الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل المرأة والثقافة والمستقبل في العراق

علي بداي

2006 / 5 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تعيش المرأة والثقافة في العراق مازقا خطيرا ، بمواجهة مد متخلف يتشكل من روافد اصولية وارهابية من السلطة ومن خارجها يستغل حالة العوز والفقر وحافة الهاوية التي يعيشها العراقيون ليبرهن على نظريتة السقيمة بان لاحاجة بنا للثقافة، فهي بدعة غربية، اما المرأة في عرف هذا المد المتخلف فهي نصف المجتمع الذي عليه ان يسمع ويطيع وينفذ ما يمليه النصف الاخروليس النصف الاخر كله بل الجزء الاكثر تخلفا منه

يستخدم هذا المد القاتم اسلحة متباينة تشمل قتل النساء والمبدعين والرياضيين والمفكرين واختطافهم وارهابهم بالرسائل التهديدية ويسند من قبل الاحزاب الطائفية التي اوصلت نفسها للحكم قافزةعلى قيم المواطنة العراقية، بالتغاضي عن ماتفعلة المليشيات السرية والعلنية من اعتداءات معيبة على كرامة الناس، و بمراسيم للفصل بين الرجال والنساء في المدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية التي يصدرها المتخلفون المعينون من قبل قيادات هذه الطائفيات ، وبتعيينات لمناصب رفيعة لمن هو ابعد الناس عن همومها ومشاكلها كترشيح اشباه الاميين لشغل منصب وزير الثقافة في خطوة مهينة لتراث الثقافة العراقية الموغل في التاريخ .
ولعل ماتفوه به وزير الثقافة المغادرغير مأسوف عليه (نوري الراوي) قبل ايام من كلام سطحي لخص به فهمه الركيك والامي للثقافة، يشكل ابلغ اهانة توجه من دولة لمواطنيها من شغيلة الفكر في العصر الحديث ولملايين المواطنيين من القوميات غير العربية ويشير الى استهانة الكيانات الطائفية السياسية الى درجة مريعة بالفعل الثقافي اصلا . ان من غرائب الامور ان السلطة الحالية لم تستفد من نتائج صدمة الثقافة العرافية بضحالة مستوى الوزير السابق خلال الفترة الانتقالية وما ارسلته من نذر قطيعة محتملة بين الوسط الثقافي والوزارة، فعادت لاسناد الوزارة في دورتها الكاملة ذات السنين الاربع الى السيد ( اسعد كمال مجيد الهاشمي) وهو متخصص بالشوؤن الدينية سرعان ما توالت الاشاعات عن استغرابه الشخصي لاسناد هذه المهمة اليه وهو الذي لاتربطه رابطة بها، مما يدلل ثانية على الكيفية التي يتعامل بها القيمون على شوؤن بلادنا مع ملف الثقافة. وكما كان متوقعا ،لم ترد في البرنامج الحكومي الذي عرضة رئيس الوزراء نوري المالكي كلمة واحدة تشير الى الثقافة.
وكجزء من التقاسمات الطائفية اسندت وزارة الرياضة الى وزير الاسكان السابق جاسم محمد طوزلو المنتمي الى مدرسة طالبان العراقية التي اصدرت فتاواها بتحريم كرة القدم لانها تلهي الناس عن عبادة اللة!!، فاية فرحة ستجتاح الوسط الرياضي لهذا النبأ العظيم؟ واية أفاق تنتظر الرياضة والرياضيين في العراق الجديد؟
لقد اوضحت مسيرة السنوات الثلاث الماضية ان المرأة والثقافة هما اكثر ماتحتقر الطائفيات المتخلفة في العراق الجديد، وان هذه الطائفيات المتخلفة بشقيها الشيعي والسني تختلف في كل شئ لكنها تتوحد ضد الثقافة والمرأة ولطالما حاولت الطائفيات المتخلفة ان تواجه المطلب الحضاري باشراك المرأة في عملية صنع القرار، بتسويق نموذج متخلف لامرأة مصادرة العقل مسبقا من قبل رجل متخلف، وحاول المتخلفون عبر هذا النموذج المعتم، البرهان على ان الواقع الحالي للمرأة العراقية هو من أختيار المرأة ذاتها، وان المرأة هي التي أختارت الانزواء خلف تلافيف ألاسود المعتم لانها تقر بكونها مصدر غواية وانها ناقصة عقل ودين فهي اذن التي اختارت الرجل طوعا قيما عليها ليوجهها، ويقومها، ويضربها،وقد ..يذبحها من الوريد الى الوريد برضاها الكامل .
فيما حاولت مجموعة من شجاعاتنا الرائعات كهناء ادور وميسون الدملوجي وشروق العبايجي وصفية السهيل الدفاع عن ان المرأة مرآة تقف امام مجتمع، انظر لها تر قسمات المجتمع وتضاريسه ، قيمه وعقده ،كوابحه ومسلماته فليس من الحضارة ان تاتي باية امرأة لتجلسها على مقاعد البرلمان، الحضارة ان تعكس هذه المرأة- المرآة تضاريس مجتمع معافى
والعافية تختصر قبل كل شئ بالتنوع والاقرار بهذا التنوع ، الا ان هذا الفعل بقي محصورا ضمن دائرة من نساء شجاعات يثبتن اقدامهن ببطولة وسط بحور الظلام والتخلف والفتاوى التي حلت محل قرارات الدولة وقوانينها

اما استهانات الطائفيات الحاكمة بالثقافة والمثقفين فقد بقيت دون رد يعيد للطائفيين صوابهم الذي افقدتهم السلطة اياه
ان ترشيح اي وزير للثقافة من الطائفيات التي تتحكم بحياتنا السياسية وحياتنا العامة سيعني لوي عنق ثقافتنا الديموفراطية العراقية للسنين الاربع القادمة تمهيدا لخنقها وسيهدد بمواجهة مستقبلية شاملة بين الاف المثقفين والحكومة في وقت تحتاج فيه هذه الحكومة الى ان تستند الى اوسع قاعدة شعبية ممكنة كما تدعي هي بالذات ، فهل يعي الطائفيون مايفعلون؟ وهل يعي المثقفون مايفعل الطائفيون؟
هل نقول لحكام ديموقراطية الفتاوى ، اياكم وخطنا الاحمر؟ ، لقد تبادلتم الخطوط الحمر في اشتراطاتكم على بعضكم لكن حذارى من المساس بخزان الجنون لدى الشاعر وجحيم الالوان لدى التشكيلي وحذارى من مس الموسيقى بسوء، ففي كل هذه الزوائد التي لاتعنيكم بشئ تكمن روح العراق المتمردة عبر التاريخ
تكفيكم ايها الطائفيون وزاراتكم" السيادية" التي تطاحنتم من اجل الفوز بها شهورا كان العراقيون خلالها صرعى الارهاب والفقروالانفلات الامني والنهب الاقتصادي ،
خذوا وزاراتكم ذات العقود ، وذات النقود، وتحكموا بالخبز والوقود...فهي من غنائم الحرب التي خسرناها معكم لكن اتركوا للجيل الجديد ، فرصة ان يقرأ ويسمع ويشاهد كما يريد.

مجدا للمثقف العراقي شهيدا وسجينا وملاحقا عصيا على التدجين
وسحقا لوزراء الثقافة الاميين
* * * * *
* * * * *
عاش الفرح.... عاشت الالوان ... عاشت الموسيقى
عاش شعر المرأة حرا ..طليقا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا