الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متظاهر.. مسرحية قصيرة من فصلين

داود السلمان

2019 / 12 / 25
الادب والفن


(اللوحة الأولى)
(صباح مبكر، رجل يرى تلميذة صغيرة تبكي وهي متجهة صوب المدرسة)
- لماذا تبكين يا صغيرتي؟
- تأخرت عن الدوام كثيراً، وكما ترى فالمطر يتساقط؟
- وأين باص المدرسة، لماذا لم يأتِكِ.
- يا سيدي (وهي تبكي) أنا لا أستقل باص المدرسة!
- لماذا؟!..
- لأنني فقيرة ولا مصروف يومياً لدي، فكيف لي أن أدفع أجرة الباص؟!
- وأين أبوكِ؟.. ماذا يعمل؟!
- أبي.. (وقد زاد بكاؤها) أبي شهيد.. كان جندياً في الجيش وقتله الإرهابيون.. وليس لدي إلا أمي وهي تعمل خادمة في أحد البيوت، وما تتقاضاه لا يكاد يكفي لدفع بدل إيجار البيت الذي نسكنه!
(يودّع الرجل هذه التلميذة، بعد أن أوصلها إلى المدرسة، ودس في جيبها بعض الأوراق النقدية وطلب منها إعطاءها عنوان البيت).
(اللوحة الثانية)
الوقت ظهراً، يخرج (نصير) متجهاً صوب التظاهرات، في ساحة التحرير ببغداد، كانت الجماهير الغاضبة بالآلاف، وهو يهتف بصوته الأجش رافعاً العلم العراقي بيده:
- كلا كلا للفاسدين.. كلا كلا لسارقي قوت الشعب.
التفت إليه أحد المتظاهرين مرحّباً: لا أدري أين التقيتك؟
نصير: أنا إعلامي وشاعر ومعدود من مثقفي العراق.
المتظاهر: نحن نفتخر بكم أيها المثقفون العراقيون.. كل آمالنا معقودة عليكم.
نصير: نعم.. وبالخصوص أطفالنا فهم بلا مستقبل.. وهناك آلاف اليتامى والأرامل لا يجدون من يؤويهم، في ظل حكومة فاسدة تسرق المليارات.
(وراح يهتف)
- كلا كلا يا قتلة الشعب.. نعم نعم للعراق.
كانت مقذوفات الغاز المسيل للدموع القاتلة تتساقط كالمطر.. فإذا بمقذوفة تتجه صوبه لتستقر في جمجمته فسقط في الحال.
المتظاهر: الله أكبر.. الله أكبر.. استشهد المثقف.. إنهم يقتلون الثقافة، لعن الله القتلة.
يتجمهر عليه عشرات المتظاهرات والمتظاهرين، وصوت من بعيد يصرخ باكياً، كان ذلك صوت ساحة التحرير، فـ(يرفع الستار).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطبة باللغة العربية.. ما الرسائل التي أراد المرشد الإيراني إ


.. تاريخ كبير للفنان الفلسطيني???? كامل الباشا ?? #معكم_منى_الش




.. سر حب الفنان الفلسطيني???? كامل الباشا للمسرح منذ الطفولة #م


.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال




.. الفنان الفلسطيني الكبير كامل الباشا يكشف لحظة حصوله على جائز