الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العجز المرعب في ميزانية 2020 والمستقبل المجهول للعراق في ضل التدهور الأمني والمالي، وتمسك الكيانات باستحقاقات زائفة

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2019 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ازداد العجز المالي في ميزانية العراق لعام 2020 الى 73 ترليون دينار عراقي، نتج هذا عن قرارات ارتجالية غير مدروسة وغير مخطط لها في محاولة للتشبث بالسلطة، بأعاده عشرات الالاف من رجال الامن من المفصولين وتثبيت الالاف من أصحاب العقود وتعيين اعداد أخرى، واقتراض عشرات المليارات من الدولارات وجب تسديد بعضها. ولكن تلك القرارات الارتجالية لم تكن لتوقف او تحد من حركة الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات التي تعم البلاد، والحقيقة انه لا تدار الدولة بهذه الطريقة أي من خلال تعيين كل من يصلح للتعيين في الوظائف العامة. وألا كيف يعيش في الصين أكثر من مليار ونصف المليار نسمة من السكان، وهل توظف الصين مليار انسان في دوائر رسمية تؤدي اعمالا روتينية، ام شعب ينتج كل شيء يحتاجه العالم من خلال المصانع والمعامل، ولماذا نجد الأسواق تغرق في الصناعة الصينية، حتى اوربا والولايات المتحدة، تتكدس فيها الصناعة الصينية، الحكومة مطلوب منها ان تخطط كيف توجد مهن للناس تنتج وتعتاش من خلالها، لماذا المصانع مغلقة، والزراعة معطلة، حتى الفلاح ترك ارضه وجاء للمدينة يبحث عن وظيفة. ملفات الفساد رائحتها تخنق العباد ، منذ 16 عام وملف الكهرباء رائحته تزكم الانوف ،البلد يستورد حتى ابرة الخياطة والالبان والتمور ، ولولا النفط لمات العراقيون جوعا .سوء التدبير يقود الى التدمير ، وهذه الجماهير الثائرة الباحثة عن رغيف الخبز والعيش الكريم ، تريد ان تغادر حلقة الفقر ، التي تولد الكفر ،والجريمة والمرض ، فمن يتحمل اثم ذلك امام رب العباد يوم الحساب ، الناس تتظاهر تريد ان تفتح بوجهها أبواب العمل في الصناعة والزراعة والاستثمار ، يريدون عمل كي تكون خبزتهم حلال، ونظام اعانة اجتماعية بعيدا عن الفساد لا يترك في البلاد محتاجا وجائعا الا اعانه. الراتب بدون عمل حرام وفساد، وتوسيع شريحة الموظفين على حساب توظيف البطالة، ستستهلك كل الموارد وسوف يعلن البلد افلاسه، سوف لن تجدو مستقبلا مبالغ لسداد رواتب موظفي الدولة، وسيقضى على أصحاب الرواتب وغيرهم معا. ما هكذا تدار أمور البلاد، ليس الموارد المالية كعكعة تتقاسمها الأحزاب ومؤيديها ويحرم منها السواد الأعظم من الناس ، وليست هي وليمة تفترسها الذئاب، الموارد المالية حقوق لعوائل شهداء وايتام وارامل وشيوخ وعجائز وشباب ورجال يعيشون في البلاد ، واناس تأكل من النفايات واخرون ينامون في تجاوزات في غرف بلا سقوف تحت المطر، وغيرهم انهكتهم الامراض حتى باتوا يتمنون الموت وهم على قيد الحياة ،وأطفال لأجيال أخرى تعيش على ارض العراق، خرج العراقيون متظاهرون ومحتجون بحثا عمن يقود سفينتهم وسط العواصف والامطار لبر الأمان، يبحثون عن ربان ماهر. لابد من حكومة رشيدة تخطط بعقلانية من اجل صرف الدينار في محله، من اجل القضاء على البطالة ورفع مستوى الدخل ومسح خط الفقر، سئم الناس من برامج الحكومات المتعاقبة التي لا تزيد البلاد الا تخلفا ومديونية. ان بناء قاعدة اقتصادية قوية ومتينة ومنتجة، بحاجة الى عقول ذكية تخاف الله أولا وتضحي في سبيل الشعب ثانيا.
الان الوضع في البلاد غير مطمئن، وجرائم الخطف والاغتيالات تنتشر في البلاد، وعمليات قطع الشوارع والجسور قائمة، واعمال الحرق والتدمير للكثير من المنشآت متواصلة. المتظاهرون يتمركزون في ساحات التظاهر، وموانئ التصدير بين شد وحل فيما بين القوات الأمنية والمتظاهرين، الناس تستلقي في الشوارع قاطعة حركة السير كصورة من صور الاحتجاج، نسأل الله ان لا تنزلق البلاد الى اتون حرب داخلية، فالبلاد التي لا تزال تخضع لضربات الدواعش هنا وهناك، لا أحد يضمن ان ينتهز الدواعش الفرصة لتأجيج المواقف كطرف ثالث. ولا أحد يعرف المستقبل المجهول لأرض الحضارات، نسأل الله ان تمر هذه المحنة، على شعب العراق بردا وسلام.
ولا زالت الحكومة والكتل السياسية تبحث عن الكتلة الأكبر، دون ان تعي ان الكتلة الأكبر هي الشعب. ياترى؟ الى اين سيصل الحال في البلاد؟، فهذا الحال يكلف البلاد مليارات الدولارات ويؤخرها عقودا لا بل قرونا الى الوراء. وكل يوم نخسر عددا من شبابا الذين لا يقدرون بثمن، ومن لديه القدرة على ان يصم اذنيه عن دوي صرخات الشعب بالتغيير؟ والتمسك بالسلطة؟ سواء أحزابا او كتل؟ اليس الشعب مصدر السلطات.
وحسنا قدم رئيس الجمهورية السيد برهم صالح اعتذاره عن ترشيح العيداني مرشحا عن الكتلة الاكبر ليكون رئيسا لوزراء العراق المقبل ، مبررا ذلك بانه ضد مصلحة الشعب، حتى وان كان الترشيح دستوريا وانه يقدم استقالته امام مجلس النواب على ان يفرض امرا واقعا يقود لإراقة المزيد من الدماء.
نأمل من مجلس النواب العراقي بصفتهم ممثلي للشعب وقادة الكتل لسياسية وحكومة تصريف الاعمال ان يخرجوا البلاد من عنق الزجاجة، ويأتوا بمن يريده الشعب والمرجعية من غير السياسيين ليقود البلاد في هذه المرحلة العصيبة وصولا الانتخابات نزيهة جديدة تقوم الاعوجاج وتخرج بالبلاد لشاطئ الأمان. قبل فوات الأوان، ( وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا