الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموضوعيه و(( الحزبيه )) في الموقف

عدنان فارس

2003 / 4 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



موضوعية هي منطلقاتهم أم تحزبيه , أولئك الذين رفعوا شعار (( لا للحرب لا للدكتاتوريه )) وعندما وقعت الحرب طوروا شعارهم الى (( أوقفوا الحرب )) ..؟ رغم أنهم وعدوا الشعب العراقي بأنهم , في حالة وقوع الحرب , سيتوجهون للشعب مستثمرين ظروف الحرب لتنظيم ردة الفعل الشعبيه من أجل بديل ديموقراطي ..!!

الموقف السياسي هو انعكاس لمصالح فئه أو أكثر من مكونات المجتمع . هذه المصالح , المتصارعه والمترابطه في نفس الوقت , والتي يتطوع بعض الناس للتعبير عنها بصياغة موضوعيه . أي أن هؤلاء الناس ينبغي أن يكونوا اوفياء في تلقي المؤشرات كما هي في حقيقتها ومن ثم يوظفون اللغه للتعبير المناسب مترفعين عن الأهواء الشخصيه والعائليه والحزبيه الضيقه , والا فبدون هذا الترفع سوف يتم خدش الموضوعيه . على سبيل المثال نأخذ الموقف من صدام ونظامه , كي اكون موضوعيا لاينبغي أن أعادي صدام كوني شيوعيا او اسلاميا .. الخ , وانما علي أن أعادي صدام عداءا موضوعيا كون أن صدام هو بحقيقة نظامه عدو لعموم الشعب العراقي والأنسانيه وعدو للديموقراطيه وليس عدو للشيوعي او الأسلامي , لاينبغي معاداة صدام لا حزبيا ولا طائفيا ولا قوميا .. فهذا النوع من العداء يوفر لصدام منفذا ان يساوم ويسلب او على الأقل يحجم الأسباب الحقيقيه التي تبرر ارادة الشعب العراقي في التخلص منه . .
ان الحزبيه في الموقف ينبغي , حتى تبرر مشروعيتها , أن تتحول الى قوة دفع وقوة استنهاض في تنظيم سخط ونقمة الشعب على النظام القائم للأنقضاض عليه واسقاطه, لا أن توظف معاناة الشعب ورفضه للنظام لصالح وخدمة اهداف ومارب حزبيه , يجب أن تنظر الى نفسك والى حزبك من خلال وضع ومصالح الشعب ,, وليس العكس , ولا ننسى ان صدام نفسه ينظر للشعب من خلال نفسه. .
منذ تأسيس الدوله العراقيه الحديثه ( الملكيه وثم الجمهوريه ) ولحد الان يعاني الشعب العراقي الأمرين من أنانية الحزبيه في الموقف, مما وسع في محنة الشعب وجعلها محنه شامله حيث جرائم الأنظمه من جهه وأنانية من يدعون تمثيل الشعب بوجه هذه الأنظمه من جهه أخرى .
لقد اكتسب صدام حسين ومنذ بداية الدوره الثانيه لسلطة البعث أداة اضافيه في ترسيخ نظام الجريمه ضد الشعب العراقي , هذه الأداة تمثلت بافكار وسلوك ومواقف (( متحزبين )) اتخذوا من الولاءات الدوليه , العالميه منها والأقليميه , ضميرا ووازعا .. جعلوا من الشعب ومقدراته اوراق لعب على الطاوله السياسيه الدوليه. .
ما ان يتتبع المرء بموضوعيه وبعيدا عن القراءه ألأنتقائيه لمسيرة الدوله العراقيه الحديثه حتى تنهمر عليه ألأسئله : ماهي مصلحة الشعب العراقي في تفكيك دولته والغاء مؤسساستها بحجة أن نوري سعيد (( مو وطني وعميل )) ويسحل بالشوارع وهو أحد مؤسسي الدوله العراقيه وأبرز رجالات السياسه في العالم أنذاك ..؟ ماهي مصلحة الشعب العراقي في الأكتفاء بوطنية عبدالكريم قاسم وعدم محاولة تطويرها الى ديموقراطيه ..؟ ماهي مصلحة الشعب العراقي في اقامة جبهه وتحالف مع نظام صدام حسين ؟ نعلم ان الحزب الوطني يتحالف مع احزاب خارج السلطه من أجل الضغط على السلطه او لأسقاطها , وان هذا الحزب الوطني قد يتحالف مع السلطه من اجل تعميق الديموقراطيه وتطوير الوضع الأقتصادي والأجتماعي للشعب وعموم المجتمع .. فمن أي نوع كان التحالف مع صدام حسين ؟ اكيد كان من نوع أوامر الثوريه الدوليه , هذه الثوريه الدوليه التي جعلت من العراق بقيادة صدام حسين طليعة حركةالتحرر الوطني العالميه !! ان اجتناب الموضوعيه واستبدالها ب( الحزبيه ) يساهم مباشرة في اتخاذ موقف سياسي مناوئ لمصالح الشعب. .
نلاحظ الان وبفعل التوجه العالمي الجديد وبعيدا عن ظروف الحرب البارده التي ساهمت بشكل مباشر في خلق انظمة الأرهاب والدكتاتوريه هنا وهناك , نلاحظ ان شعبنا العراقي يحظى باهتمام عالمي وبأعلى مستويات الأهتمام على أنه شعب تحكمه عصابة شر وحتى ان بقية شعوب المنطقه لم تنجومن شرور وجرائم نظام عصابة صدام . لقد اكتشف احرار العالم , بعد طول انتظار , أن العالم سيكون أفضل بدون صدام , بعد هذا الأنجاز الكبير الذي تحقق لشعبنا العراقي وبفضل الألتقاء بين مصالحه ومصالح العالم الحر الذي تقوده الولايات المتحده ألأمريكيه , أطلت علينا (( الوطنيه )) بانعزاليتها الحزبيه وأنانيتها وولاءاتها الخارجيه ( الجديده ) المقيته لتذرف الدموع على الشعب الذي سيتحرر..!!؟؟ يحذروننا من الأمريكان على أنهم أجانب امبرياليين ,,,, على اساس ان الفرنسيين والروس كادحين من اهل البصره .... .
الشعب العراقي لايشكك بوطنية أحد من أبناءه , ولكن على من نصبوا انفسهم أساتذه وأولياء أمور وقضاة في الوطنيه ان يفهموا جيدا مايلي : ان الحذر من الأجنبي هو واجب وطني , ولكن ثقافة التحشيد الان ضد الولايات المتحده الأمريكيه هو نهج لايخدم مصالح الشعب العراقي في الخلاص من نظام صدام .. انها ثقافة تهريب الأنظار , عن المشاكل التي يعاني منها البلد ومواطينيه , خارج الحدود . ان الحرص الوطني يتجلى في موضوعية الموقف حيث التفهم والتفاهم مع العالم على أساس أن هدف الشعب العراقي ألان هو اسقاط نظام صدام حسين ,, وما (( الحزبيه )) والأنانيه الفئويه في الموقف السياسي الا لاأباليه ولا مسؤوليه وتفريط بالفرصه التاريخيه...أخيرا أقول : بموضوعية الموقف وليس بأفكار الكتب .. بالواقعيه السياسيه وليس بالولاءات نحقق لشعبنا العراقي أغراضه من اسقاط نظام صدام حسين في بناء دولة القانون والحقوق وتاسيس المجتمع المدني . .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات