الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجميلة فيوليت

محمد أبو قمر

2019 / 12 / 26
الادب والفن


هذا هو اسمها الحقيقي ، فيوليت ، زميلتي في الفصل أيام الابتدائي ، هل هناك طريقة تعيدني إلي تلك المرحلة؟؟!! ، آه يافيوليت!! ، كم كانت جميلة وهادئة ومضيئة ، أذكر أنني كنت أتوه أثناء شرح المعلم وأنا أراقبها ، حين كانت ترفع يدها للإجابة علي أسئلة المعلم كان إصبعها المرفوع يخطفني ، يا إلهي!! ، هل كان ذلك إصبع أم قطعة من الشيكولاتة نبتت فجأة في سماء الفصل؟!! ، حين تبدأ في الإجابة أتخيل أن الكلمات تخرج من فمها علي هيئة فراشات ملونة ، ذات مرة أثناء تجمعنا حول المعلم لمراجعة كراسات الواجب تصادف أنها كانت بجانبي ، كانت رائحتها حلوة إلي درجة أن عبيرها توهني ، تخشبت في مكاني بينما ظل المعلم مادا يده لأناوله كراستي ، وحين لاحظت هي أن المعلم علي وشك أن يصفعني خطفت هي الكراسة من يدي وناولتها له حيث منحني صفرا مثل كل مرة ثم قذف بالكراسة في وجهي وهو يقول لي : إبقي نام في بيتكم ياحيوان ، فيوليت انحنت برفق والتقطت الكراسة من علي الأرض ووضعتها بين يدي وهي تقول لي : الأستاذ زعلان منك علشان إنت مش بتعمل الواجب ودايما سرحان ، أذكر أن كل ما كان يشغلني في تلك اللحظة هو كيف أزيح الولد الذي يجلس بجانبها واحتل أنا مكانه ، رائحتها حلوة ، والكلام يخرج من فمها علي هيئة فراشات مجنحة ، ومن عينيها البنيتين يشع بريق ملون ساحر يخطف روحي ، وصوتها يشبه ذلك الهسيس العذب الذي يتناهي إلي أذنيك لحظة طلوع الصبح بطراوته ونداه ، آه لو تعود بنا الأيام وأراها مرة أخري وهي تتمايل علي وقع لحن أغنية شكل تاني لنجاة الصغيرة الذي كان يحلو لمدرس الموسيقي أن يعزفه بينما نغني نحن التلاميذ ، حين كنا نصل إلي المقطع الذي يقول :
حتي لمّا بتئسي مره
وتعاتبني بكلمة مرّة
العتاب المر له حلاوة شكل تاني
كانت هي تقف وتروح تتمايل مع عزف العود ودقات زميلنا محمد شبل علي الدُّرج .
انتهت محاولتي لإجبار مصطفي علي انتقاله إلي مكاني لكي أجلس أنا إلي جوار فيولت انتهت بمعركة ، لكمته في وجهه بعد أن دفعني في صدري وهو يقول لي : إلعب بعيد يابليد يا أبو صفر ، اشتكاني عند الناظر ، وجاء العامل وجرني جرا إلي غرفة الناظر.
بعد أن ضربني الناظر عشر خرزانات علي يديّ وافق علي جلوسي بجوار فيوليت بدلا من مصطفي حيث إدعيت وأنا أبكي بحرقة أنني لا أري السبورة من مكاني .
يا إلهي!! ، صرت إلي جوارها أخيرا ، أهدتني صليبا فضيا ، وأهديتها مصحفا صغيرا كانت أمي قد وضعته في حقيبتي وأوصتني بالحفاظ عليه ، وبعد أن كنت مشغولا بمراقبة حركاتها ومشاهدة إصبعها الجميل الذي يرتفع في سماء الفصل كلما وجه المعلم لنا سؤالا صرت مشغولا باصطياد الفراشات الملونة التي تخرج من فمها ، وهكذا بعد أن كنت أحصل علي صفر في مادة الحساب فقط أصبحت أحصل علي صفر في كل المواد ، حتي في مادة الرسم كنت أحصل علي الصفر لأنني كنت أرسم فقط فراشات ملونة مهما اختلف الموضوع الذي يطلب مدرس المادة التعبير عنه بالرسم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا