الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعد الحديث عن السنة والشيعة حديثا معيبا ؟

احمد عبدول

2019 / 12 / 26
الادب والفن


الأنظمة السياسية الشمولية التي تعاقبت على حكم العراقيين منذ زمن بعيد كرست جملة من التصورات والمفاهيم والشبهات المغلوطة والتي كانت تخدمها وتمثل توجهاتها ولعل أهم وابرز واخطر تلك التصورات والمفاهيم والشبهات التي عملت على تكريسها تلك الأنظمة الشمولية والتي كان آخرها نظام البعث الفاشي هو ما يخص الحديث عن السنة والشيعة من قبل السياسي أو الكاتب أو الباحث والمصلح والإعلامي ، فالملاحظ ان تلك الأنظمة كانت تروج الى ان الحديث من قريب أو بعيد عن السنة والشيعة إنما يعد حديثا معيبا ومخجلا لا يصب إلا في خانة ضرب المتبنيات الوطنية والمصيرية لأبناء البلد الواحد ، هكذا انظمه رسخت تلك المعادلة في العقل الجمعي للمجتمع الراقي حتى صار من يأتي على ذكر مفردتي الشيعة والسنة يقدم اعتذاره المسبق كونه قد أورد هكذا مسميات غير محبذة ، من شأنها ان تثير الحساسية وتعمق الشروخ وتدعو للبغضاء وبالتالي فليس بمستبعد ان يتهم من يأتي على ذكر السنة والشيعة بالطائفية والرجعية والظلامية حتى كتابة تلك السطور .
الحقيقة ان السياسي أو الكاتب والباحث والمصلح الذي يعيش داخل بلد كالعراق ما تزال فيه معادلة المكونات المذهبية والاثنية والطائفية قائمة وفاعلة لا بد له ان يأتي على ذكر المكونات بمسمياتها لغرض التصحيح والتشخيص والمعالجة لجملة من الملفات التي تتعلق بتلك المكونات.
لقد أحب ملك العراق ومؤسس دولته المعاصرة المرحوم (فيصل الأول ) العراق وامن باستقلاله وطالب بإلغاء الوصاية عليه من قبل بريطانيا العظمى آنذاك ولم يمنعه ذلك من ان يضع إصبعه على أهم واخطر المشاكل التي تواجه بناء دولة قوية مستقلة يتمتع كافة أبناءها بالحرية والعدالة الاجتماعية فكان ان ناقش مسالة استبعاد الشيعة من المعادلة السياسية القائمة على الأرض ليأتي من بعده ( رستم حيدر) والذي كان يحمل الجنسية اللبنانية وقد طالب بضرورة الكف عن تجاهل تعيين الموظفين الشيعة في الدولة العراقية وكان يقول (ان هؤلاء غير المتعلمين إذا ما وصلوا لمراكز القرار فأنهم سوف يقومون بتصفية الحكم السني ألآحادي ) وهكذا نجد نصيبا معلوما وحظا وافرا من هكذا حديث من قبل الكتاب والأدباء والباحثين وهو حديث يفرض نفسه فرضا ويقحم نفسه إقحاما على العقول والأقلام فلا يعد حديثا مخجلا ولا يمثل طرحا معيبا إلا داخل عقول أولئك المشبعين بطروحات ومفاهيم وشبهات مغلوطة ولو كان مثل ذلك الحديث حديثا معيبا لما كان القوم من الساسة والكتاب والباحثين الجادين قد خاضوا في حيثياته وسبروا أغواره وتوسعوا في تفكيك عناصره بغية معالجة كل ما من شانه تعكير صفو أجواء الإخوة .

أخيرا فأن مثل ذلك الحديث إنما يعد حديثا معيبا ومخجلا إذا ما تجاوزنا مرحلة مربع دولة المكونات ودخلنا مربع دولة المواطنة أما إن يكون هكذا حديث معيبا ومخجلا ونحن ما نزال ندور داخل فلك المكونات فذلك هو المعيب والمخجل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري