الراصد في المعجم بشكلها النهائي .. التاريخي .. !

3- تذليل العقبات والموانع التي تواجه الباحث من لدن اسرة المترجم ومعاناة ووعود غير صادقة ومماطلات ... الخ

وفي مقاله " لبنان مرحى " يدعو المؤلف أن نقرأ معه هذه الأبيات الشهيرة التي دبجها شاعر لبنان الكبير الاخطل الصغير بشارة الخوري

الصبا والجمال ملك يديك اي تاج اعز من تاجيك

نصب الحسن عرشه فسألنا من تراها له ، فدل عليك

فاسكبي روحك الحنون عليه كانسكاب السماء في عينيك

كلما نافس الصبا بجمال عبقري السنا .. نماه اليك

يعقب المؤلف بالحديث عن لبنان بالقول

- اذن هو ..الأخطل الصغير ... ابن لبنان وابن المجد والأرض والهواء والبحر والعيون والأنهار والطقس والإنسان والصمود والبطولات ، لبنان الفكر والقلم والمطابع والكتب والتراجم والأدباء والمثقفين والصحافة والتاريخ .

لبنان .. الفن والريشة والأناقة والجمال والعطور والذوق الرفيع وفن اللياقة واللباقة ( الاتيكيت ) .

لبنان الخضرة والماء والفاكهة غير الممنوعة صيفا وشتاء ، والوجه الحسن والشوارب العربية المفتولة والرجولة الساخنة والأرز والطعام الشهي الخاص ومنابع الماء الصافية

لبنان التراب والشعور بالشعر البعيد المحلق الحالم لحظة ذكره ، لبنان التقليعات والصرعات والموضات ، والغلاء الفاحش في كل شيئ طوال العام

لبنان التباين الفكري والصراع الاثني والايديولوجي والعرقي والديني والمذهبي وشيئ من التعايش .

وفي مقاله : " من غرائب المبدعين " يقول :

بعض العلماء والمفكرين والفلاسفة والأدباء ورجال الدين وغيرهم من ذوي الابداعات

لا يهتمون بمظهرهم الخارجي ولا بهندامهم بل وربما وجدنا ملابسهم رثة وهيئتهم " مهلهلة " وربما حتى رائحتهم كريهة ، ذلك في ملاحظة بارزة قد يعتبرها الكثير غريبة ، وأول ما يخط على بال الكثير من الناس في ذلك ان هذه الفئة المميزة بما لديها من خصائص هي أولى بأن تكون بخلاف ما هي عليه من الاعتناء بشكلها ومظهرها الخارجي

الى جانب ما تتمتع به من جوهر مفيد .. !

وحينما تقترب من أحدهم مستفسرا عن هذا الشكل الرمادي .. يبادرك أن هذه الدنيا لا تستحق من يتجمل فيها ولها ، لأنها .. خداعة .. مكارة لا يدوم لها حال ، مليئة بالمآسي والأحداث والدموع ، والعبرة في المظهر لا في الجوهر .

هذه الرؤية بقدر ما تحمل شيئا من الحق والصحة الى حد بعيد وبقدر ما تنبئ عن تواضع جم ومطلوب .. في جملتها الاخيرة .. بقدر ما فيها الكثير من ( السوداوية ) والتشاؤم

ففي الحياة .. والدنيا .. أيضا : الماء والخضرة والوجه الحسن ، وفي هذا وحوله كلام يطول .. ، وأجدني اوافق كثيرا هذه الفئة الفاضلة في جانب آخر .. به الكثير من الواقعة والحق وفي المقابل تجد من ليس لديه ( معشار ) ما عندهم " يتفاخر ويتباهى ويلوك كلمة ( أنا ) ، ( في الطالعة والنازلة ) ويطلب من الآخرين أن يعاملوه كواحد من الفضلاء والعلماء .

ويرى المؤلف ما يناسب هذا الأمر بيت ابي العلاء المعري :

فواعجبا .. كم يدعي الفضل ناقص ووا أسفا كم يظن النقص فاضل

ينتهي المؤلف الى منطقة الأحساء وهي تقع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ، ويكتب مقالا عن هذه المنطقة ( ضمن الكتاب )بعنوان / الأحساء ليس تمرا فقط )

يشير إلى أن الأحساء ( المنطقة التي ينتمي اليها المؤلف ) واقعا تاريخيا ليست مدينة فحسب ، ويخطئ كثيرا من يكتبها ( مدينة الأحساء ) بل هي واحة كبيرة تحتوي على أكثر من ( مدينة واحدة ) ، وأكثر من خمسين قرية ، وأكثر من مليوني نخلة وأكثر من مليون مواطن ، وآلاف الشعراء والعلماء والكتاب والمؤرخين والفنانين والمهندسين والمعلمين وغيرهم من المبدعين في الصفوف العديدة للعلم والمعرفة ، وفي الوجدان العربي والخليجي بالأخص أنه ما إن تذكر الأحساء حتى يذكر التمر وخاصة تمر ( الخلاص ) الذي يعده بعض المختصين الزراعيين من أجود التمور في العالم !

لكنها وإلى جانب ذلك هي ليست في الواقع تمرا فقط .

يقول الرواة والثقاة أن هذه الواحة كانت منذ عصر مبكر في التاريخ موطنا لتلقي العلوم والمعارف ، وكانت لا تزال الى عهد قريب جدا مثلا للمهاجرين اليها من مختلف المناطق البعيدة والقريبة منها جغرافيا على امتداد الخليج والجزيرة العربية حتى من العراق واليمن والشام ، وذلك بغرض الكسب العلمي والمعيشي والتجاري ، حيث الماء والنخلة والسوق الرابحة ، ولهذا وردت في المأثور التاريخي أمثلة عديدة عنها ولها .. ومنها

( كحالب التمر إلى هجر ) ، و ( الأحساء ونصف القوت ) ، و ( هجر سلة الغذاء ) ، و ( إلى الأحساء تضرب أكباد الابل ) وغيرها .

......................................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عوام في بحر الكلام - علاقة الشاعر فؤاد حداد وسيد مكاوي


.. عوام في بحر الكلام - فؤاد حداد أول من حصل على لقب الشاعر في




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 10 يونيو 202


.. عوام في بحر الكلام - حفيد الشاعر الكبير فؤاد حداد مع الشاعر




.. عوام في بحر الكلام - علي الحجار مع الشاعر الكبير فؤاد حداد